منوعات

المومياء الصارخة: قصة غامضة تُعرض من جديد

يعد المتحف المصري بالتحرير واحدًا من أهم المؤسسات الأثرية في العالم، حيث يضم بين جدرانه كنوزًا لا تُقدّر بثمن من الحضارة المصرية القديمة, ومن بين أبرز مجالات البحث العلمي التي تُجرى داخله، تأتي دراسة المومياوات، التي تفتح لنا أبوابًا جديدة لفهم أسرار التحنيط، والعادات الجنائزية، وأسلوب حياة المصريين القدماء.

خلال السنوات الأخيرة، شهد المتحف تطورات كبيرة في هذا المجال، حيث تعاون مع مؤسسات بحثية دولية للكشف عن أسرار المومياوات باستخدام أحدث التقنيات العلمية, وقد أسفرت هذه الجهود عن اكتشافات مذهلة، من بينها دراسة الروائح المستخدمة في التحنيط، وعرض مومياوات غامضة مثل “المومياء الصارخة”، مما أضفى أبعادًا جديدة على فهمنا لهذا التراث العريق.

دراسة المومياوات بروائحها الأصلية

إحدى الدراسات الحديثة التي أُجريت داخل المتحف، بالتعاون مع جامعات أوروبية ومصرية، ركزت على تحليل الروائح التي كانت تصدر عن المومياوات عند تحنيطها, كشفت النتائج أن التحنيط لم يكن مجرد عملية حفظ للجسد، بل كان يحمل أبعادًا ثقافية ودينية، حيث اختيرت مكونات التحنيط بعناية لتعطي روائح مميزة، مثل الروائح الخشبية والحارة والحلوة.

حيث اشارالدكتور أحمد الشناوي، أستاذ علم المصريات بجامعة القاهرة : إن المصريين القدماء كانوا يحرصون على ترك بصمة حسية حتى بعد الموت، وهو ما يفتح الباب أمام استخدام الروائح لإحياء تجربة زيارة المقابر في المتاحف.

المومياء الصارخة 

اختار المتحف المصري عرض “المومياء الصارخة” كقطعة مميزة لهذا الشهر، وذلك في إطار الاحتفال بالذكرى التسعين للصداقة المصرية السويسرية,هذه المومياء، التي أثارت الجدل لعقود، تعود لرجل تبدو على وجهه علامات الألم والصراخ، وهو ما دفع البعض لاعتباره عوقب بطريقة غير معتادة عند الموت.

 واشار الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات الشهير“التحقيقات العلمية الحديثة تشير إلى أن المومياء قد تكون لشخص مات مسمومًا أو تعرض لعقاب قاسٍ، وهو ما يفسر مظهره المثير للجدل عرضها الآن في المتحف يسلط الضوء على الجوانب الإنسانية للحضارة المصرية القديمة، ويجعلنا نفكر في طبيعة العقوبات والمعتقدات المرتبطة بالموت.

التعاون المصري السويسري

احتفاءً بمرور ثلاثين عامًا على التعاون البحثي بين مصر وسويسرا في مجال دراسة المومياوات، نُظمت ندوة علمية داخل المتحف المصري بالتحرير. وقدمت الندوة نتائج أبحاث متطورة تستخدم تقنيات التصوير المقطعي والتحليل الجيني لدراسة أصول المومياوات وأسلوب حياتها قبل الموت.

مع التطورات الحديثة في مجال دراسة المومياوات، يطرح بعض العلماء فكرة إعادة إنتاج روائح التحنيط الأصلية، واستخدامها داخل المتاحف كجزء من التجربة الحسية للزوار, هذه الفكرة قد تحدث ثورة في طريقة عرض الآثار المصرية، وتجعل المتاحف أماكن تحاكي تجربة الحياة في العصور القديمة.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=5177

موضوعات ذات صلة

أسبوع سياحة الطعام في المتحف المصري الكبير

المحرر

حائط الذكريات يشرق في أرض اليابان

المحرر

الفضاء الأزرق.. صرخة برتقالية!

أيمن مصطفى

اعلان نتيجة القرعة الالكترونية للحج السياحي للعام الحالي

المحرر

مساجد لها تاريخ: أقدمها جامع سادات قريش

المحرر

مخطط تسويقي ترويجي لدير مارمينا بالإسكندرية

المحرر