فنون

رحيل سيدة المسرح العربي سميحة أيوب

ودّعت الساحة الفنية في مصر والعالم العربي واحدة من أبرز رموزها برحيل الفنانة القديرة سميحة أيوب، الملقبة بـ”سيدة المسرح العربي”، عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة امتدت لأكثر من سبعة عقود، تميزت بالعطاء والتميّز والتفرّد.

وُلدت سميحة أيوب في 8 مارس 1932 بحي شبرا في القاهرة، وبدأت رحلتها مع الفن في سن مبكرة، إذ التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتتلمذت على يد أعلام المسرح المصري، أبرزهم زكي طليمات.

 بدأت مشوارها الاحترافي عام 1947 من خلال فيلم “المتشردة”، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف عن العطاء الفني.

تُعد سميحة أيوب من أصحاب أطول المسيرات في تاريخ الفن العربي، حيث امتد نشاطها الفني لأكثر من 77 عامًا، وقدّمت خلالها ما يزيد عن 260 عملاً فنياً، منها نحو 170 مسرحية شكلت علامة فارقة في تاريخ المسرح العربي.

تميّزت أيوب بشكل خاص على خشبة المسرح، وقدّمت أعمالاً مسرحية خالدة مثل: “دماء على ستار الكعبة”، “رابعة العدوية”، “سكة السلامة”، “السبنسة”، “الفتى مهران”، و”سقوط فرعون”. كما تولّت إدارة المسرح القومي وكانت أول امرأة تشغل هذا المنصب، ما عكس تقدير المؤسسات الفنية لكفاءتها وريادتها.

في عام 1977، تألق نجمها عالميًا عندما مثّلت مصر في فرنسا من خلال عرض مسرحية “فيدرا” للكاتب جان راسين على مسرح الأوبرا الفرنسية لخمسة عشر ليلة متتالية، الأمر الذي جعل الرئيس الفرنسي آنذاك فاليري جيسكار ديستان يمنحها وسام الفارس الفرنسي. كما قدّمت مسرحية “الذباب” للكاتب جان بول سارتر بحضوره الشخصي في القاهرة.

رغم ارتباطها العميق بالمسرح، إلا أن سميحة أيوب تركت أيضًا بصمة في السينما من خلال أفلام مهمة أبرزها: “أرض النفاق”، “بين الأطلال”، “فجر الإسلام”. كما شاركت في مسلسلات درامية بارزة مثل: “الضوء الشارد” و”أوان الورد”، والتي لاقت نجاحًا جماهيريًا واسعًا.

حظيت سميحة أيوب بتكريمات رفيعة المستوى من مصر والعالم العربي، أبرزها: وسام الاستحقاق من الرئيس جمال عبد الناصر (1966). وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس السوري حافظ الأسد (1983).وسام الفارس الفرنسي (1977).جائزة النيل، أرفع جوائز الدولة في الفنون (2015).

كما تم تكريمها في محافل عدة في سوريا وتونس وفرنسا، تقديرًا لإسهاماتها الكبيرة في إثراء الحياة الثقافية والفنية.

تزوجت ثلاث مرات، من بينهم الممثل محسن سرحان، ثم الممثل محمود مرسي، وأخيرًا الكاتب المسرحي سعد الدين وهبة، الذي شاركها في عدة أعمال، وكان شريكًا في رحلتها المسرحية والإبداعية.

نعى وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو الراحلة بكلمات مؤثرة، مشيدًا بكونها نموذجًا للفنانة الوطنية المخلصة التي كرّست حياتها للفن، واعتبر أن رحيلها يمثل “خسارة فادحة للفن المصري والعربي”، مؤكدًا أن أعمالها ستبقى منارات تُنير درب الأجيال القادمة.

قالت سميحة أيوب في أحد حواراتها مع التلفزيون المصري إن التمثيل لم يكن بالنسبة لها “وظيفة”، بل “نوعًا من المقاومة… مقاومة الجهل والتفاهة والخوف”، وهي كلمات تلخص فلسفتها ومسيرتها.

برحيل سميحة أيوب، طُويت صفحة من أنصع صفحات المسرح العربي، لكنها ستبقى حية في ذاكرة جمهورها، وفي قلوب كل من آمن بأن الفن  رسالة هادفة.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=637

موضوعات ذات صلة

الفنانة دينا: برستيج تجربة درامية مختلفة وشخصيتي مليئة بالتناقضات

المحرر

الرقابة تمنع عرض فيلم بمهرجان الجونة.. لهذا السبب

المحرر

الهنا اللي أنا فيه : فكرة غير تقليدية عن الحياة الزوجية

المحرر

الغاوي أحمد مكي يتألق خارج عباءة الكبير

المحرر

لعبة النهاية تحتفل بستين عاما في قرطاج المسرحي

المحرر

الدشاش يستعيد بريق محمد سعد في السينما

المحرر