شؤون سياسية

شبكة تجسس دولية فى قبضة المخابرات المصرية

تعيش الحدود المصرية الليبية السودانية حالة من الاستنفار الكامل بعد تمكن الأجهزة المختصة من الإيقاع بشبكة تجسس دولية تعمل في صحراء العوينات. العملية التي تدار الآن باحترافية من جانب المخابرات الحربية المصرية بالتنسيق مع عناصر الاستطلاع الليبية كشفت عن مفاجآت مذهلة، تؤكد أن ما يحدث على هذه الحدود أخطر مما يتصور البعض، خاصة في ظل محاولة بعض الجهات تمرير أنشطة تخريبية وتغليفها بشعارات براقة مثل فك الحصار أو العمل الإنساني

التحقيقات الأولية تشير إلى أن أفراد الشبكة يحملون جنسيات متعددة، وبينهم عناصر تلقوا تدريبات عالية في التنكر، وتزوير الأوراق الرسمية، واستخدام أجهزة الاتصالات المتقدمة المرتبطة بالأقمار الصناعية. الضبطيات شملت كميات ضخمة من أجهزة التجسس المتطورة الموجهة لصالح مخابرات دولية، فضلا عن أجهزة إنترنت فضائي وهواتف ثريا التي تستخدم عادة في التنقلات السرية، بالإضافة إلى أجهزة ستار لينك التي باتت وسيلة حديثة لجمع المعلومات وتحليلها لحظة بلحظة.

الأخطر من ذلك أن الشبكة لم تكن تعمل بشكل عشوائي أو محدود، بل كانت مدعومة بسيارات أمريكية الصنع من طراز فورد تندرا، ومزودة بكميات هائلة من المواد البترولية لتأمين حركة عناصرها في عمق الصحراء والجبال، ما يوضح وجود دعم لوجستي متكامل يتيح لهم تنفيذ عملياتهم الاستخباراتية والإجرامية دون توقف. المبالغ المالية التي تم رصدها بحوزتهم كانت ضخمة، وهو ما يفتح الباب لتساؤلات عدة حول الأطراف التي تمول وتوجه هذا النشاط المعادي للأمن القومي المصري.

التحقيقات لم تتوقف عند هذه النقطة، في الفحص الفني للأجهزة المصادرة مازال جاريا، والتحليل المخابراتي للمعلومات التي تم استرجاعها من تلك الأجهزة قد يكشف في الأيام القادمة عن امتدادات دولية أو حتى شبكات داخلية مرتبطة بهذا التنظيم. من الملاحظ أيضًا أن بعض عناصر الشبكة كانوا يستخدمون بطاقات مزورة تحمل أسماء وهمية، مما يعزز فرضية أنهم ليسوا مجرد مرتزقة بل أفراد مدربون جيدًا على العمل الاستخباري.

التحركات الأمنية على الأرض تؤكد أن مصر لن تسمح لأي جهة باختراق حدودها أو استخدام أراضيها في تمرير أجندات معادية مهما كانت درجة التمويه أو التزوير. الأجهزة السيادية أثبتت يقظتها واحترافيتها في إحباط المخططات التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار أو تحويل بعض المناطق الحدودية إلى بؤر للتجسس والتهريب.

الرسالة الآن واضحة لمن يخطط أو يشارك أو يتعاطف مع مثل هذه الشبكات: مصر مستعدة لكل السيناريوهات، ولن تسمح بأن تتحول حدودها إلى ساحة خلفية صراعات دولية أو إقليمية. في المرحلة القادمة ستشهد تعزيز إضافيا للإجراءات الأمنية، وربما يتم الكشف عن شبكات أخرى على صلة بالقضية، خاصة بعد ورود معلومات تفيد بوجود تحركات مماثلة في بعض النقاط الحدودية الأخرى.

مصر اليوم لا تحارب فقط جماعات مسلحة أو شبكات تهريب، بل تواجه محاولات ممنهجة لاختراق أمنها القومي بطرق حديثة مموهة. لكن بفضل وعي أجهزتها السيادية، وإيمان الشعب المصري بضرورة الحفاظ على أمن البلاد، ستظل الدولة واقفة بقوة، قادرة على الردع، وعلى إعادة الحسابات لأي طرف يظن أن الصحراء المفتوحة قد تكون بابا سهلا للعبور أو العبث.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=5481

موضوعات ذات صلة

القدس في كماشة الاستيطان الإسرائيلي

المحرر

جهود عربية ودولية لإحياء السلام في السودان

المحرر

انتخابات عراقية تحت الهيمنة الإيرانية

المحرر

الوقت ينفذ أمام طهران واوروبا

المحرر

معارضة إسرائيلية وأمريكية لمخرجات قمة القاهرة

المحرر

الدب الروسي في قلب أمريكا… قمة تكشف حدود القوة

المحرر