تشهد منطقة المعمورة في محافظة الإسكندرية مرحلة جديدة من التطوير الشامل، في إطار خطة حكومية طموحة تستهدف تحويلها إلى منطقة جذب سياحي واستثماري مستدام، يليق بتاريخها العريق ومكانتها المميزة على خريطة السياحة المصرية.
وقد أجري المهندس محمد شيمي،وزير الاعمال العام أن هذه الجهود تأتي ضمن رؤية شاملة لتحسين البنية التحتية والخدمات المقدمة للزوار، بما يضمن استعادة بريق المعمورة كأحد أبرز المقاصد السياحية في المدينة الساحلية.
تتضمن الخطة تنفيذ مشروعات متكاملة لتطوير الشاطئ والمرافق العامة، مع رفع كفاءة الخدمات السياحية المقدمة، بداية من أنظمة النظافة والإضاءة وصولًا إلى وسائل النقل الداخلي والمناطق الترفيهية, ويشمل المشروع كذلك إعادة تخطيط الشاطئ بما يوفر مساحات خضراء إضافية، ومناطق للأنشطة الترفيهية والرياضية، إلى جانب إنشاء ممرات خاصة لذوي الهمم، بما يعكس اهتمام الدولة بجعل المقصد السياحي أكثر شمولية.
كما تسعى الجهود الحكومية إلى تعزيز الاستثمارات في المنطقة عبر تشجيع القطاع الخاص على المشاركة في إنشاء فنادق ومنشآت خدمية جديدة، كما شملت الجولة عددا من المواقع الحيوية بمنطقة تامعمورة التابعة لشركة المعمورة للتعمير والتنمية السياحية , وهي احدي الشركات القابضة للسياحة والفنادق التابعة لوزارة قطاع الاعمال العام , حيث تم تفقد المعمورة الشاطئ والممشي السياحي وعدد من الشاليهات المطورة , واشار المهندس محمد شيمي ان المهمورة تمثل احد المواقع المميزة علي ساحل البحر الاحمر المتوسط مما يساهم في خلق فرص عمل لأبناء المحافظة ويعزز من قدرة الإسكندرية على استيعاب الأعداد المتزايدة من السائحين.
دعم المحافظ
من جانبه، أكد محافظ الإسكندرية الفريق احمد خالد حسن ، على دعمه الكامل لهذه الخطط، مشيرًا إلى أن المحافظة تبذل قصارى جهدها لإنجاح مشروعات التطوير الجارية في المعمورة, وأوضح أن الهدف هو استعادة المكانة التاريخية للمنطقة التي طالما ارتبطت في أذهان المصريين والسائحين بكونها إحدى أجمل مناطق الإسكندرية، لما تمتاز به من طبيعة خلابة وشاطئ مميز. كما أن الفترة المقبلة ستشهد تكثيف أعمال المتابعة الميدانية للتأكد من تنفيذ المشروعات وفقًا لأعلى المعايير، مشددًا على أن الدولة تضع في أولوياتها تحقيق التوازن بين الحفاظ على الطابع التاريخي والمعماري للمنطقة وبين إدخال عناصر حديثة تواكب متطلبات العصر.
البعد السياحي والاستثماري
لا تقتصر أهمية المشروع على البعد المحلي فقط، بل تمتد إلى البعد الدولي، حيث يُنتظر أن يسهم في تعزيز صورة الإسكندرية عالميًا كوجهة سياحية منافسة للمدن الساحلية الكبرى في حوض البحر المتوسط فالتطوير المرتقب للمعمورة سيحولها إلى نموذج يجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين الإرث التاريخي العريق ومتطلبات السياحة الحديثة.ومن المتوقع أن تجذب المنطقة بعد التطوير مزيدًا من الاستثمارات الأجنبية، خصوصًا في قطاع الفنادق والمنتجعات السياحية، إلى جانب الأنشطة الترفيهية والثقافية. كما ستفتح الباب أمام تنظيم فعاليات دولية وإقليمية، بما يعزز من مكانة الإسكندرية على الخريطة السياحية العالمية.
رؤية مستقبلية
تؤكد وزارة السياحة والآثار أن خطة تطوير المعمورة تأتي في إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى تنويع المنتج السياحي المصري, فإلى جانب السياحة الثقافية والأثرية التي تشتهر بها مصر، تسعى الدولة إلى تعزيز السياحة الشاطئية والترفيهية، لتلبية مختلف أذواق السائحين.كما أن الاهتمام بالمعمورة يعكس إيمان الدولة بأن المدن الساحلية المصرية تملك مقومات عالمية تحتاج فقط إلى الترويج الجيد والتطوير المستدام, ومن خلال هذه الجهود، يُتوقع أن تصبح المعمورة في السنوات المقبلة مقصدًا مفضلًا للعائلات والشباب، سواء من داخل مصر أو من الخارج.
بهذا المشروع الطموح، تدخل منطقة المعمورة مرحلة جديدة من تاريخها، عنوانها التجديد والازدهار, فالتطوير الجاري لا يقتصر على تحسين الشكل العام للمنطقة فحسب، بل يهدف إلى خلق بيئة متكاملة تجمع بين السياحة والاستثمار والثقافة.