الخميس ٢٥ / أبريل / ٢٠٢٤
من نحن اتصل بنا التحرير

أخبار عاجلة

<> الأهلي يبحث عن بطاقة نهائي أفريقيا في اختبار كونغولي

شبح الانتحار.. خطر يواجه المراهقين

شبح الانتحار.. خطر يواجه المراهقين

عندما يبدأ الأبناء في اكتشاف أنفسهم ومحاولة الخروج من عباءة الأهل والبحث عن أفكار جديدة في مرحلة المراهقة، يعتقد الكثير من الآباء والأمهات أن هذا الأمر غاية في السهولة واليسر، لكن الوضع في هذه المرحلة لا يكون يسيرًا، خاصة عند تعامل الأبناء مع العلاقات العاطفية وتجارب القبول والفشل ومشاكل الأسرة واكتشاف الذات، وهذه المشكلات قد تدفع بعض المراهقين إلى مشاكل نفسية متنوعة يمكن أن تؤدي إلى تفكيرهم في الانتحار الذي يعد خطرًا بالغًا في سن المراهقة، سنستعرض في السطور القادمة آراء خبراء الطب النفسي حول خطر الانتحار عند المراهقين، ودور الأسر بخصوص هذا الشأن. يقول د. محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي : في فترة البلوغ تحدث تغيرات جسدية، بالإضافة إلى التغيرات في الهرمونات، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى تغيرات سلوكية عند المراهقين، فمن الطبيعي أن نجد أبنائنا في هذه الفترة العمرية يشعرون بحالات مزاجية متنوعة ويميلون إلى العصبية ويرغبون في الابتعاد عن الأجواء الأسرية والبحث عن مزيدًا من الاستقلالية، لكن ما يثير القلق هو ملاحظة مؤشرات اليأس عند المراهقين والشعور بالضعف أو الإحساس بعدم القيمة أو الانسحاب من الأنشطة المعتادة والتهرب من الأصدقاء، أو التفكير في السلوك الانتحاري بكافة أشكاله، وهو الأمر الذي يجب الانتباه إليه بشدة من جانب الآباء، لأنهم هم الأكثر معرفة بأحوال أبنائهم  المزاجية والمعيشية، ومتي يكون الأمر طبيعيًا، ومتي يتجاوز الخطوط وينسحب بهم من الحياة شيئًا فشيئًا، لذا يجب على الآباء التواصل بأنتظام مع الأبناء، ليس فقط في جوانب التوجيه والمهام اليومية والواجبات المنزلية، ولكن يجب على الأهل أن يخلقوا تواصلاً حقيقيًا وأكثر عمقًا للحديث مع الأبناء عن المشاعر والاستمتاع بالأنشطة المختلفة، حيث أنه من الضروري معرفة مدى حساسية هذه المرحلة العمرية، بالإضافة إلى عدم قبول المراهقين للنقد والنصح بسهولة. ويضيف "المهدي": إذا كان لدى الأبناء المراهقين تاريخ واضح من الاكتئاب والقلق والأفكار الانتحارية وإيذاء الذات أو تعاطي المخدرات، فإن الأمر في هذه الحالة يكون في غاية الخطورة على الأبناء المراهقين، حيث يجب على الآباء الوقوف بجانبهم والتركيز مع تصرفاتهم والبحث عن مساعدة المتخصصين في الشأن النفسي والسلوكي للأطفال. ويلمح "المهدي" إلى أن المراهق الذي يحاول الانتحار، يعتقد أن القدوم على مثل هذا العمل هو المخرج الوحيد للأزمة التي يقابلها محاولاً الهروب من المشاعر المحبطة التي تحيط به مثل الشعور بالخزي أو الخجل أو رفض الآخرين له، مضيفًا بأن السلوك الانتحاري يشير إلى التعاسة العميقة وليس بالضرورة إلى الاضطراب النفسي، فالسلوك الانتحاري هو ظاهرة معقدة، في حين أن هناك دراسات قد أثبتت أيضًا العلاقة المحكمة بين الانتحار والاضطرابات النفسية عند المراهقين، ومن أكثر العوامل التي تزيد من مخاطر إقدام المراهق على الانتحار هي الإهمال أو الإساءة إلى المراهق بالإضافة إلى فشل العلاقات العاطفية في هذه المرحلة العمرية التي تتسم  بعدم اكتمال النضوج الفكري. ويشير د. هاني حامد، أستاذ الطب النفسي بجامعة بني سويف، إلى ضرورة توفير المساحة الآمنة من الحديث والدعم النفسي للأبناء في سن المراهقة، وذلك مع التوازي بمراقبة تصرفاتهم دون أن نشعرهم بضغوط أو عدم ثقة، حيث يجب أن يحظى الأبناء بحياة اجتماعية جيدة مع الأهل والأقارب والأصدقاء، ويفترض تشجيعهم على التواصل مع الأصدقاء وخلق جو أسري حميم. ويؤكد "حامد"، أن بداية حل المشكلات النفسية عند المراهقين تكون من جانب الأهل، فلابد من توضيح الآباء لأهمية المشاعر والتعبير عنها، وتعاملهم بشكل جيد مع المشاكل النفسية التي تواجههم شخصيًا، والتحدث عنها أمام الأبناء بصراحة وطلب العلاج أو المساعدة النفسية من المتخصصين عند الضرورة، لأن هذا التصرف يجعل الآباء قدوة لأبنائهم المراهقين، فإذا رأى المراهق أن الآباء والأمهات يواجهون تحدياتهم الخاصة ويتعلمون من أخطائهم، فسوف ينمي هذا الأسلوب المدارك الفكرية حول طريقة إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات عند الأبن المراهق، وتجعله أكثر شفافية وانفتاحًا وبهذا الأسلوب يمكن أن نساعد المراهقين على تطوير المرونة والتعاطف مع أخطاءهم الخاصة. وأردف بأن اختيار التوقيت المناسب لمناقشة الأبناء من العوامل المساعدة لإيجاد الحلول المناسبة لكافة المشاكل النفسية التي تواجههم، فإذا لم يكن الأبناء مستعدون للحوار والحديث، فيجب ترك الدعوة مفتوحة لوقت لاحق، دون التمسك برأي أو التشدد في التعامل مع تصرفات الأبناء نظرًا لتقلب مزاجهم المستمر، فلا يجوز للآباء التقليل من حجم المشاكل النفسية للأبناء مهما بدت من وجهة نظرهم عادية، وأضاف: يجب التواصل المنتظم مع الأبناء، فلا يخاف الأهل من إجراء محادثة مع الأبناء حول الصحة النفسية والانتحار، فيجب الاستماع إليهم ومناقشتهم بدون إطلاق أحكام أو تقويم، بل لابد من طرح أسئلة مفتوحة، وهي تلك الأسئلة التي لا يمكن الإجابة عليها بنعم أو لا، لأن ذلك يميل إلى فتح الحوار ومعرفة الأفكار التي تدور برأس المراهق، خاصة عندما يميل إلى التقرب إلى الأفكار والوساوس الانتحارية التي قد تودي به لإنهاء حياته كسبيل للتخلص من المشاكل التي تؤرقه في هذه المرحلة العمرية الخطرة. أيمن مصطفى  

المحرر

موضوعات ذات صلة