تحتفي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بصوم السيدة العذراء مريم، والذي يُعد من أقدس الأصوام، ليس فقط في الكنيسة القبطية فقط بل في الكنيسة الكاثوليكية أيضًا، إذ يُحتفل فيه بتذكار صعود جسد العذراء مريم إلى السماء، حيث يستمر الصوم لمدة 15 يومًا؛ بداية من الأربعاء 7 أغسطس وحتى الخميس 22 أغسطس 2024، وخلال تلك الفترة؛ تقيم الكنائس النهضات؛ وهي احتفالات تشمل ترديد مدائح وصلوات، بالإضافة إلى عروض الكورال وكلمة يلقيها الأسقف أو أحد كهنة الكنيسة، إذ تكون أيام مبهجة مليئة بالأنشطة والفعاليات.
ويصوم المسيحيون هذا الصوم؛ نسبةً إلى صوم الآباء الرسل لمدة 15 يومًا، عندما عاد توما الرسول بعد تبشيره بالهند، ولم يصدق بأن السيدة العذراء قد ماتت؛ فذهبوا ليروا جسدها المدفون؛ فلم يجدوا الجسد فصاموا تلك المدة.
مظاهر احتفالية
وخلال فترة صوم السيدة العذراء مريم؛ ينقطع أبناء الكنيسة الأرثوذكسية عن تناول الأطعمة الحيوانية مثل اللحوم والدواجن والألبان؛ بينما يُسمح بتناول السمك خلال هذا الصوم إلا لمن قرر النذر بهذا الأمر، إذ يُعد صوم العذراء من أصوام الدرجة الثانية، وتشتهر فترة الصوم بالنذور، حيث ينذر الصائمون بأن تكون جميع المأكولات مطبوخة بالماء والملح فقط كنوع من التقشف.
ويُقبل المسيحيون خلال تلك الأيام على الأديرة التي تحمل اسم العذراء مريم، والتي تُنظم النهضات والاحتفالات، وتكون أيام مبهجة مليئة بالأنشطة والمسابقات. كما تتنوع مظاهر الاحتفال بصوم العذراء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بهدف تعزيز الروحانية والتقرب إلى الله خلال فترة الصوم؛ حيث تشمل تلك المظاهر ما يلي:
ــ الصلوات
تُقام صلوات خاصة بصوم العذراء بما في ذلك صلوات خاصة بالقداس وبالتسبحة.
ــ النهضات
تُعقد احتفالات تُعرف بالنهضات، حيث تُرتل مدائح للعذراء وتُؤدى صلوات إضافية، وتُقدم عروض كورالية.
ــ الاعتراف والتناول
يشجع الصائمون على ممارسة الاعتراف والتناول خلال فترة الصوم كجزء من تقويتهم الروحية.
ــ قداسات في الأديرة والكنائس
تُعقد قداسات إضافية في الأديرة والكنائس، ويُخصص جزء من الأوقات للصلاة والتأمل.
ــ الندوات والمحاضرات
تُنظم بعض الكنائس ندوات ومحاضرات دينية تتناول سير السيدة العذراء مريم وأهمية الصوم.
ــ التطوع والخدمات
يُشارك بعض الصائمون في خدمات تطوعية ومساعدات خيرية كجزء من روح الصوم.
احتفالات الكنيسة الكاثوليكية
وكانت الكنيسة الكاثوليكية قد بدأت صوم السيدة العذراء مريم؛ يوم الخميس الموافق 1 أغسطس، حيث قد حرص المسيحيون بمختلف محافظات مصر على الذهاب لدير “درنكة” بمحافظة أسيوط، والإقامة طوال فترة الاحتفال بالصوم، وذلك لنيل البركة والمشاركة في صلوات القداسات الإلهية خلال فترة الصوم.