الجمعة ١٩ / أبريل / ٢٠٢٤
من نحن اتصل بنا التحرير

أخبار عاجلة

<> وداعًا صلاح السعدني

 الطنبولي: وزارة الثقافة تراني فنانًا تلقائيًّا

 الطنبولي: وزارة الثقافة تراني فنانًا تلقائيًّا

    قال الفنان التشكيلي إبراهيم الطنبولي : إن هناك لبسًا كبيرًا في مفهوم "الأكاديمية"، الذي لا يبدو واضحًا لدى الكثيرين، على حد قوله. وكان بعض النقاد قد وصفوا "الطنبولي" بالفنان التلقائي البعيد عن "الأكاديمية"، وغير الملتزم بالأطر واللوائح، وهو ما يستسيغه البعض ويرفضه آخرون. وهنا يقول الطنبولي: إذا نظرنا لرموز الحركة التشكيلية، سنجد أن أبرز من قاموا بها لم يدرسوا الفنون، لكن كليات الفنون هي التي قامت بتدريس ما قدمه هؤلاء الفنانين. واستشهد بالفنان الراحل محمود سعيد، وبيكاسو اللذين لم يدرسا الفنون، متسائلا: فهل نطلق عليهما صفة الفنان التلقائي برغم ما قدماه من إنجاز في هذا المجال؟ وتابع: هناك أشخاص يريدون إطلاق لفظ "التلقائي" على الحرية في التعبير، مضيفا: الفنان يمكنه إيصال رسالته دون أن يكون هاضما لكل المدارس، لكنه على علم بمفردات لغة الفن التشكيلي. لكن جرأة الفنان وصدقه وحريته يطلق عليها البعض لفظ "تلقائية"، وأنا أختلف مع ذلك. وينوه: قمت بدراسة كل ما يمكن دراسته في تاريخ الفن التشكيلي، ومارسته واستوعبته جيدا، وقدمته من خلال أدائي وشخصيتي. كان من السهل أن يكون لي أستاذ ليدعمني، وهو ما لم يحدث، لذا فأنا لست موجودًا داخل وزارة الثقافة بشكل صحيح. ويوضح: وزارة الثقافة تعتبرني خارج الأكاديمية، لكني أقوم بعرض أعمالي في كل دول العالم، لكن بعيدا عن الوزارة، التي لم أعرض من خلالها سوى مرة واحدة بأكاديمية روما، بترشيح شخصي من الدكتور فاروق وهبة، مديرها آنذاك. ويشير: حتى عندما يتم ترشيحي يتم إلغاء الترشيح، برغم كوني الفنان المصرى والعربي الوحيد الذي عرض في جاليرهات في مونتريال بكندا، بعلاقاتي الشخصية، من خلال عملي، وليس من خلال دعم حكومي، أو ترشيح من أية جهة. ويقول: في مصر لا يعدون الفنان فنانا إلا عندما يكون شبيها بفنان آخر، سواء مصريا أو أجنبيا، ممن سبقوه. مع أن الأصل هو ألا يشبه الفنان الحقيقي أحدا، بل هو من يقدم إضافة. قدم "الطنبولي" معرضه الأخير "رؤى" بجاليري كحيلة متضمنا ثلاث تجارب فنية. منها تلك التي قدمها بخامة الأكريللك على الورق، مستخدما طباعة المونوبرنت "الطباعة الوحيدة". أما التجربة الثانية عبارة عن مجموعة أعمال بأسلوبه المألوف. ويوضح: أعمل على استحضار المثير، وأبدأ بمشاهدة الأشكال التي ظهرت أمامي، ثم أبدأ بتأكيدها بحكم خبرتي التشكيلية، نتيجة المخزون الداخلي لي. لذا تظهر الأعمال بها تصوير للواقع الذي نحياه لكن من خلال رؤيتي الخاصة. يجمع الطنبولي في ممارسته الفنية بين النحت والرسم والتصوير والخزف. وهنا يقول: لا أبدأ في العمل بفكرة لكن