شؤون سياسية

صواريخ الحوثي تربك العمق الإسرائيلي

شنت إسرائيل صباح الثلاثاء سلسلة غارات جوية مركزة على ميناء الحديدة اليمني، في تصعيد خطير أعاد تسليط الضوء على واحد من أهم الممرات الحيوية في البحر الأحمر. العملية التي استمرت عشر دقائق متواصلة وشملت 12 غارة، استهدفت ثلاثة أرصفة أعيد ترميمها مؤخرًا بعد ضربات سابقة، وهو ما جعل الضربة أكثر إيلاما، ليس فقط للحوثيين وإنما للاقتصاد اليمني الذي يترنح تحت وطأة حرب ممتدة منذ سنوات.

الجيش الإسرائيلي أكد أن الغارات أصابت بنى تحتية عسكرية مرتبطة بجماعة الحوثي، مشيرًا إلى أن الهدف كان تقويض قدرتهم على مواصلة شن الهجمات. لكن رواية الحوثيين جاءت مغايرة، حيث أعلن متحدثهم العسكري يحيى سريع أن الدفاعات الجوية نجحت في إرباك الطائرات الإسرائيلية، وأجبرت بعضها على مغادرة الأجواء قبل تنفيذ مهماتها، مع التأكيد على أن الرد سيكون حاضرا في الوقت المناسب.

هدف حساس 

وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس سارع إلى التهديد عبر منصة إكس، مشيرًا إلى أن التنظيم الحوثي سيواصل تلقي الضربات، وأنه سيدفع ثمنا باهظا لأي محاولة لمهاجمة إسرائيل. التهديد جاء متزامنا مع إعلان الحوثيين أنهم أطلقوا صاروخا باليستيًا فرط صوتي على هدف حساس في تل أبيب، إضافة إلى طائرة مسيرة استهدفت مطار رامون. هذه التطورات تسببت في إطلاق صافرات الإنذار في القدس وتل أبيب الكبرى، وإغلاق المجال الجوي مؤقتا في مطار بن غوريون، الأمر الذي يعكس خطورة المشهد وتصاعد حدته.

البعد الإنساني لهذه الضربة لا يمكن تجاهله، فميناء الحديدة لا يمثل منفذا لتهريب السلاح فقط كما تقول إسرائيل، بل هو شريان أساسي لإمدادات الغذاء والمساعدات الإنسانية التي يعتمد عليها الملايين من اليمنيين. أي توقف في عمل الميناء قد يفتح الباب أمام أزمة غذائية وصحية غير مسبوقة، خاصة أن اليمن يعيش بالفعل على حافة المجاعة، وفق تقارير المنظمات الدولية.

المحلل السياسي طارق الهواري اعتبر أن الغارات الأخيرة تحمل رسائل تتجاوز اليمن نفسه، فهي موجهة إلى طهران التي تتهم بتحريك الحوثيين. ويضيف أن إسرائيل تحاول فرض معادلة ردع جديدة تقوم على استهداف الموانئ والبنى التحتية، بما يحد من قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن أو إطلاق الصواريخ تجاه أراضيها. الهواري شدد على أن الضربات جزء من صراع إقليمي أكبر، تتداخل فيه حسابات إيران والسعودية والولايات المتحدة.

من جانبه، يرى المهندس علي عبدة، رئيس مجلس التعاون العربي، أن الأزمة دخلت مرحلة بالغة التعقيد، حيث لم يعد الصراع محصورًا في غزة أو الضفة الغربية، بل امتد ليشمل البحر الأحمر واليمن. وأوضح أن استهداف الموانئ اليمنية يهدد الأمن البحري الدولي، وقد يؤدي إلى تعطيل الملاحة في واحد من أهم الممرات الاستراتيجية في العالم

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=232

موضوعات ذات صلة

ترامب .. رؤية سلام ووعود للعودة إلى الطريق الصحيح

المحرر

عائد من الموت ومرشح للخلافة

المحرر

تفتح آفاقًًا جديدة للتعاون.. برلمانيون يشيدون بمشاركة الرئيس في البريكس

المحرر

برلمانيون: حكم الدستورية بشأن الإيجار القديم رفع الحرج عن الجميع

المحرر

حركة رجال الكرامة وتظاهرالاول ضد حكومة الشرع

المحرر

مشروع قانون لتنظيم عمل الاتحادات الطلابية بالجامعات

المحرر