شؤون سياسية

ترامب يغازل الناخبين المسلمين

خطوة في سياق سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يسعى الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب لاستقطاب أصوات الناخبين المسلمين، وخاصة في ولاية ميشيغان التي تعد محطة رئيسية قد تحسم مسار السباق الرئاسي. وفي خطوة يعتبرها البعض مغازلة لصوت الناخب العربي والمسلم، تعهد ترامب بإنهاء حربي غزة ولبنان في حال فوزه وعودته إلى البيت الأبيض، مما قد يساهم في كسب دعم الجاليات العرب الأوسط ية والإسلامية لمصلحته في مواجهة المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، نائبة الرئيس

أطلق ترامب تصريحات عبر منصة إكس(توتير سابقاً) تطرقت مباشرة إلى إنهاء “المعاناة والدمار في لبنان”، ووعد بإنهاء الحرب في غزة في حال انتخابه، حيث قال: “خلال فترة إدارتي كان لدينا سلام في الشرق الأوسط، وسوف ننعم بالسلام مرة أخرى قريباً جداً”. و أضاف أن إدارته ستصلح الأضرار التي تسبب فيها جو بايدن و كمالا هاريس وتعمل على وقف المعاناة والدمار في لبنان

ويشير ترامب إلى رغبته في أن يكون هناك سلام دائم في المنطقة، مؤكداً على استمرارية هذا السلام لمدى أطول حتى لا يتكرر الصراع كل خمس أو عشر سنوات، وقال: “سأحافظ على الشراكة المتساوية بين جميع المجتمعات اللبنانية”، مؤكدًا أن اللبنانيين يستحقون العيش بسلام ووئام مع جيرانهم. وختم حديثه بعبارة “صوتوا لا ترامب من أجل السلام!”، موجهاً نداء صريحاً للجاليات اللبنانية والعربية المسلمة لدعمه

وبالرغم من أن ترامب لم يصرح بشكل مباشر بأنه سيتخذ إجراءات تجبر إسرائيل على وقف عملياتها في غزة ولبنان، فإن وعوده المتكررة بإنهاء الصراعات أثارت مخاوف بين الأوساط الإسرائيلية، حيث تعتبر تصريحاته غير متوقعة وقد تمثل تهديداً للاستقرار الإسرائيلي في حال هزيمته نائبة الرئيس كامالا هاريس. ورغم أن هاريس أكدت مراراً التزامها بأمن إسرائيل واستمرار الدعم العسكري والمالي، إلا أن البعض يرى أن ترامب قد يوفر لإسرائيل دعماً أكبر من خلال مواقفه الحازمة تجاه النزاع الفلسطيني الإسرائيلي

كانت تصريحات ترامب سابقاً قد أثارت الدهشة، خاصة عندما أشاد بـ”حزب الله” كمجموعة “ذكية”، وانتقد استمرار إسرائيل في حرب غزة بسبب الأضرار التي تسببها صورتها العالمية. ترامب دأب على اتهام بايدن هاريس بعدم تقديم الدعم الكافي لإسرائيل، قائلاً إن الرهائن الإسرائيليين يجب أن يعودوا إلى ديارهم قبل أن يعود هو إلى البيت الأبيض.

حقوق الأقليات

عادةً ما يميل الناخبون العرب والمسلمون في الولايات المتحدة إلى التصويت لصالح الحزب الديمقراطي، الذي ينظر إليه على أنه يدافع عن حقوق الأقليات والمهاجرين. ومع ذلك، تشير تقارير إلى وجود تحول محتمل في اتجاهات التصويت بين الناخبين المسلمين، في ظل الحرب الجارية في الشرق الأوسط. فقد أعرب بعض العرب والمسلمين عن نيتهم الامتناع عن التصويت لصالح هاريس، معتبرين أن الإدارة الحالية متورطة في “الإبادة الجماعية في غزة

على الجانب الآخر، شهد المجتمع اليهودي أيضاً بعض التحولات، حيث يفكر المزيد من اليهود في التصويت ترامب بدلاً من هاريس، بسبب شعورهم بأن الحزب الديمقراطي ينأ بنفسه عن إسرائيل ولا يفعل ما يكفي لمواجهة موجة معاداة السامية المتصاعدة في الولايات المتحدة.

في تجمع حاشد عقده ترامب مؤخراً في ميشيغان، استضاف شخصيات قدمهم باعتبارهم “قادة بارزين في المجتمع المسلم”. وأعرب عن فخره بدعم هؤلاء القادة، مشيراً إلى أن الناخبين العرب والمسلمين يمكن أن يكونوا عنصرا حاسما في السباق الرئاسي. وكان من بين المتحدثين في التجمع الإمام بلال الزهيري، الذي قال: “نحن كمسلمين نقف مع الرئيس ترامب لأنه يعد بالسلام وليس بالحرب. نحن ندعم دونالد ترامب لأنه وعد بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط وأوكرانيا”. وأشار إلى إيمانه بأن ترامب قد يكون قادراً على تحقيق هذا السلام، وقال: “أنا شخصياً أعتقد أن الله أنقذ حياته مرتين لسبب ما، في إشارة إلى محاولتي الاغتيال الفاشلتين اللتين تعرض لها

يحاول ترامب توسيع قاعدته الشعبية من خلال خطابه الانتخابي، الذي أشار فيه إلى أن “اليهود و الكاثوليك والإنجليزية والمسلمين” ينضمون إلى قضيته بأعداد غير مسبوقة. وأضاف: “إن الناخبين المسلمين والعرب يريدون وقف الحروب التي لا تنتهي والعودة إلى السلام في الشرق الأوسط”، مؤكداً أن هذا هو هدفهم الأساسي

وتعتبر تصريحات ترامب الأخيرة محاولة لإظهار نفسه كصانع سلام محتمل، وربما يسعى بذلك إلى استقطاب شريحة من الناخبين الأمريكيين العرب والمسلمين الذين يأملون في رؤية تغيير في السياسة الخارجية الأميركية. ومع ذلك، يبقى السؤال قائماً حول مدى واقعية هذه الوعود وقدرة ترامب على تحقيقها، خاصة وأن موقفه قد يتغير بعد وصوله للبيت الأبيض كما حدث في فترة ولايته الأولى

يبقى هناك تساؤل حول ما إذا كان ترامب سيتمكن من حشد دعم حقيقي بين الناخبين المسلمين والعرب في الولايات المتحدة، خاصة وأن الكثيرين يتذكرون دعمه المطلق لإسرائيل خلال ولايته الأولى. إلا أن تعهده بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط قد يلقى صدى لدى البعض الذين يرون أن السياسات الحالية لم تساهم في تحسين الأوضاع.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=5666

موضوعات ذات صلة

سوريا على نار هادئة وايران خارج خارطة الطريق

المحرر

قانون التصرف في أملاك الدولة.. ماهو أثره ؟

المحرر

مشروع قانون لتنظيم عمل الاتحادات الطلابية بالجامعات

المحرر

أول تشريع لتقنين وضع اللاجئين في مصر

المحرر

نعيم القاسم ومسار جديد لإيران أن تريح و تستريح

المحرر

حزب الله يغازل السعودية بالحوار

المحرر