شؤون سياسية

ترامب .. رؤية سلام ووعود للعودة إلى الطريق الصحيح

يترقب العالم مستقبلا مختلفا في السياسة الأمريكية،بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة حيث يطرح ترامب رؤية سلام استثنائية يَعِد بتحقيقها في عالم مُنهك بالصراعات والحرب. يعود ترامب إلى البيت الأبيض  مؤكدًا عزمه على إعادة العظمة لأمريكا، حيث يخطط لإيقاف الحروب وتحقيق استقرار يعزز بناء اقتصاد قوي.

المستشار يونس السبكى الخبير الأمنى والاستراتيجي يرى أن ترامب رجل ذو طموحات غير عادية، يراه البعض شبيها بالزعيم الإنجيلي المتمسك بسلطة كونية مطلقة. لا ينتمي لعالم السياسة التقليدي، ولم يخضع للتدريب في ساحات المعارك مثل أسلافه؛ بل نشأ في عالم المال والاستثمار، حيث يتضح من نظرته أن الاقتصاد هو أساس أي بناء قوي. ويرى أن استقرارا بعيدًا عن الحروب سيمنح البلاد الفرصة لاستثمار قدراتها في البناء والتنمية.

السياسيون التقليديون في أمريكا يخشون من توجهاته “الثورية”، حيث يسعى لإحداث انقلاب في السياسات الأمريكية، سواء الاقتصادية أو الأمنية، يغير طريقة إدارة الشأن الداخلي والخارجي. لهذا، يتربص به الحزب الديمقراطي، واضعا العراقيل أمامه في كل مرحلة، ومحاولًا صد مشروعه الطموح الذي يستهدف فتح آفاق جديدة لأمريكا. لكن ترامب تمكن بصبر وإصرار من كسب قاعدة شعبية قوية، مدعوما بتأييد شعبي غير مسبوق.

علل الدكتور أحمد رفيق عوض مدير مركز القدس للدرسات أن الخوف من ترامب لا يقتصر على الديمقراطيين؛ أوروبا، ومعها القوى الكبرى في آسيا، تشعر بقلق من رؤيته الطموحة. دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” تشعر بالتهديد أمام ما يمكن أن يفعله ترامب بنظام الأمن الأوروبي و الأطلسي. حتى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رغم تهنئته السريعة ل ترامب بالفوز، يدرك أنه سيواجه نظاما أمريكيا جديدا قد يفرض سياسات تتخطى سيادة الاتحاد الأوروبي وتضع “الناتو” في مأزق معقد.

نفوذ الصين

إحدى طموحات ترامب الرئيسية تكمن في السيطرة على نفوذ الصين، ولكن ليس من خلال القوة العسكرية، بل عبر استخدام أدوات اقتصادية وتجارية، مثل التحكم في حركة المال، حيث إن هذه الوسائل تضغط على الصين في نقطة ضعفها الرئيسية. وأما بالنسبة لتايوان، ف ترامب يفضل تأجيل المواجهة حتى تكون أوراقه الاقتصادية والسياسية أكثر نضجا.

أما روسيا، فتبدو أكثر طمأنينة تجاه ترامب، حيث يفتح معها باب الحوار بهدف الوصول إلى تسوية في أوكرانيا. ترامب يرى أن إنهاء الحرب الأوكرانية سيكون بالاتفاق، من خلال تأجيل تطلعات أوكرانيا للانضمام إلى “الناتو” والاتحاد الأوروبي، أو حتى تقديم مقايضات سياسية تحفظ ماء الوجه للأطراف كافة.

غزة ولبنان

وعلى صعيد الشرق الأوسط، يتعهد ترامب بوضع حد للحرب في غزة ولبنان، متخذا نهجا قوامه السلام عبر القوة، لكن دون تحمل تكلفة تلك الحروب. من المحتمل أن يستخدم ترامب نفوذه لدفع الأطراف المختلفة، سواء حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف أو إيران، إلى قبول حلول تسوية تمنع تكرار الاشتباكات، وذلك بإرسال رسائل واضحة خلال الفترة الانتقالية.

وعد ترامب بإحداث تغيير شامل سيكون بمثابة قاعدة للنظام الأمريكي المستقبلي، التي يلتزم بها من يتعاقب على الرئاسة، سواء كان ديمقراطيا أو جمهوريا. ومن خلال هذا النظام، يسعى ترامب لوضع شروط جديدة للقوة الأميركية، فكل من يخلفه في البيت الأبيض سيكون مجبرا على احترام تلك المبادئ، مما يعزز الدور الأميركي عالميا ويؤثر على السياسة الدولية. إذا نجح ترامب في تنفيذ رؤيته، قد يكون نظامه السياسي الجديد علامة فارقة في تاريخ أميركا الحديث، إذ سيعمل على كسر الروتين السياسي، محققا انقلابه عبر صياغة سياسة لا تعتمد على المواجهات العسكرية، بل على التفاوض واستخدام النفوذ الاقتصادي كأداة ضغط لتحقيق أهداف السلام.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=5650

موضوعات ذات صلة

ضوء اخضرامريكى لفرض عقوبات على بغداد لتمدد الايرانى

المحرر

صواريخ الحوثي تربك العمق الإسرائيلي

المحرر

لحوم العيد رسالة سياسية من حفتر

المحرر

حتى لا تواجه سوريا مصيراً يشبه العراق

المحرر

مجلس الأمن يشتعل وطهران تبحث عن أوراق ضغط

المحرر

لا إعمار ولا استثمار قبل نزع سلاح حزب الله

المحرر