“نداهة أصيل” هو العمل الروائي الخامس للكاتبة دينا شحاتة، الذي استغرقت كتابته أكثر من عام. سافرت الكاتبة إلى جدة التاريخية خصيصًا لبلورة فكرته وكتابتها، حيث تقدمت إلى وزارة الثقافة السعودية بمشروع الرواية، ومن ثم قدمت لها الدعم الكافي ومنحتها إقامة فنية في جدة التاريخية لمدة 6 أسابيع. وفي خلال تلك الفترة، قامت الكاتبة بجمع المادة اللازمة لكتابة الرواية من مكتبة جدة التاريخية، نظرًا لكون حبكة الرواية تتماس مع أحداث تاريخية هامة في جدة. كما تواصلت الكاتبة مع المجتمع المحلي، حتى أنهت 3 فصول من الرواية في جدة، لتختتم إقامتها الفنية بقراءة جزء من الفصول التي انتهت من كتابتها في جلسة حوارية تمت من خلال استديو مفتوح حضره عدد من الفنانين العالميين.
تكثيف وتجريب
وفي حديث مع “صوت البلد”، أفادت شحاته بأنها أرادت أن تكتب عن عائلة متخيلة على مدار 3 قرون، لتنتج رواية أجيال تمر أحداثها عبر 10 أجيال. وأكدت أنها عملت على تكثيف عدد صفحات الرواية لتبلغ نحو 160 صفحة فقط، الأمر الذي مثل تحديًا للكاتبة، التي رغبت الابتعاد عن تصنيف الرواية كرواية تاريخية بالمعنى المعروف.
وتابعت: “أردت أن تكون رواية عن التجربة الإنسانية التي يعيشها البطل “أصيل” الذي جاء إلى جدة للبحث عن هويته الضائعة من لندن، بعدما هاجر من جدة وعمره 5 سنوات، ليعود بعد 30 عام إلى جدة ويلقي نظرة أخيرة على البيت لحبكة ما سنراها في الرواية”.
محررة “صوت البلد” مع دينا شحاتة
وكشفت شحاتة أنها انتهت من كتابة مسودة لمجموعتها القصصية الأولى، التي أرهقتها كتابتها بشكل أكبر من الرواية، على حد قول الكاتبة التي أكدت أن كتابة القصة استهلكتها بالكامل، لافتةً إلى أن القصة القصيرة لابد أن تكون حاسمة من البداية للنهاية، ومركزة على الفكرة واللغة، لتكون قوية دون ترهلات.
وأوضحت أن المجموعة تتكون من 12 قصة قصيرة تتراوح كل منها بين 3 – 4 صفحات تقريبًا، وفيها تجريب وخيال، وجمع بين عوالم كثيرة.
فانتازيا واقعية
وأعربت الكاتبة عن ميلها إلى تضفير الفانتازيا بالتراث بالواقعي في رواياتها، وهو الأمر الذي نعايشه في “نداهة أصيل” وكذلك المجموعة القصصية، مشيرةً إلى أن الشيء الواقعي مع الفانتازيا التي يمكن تصديقها هو الأقرب لذائقتها الأدبية، لتشعر بأن الفانتازيا بإضافة صبغة واقعية عليها، يمكن أن تختلط مع الواقع، فتحدث بشكل أو بآخر.
وتم إطلاق الرواية في الدورة الحالية من “معرض القاهرة الدولي للكتاب”، التي تُقام تحت شعار: “اقرأ… في البدء كان الكلمة”. وتأتي الفعاليات الثقافية للمعرض في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المُقبل، ببرنامج ثقافي ثري ومتنوع يضم أكثر من 600 فعالية، بمشاركة 1345 دار نشر، و6150 عارضًا للإصدرات الأدبية والفكرية، وتشارك بالمعرض 80 دولة عربية وأجنبية، منها 10 دول تشارك للمرة الأولى. هذا فضلًا عن إطلاق منصة الكتب الإلكترونية لإصدارات الوزارة ومجموعة من التجارب الرقمية التكنولوجية الرائدة في المجال الثقافي.