بمثير، ومثير خامة النحت يختلف عن التصوير. وأردف: كل خامة لها مفراداتها والمثير الخاص بها. دائما أحاول أن أعبر بصدق، من خلال الخامة، عن الحالة التي أعيشها خلال العمل. وعن كيفية الخروج من وسيط لآخر يقول: هناك فنانون كثيرون جمعوا بين مختلف الفنون. الفنان يعمل بأكثر من خامة ما دام يشعر بها، وبقدرته في الخروج منها بنتيجة. ويضيف: في فترة الدراسة كنت أعمل بالنحت، وحصلت عام 1975 على جائزة في النحت؛ حيث صممت تمثالا في الكلية طوله 3 أمتار، وقد قامت جماعة التكفير والهجرة بتحطيمه آنذاك. ويستطرد: أعشق النحت جدا، لكن المشكلة أنني كنت أحتاج مكانا لممارسته، بعكس التصوير والرسم اللذين أمارسهما في أي وقت وبحرية أكبر، كما أن الخزف يحتاج أفرانا وتجهيزات مختلفة. وحول ما إذا كان ينتمي لاتجاه فني معين، ومدى إيمانه بالتصنيفات يقول: إن هذه التصنيفات تأتي بعد أن يبدأ الفنان العمل. مضيفا: لكن لا يمكن للفنان أن يحدد خلال العمل ما إذا كان سيتبع المدرسة التعبيرية أو الثأثيرية أو التجريد. ويتابع: الفنان يقدم ما يريده، وبعد ذلك يقوم النقاد بتحديد اتجاهه. لذا أقول: إنه لا توجد أكاديمية، لكنها تأتي من الفنان إذا قدم تجربته ونجحت وأعطى قيما فنية وتشكيلية، فيبدأ النقاد بالبحث عن هذه القيم الفنية الموجودة وتصنيف رؤية الفنان. ويؤكد: لا يمكن تصنيف أعمالي؛ فهي ليست تعبيرية أو تجريدية أو سيريالية، ولكنها خليط من كل هذا. يتسم "الطنبولي" بالإنتاج الغزير. إلا أن البعض يرى عدم وجود نقلات في تجربته. وهنا يقول: في مرحلة من مراحلي قال لي بعض النقاد: إن كل لوحة لديك مختلفة عن الثانية، لذا لا نستطيع أن نقدمك كمدرسة؛ لأن لوحاتي لا تشبه بعضها البعض، لكن في النهاية هي تمثلني. وينوه: أرسم أشخاصا، وكل حالة تختلف عن الأخرى. في معرضي الأخير، وبرغم أنه صغير، فإنه يضم ثلاث تجارب بأساليب مختلفة. وعن مصادر أعماله يقول: كما أستمد أعمالي من كل ما يحيط بي. أتجول بمتاحف العالم لأعرف موقعي من الحركة التشكيلية، ولكي أقدم فنا مصريا ليس بالضرورة أن أرسم هرما وفراعنة، أو أعمالا إسلامية. حيث يسقط الكثيرون في هذه المشكلة، لكن المصري القديم سوف يظهر بشكل غير مباشر بأعمالي، سواء في حركة أو حالة، دون افتعال. للمرأة حضور قوي في معرض "رؤى"، إلا أن "الطنبولي" يقول: المرأة تلعب دورا قويا في جميع أعمالي، وليس في هذا المعرض فحسب؛ كونها تمثل شيئا مهما بالنسبة لي؛ فهي أول من يقود أي تغيير في مصر. المرأة مثل الأرض الخصبة. يأتي كل الخير من خلالها. وفيما يتعلق برغبته في التجريب، والتجديد في تجربته الفنية، يقول: كل لوحة لدي هي لوحة تجريبة؛ لأني أتعامل معها من منطلق أنني أرسم لأول مرة. ومن ثم التجريب شيء أساسي، و كذلك الجرأة التي يصفها البعض بالتلقائية. سماح إبراهيم بوابة الاهرام  

المحرر

موضوعات ذات صلة