شهدت الساحة الفنية وفاة أحد أعلام السينما والمسرح، القبطان نبيل الحلفاوي، الذي رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 78 عامًا بعد مسيرة حافلة بالعطاء في مجال الفن. نبيل الحلفاوي، الذي أطلق عليه البعض “قبطان السينما”، كان من أبرز النجوم الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ السينما والمسرح المصري.
توفي الحلفاوي بعد صراع طويل مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا ضخمًا امتد لعقود. قدّم في مسيرته العديد من الأعمال التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الثقافة السينمائية المصرية، حيث تمتع بموهبة استثنائية في تجسيد أدوار متنوعة، مما جعله محط إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء. من أبرز أفلامه: “الطوفان”، “الإرهابي”، و”الكرنك”، بالإضافة إلى أعماله المسرحية الشهيرة مثل “الطريق إلى ايلات “.
عُرف الحلفاوي بقدرته الفائقة على أداء أدوار الشخصيات المركبة والمعقدة، حيث استطاع أن يدخل قلوب الناس من خلال تمثيله العميق، كما أنه كان من أشهر وجوه الدراما التلفزيونية في السنوات الأخيرة. لا يقتصر تألقه على الفن، بل امتد إلى شغفه بالكرة، حيث كان أيضًا محبًا ومتابعًا لناديه الأهلي، وهو ما كان يعكسه في تعبيراته وحواراته عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
نعى العديد من النجوم والشخصيات العامة الحلفاوي، معبرين عن حزنهم العميق لرحيل هذا العملاق، حيث وصفه البعض بالأستاذ الذي كان له تأثير كبير في مسيرة السينما والمسرح. كما أعرب الجمهور عن حزنه من خلال منصات التواصل الاجتماعي، حيث تداولوا مشاهد من أعماله وعبّروا عن تقديرهم لشخصه وفنه.
رحيل الحلفاوي يمثل خسارة كبيرة للفن المصري، لكن إرثه سيظل حيًا في قلوب محبيه وعشاق فنه الذين سيذكرونه دائمًا كأحد أبرز نجوم السينما والمسرح المصري.
كما نعت نقابة المهن التمثيلية والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي ووزارة الثقافة وعدد من المؤسسات الفنية وشركات الإنتاج الفنان الراحل.
وأعرب رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي عن بالغ الأسى وصادق المواساة لعائلة الفنان الراحل، ولأسرة الفن ، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وعظيم غفرانه، وأن يلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان، وفق ما نشرته الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء.
وقال مدبولي إن الفقيد الراحل كان قامة فنية شامخة، حيث قدم عبر سنوات إبداعه الطويلة أعمالاً فنية جادة، وساهم في تجسيد بطولات وطنية عظيمة، وتخليد شخوص مصرية حقيقية خالصة، وستظل أعماله ماثلة في وجدان المُشاهد المصري والعربي.
في نفس السياق نعاه عدد من الفنانين والإعلاميين عبر وسائل التواصل الاجتماعي منهم السيناريست والروائي عبدالرحيم كمال الذي كتب “رحم الله الأستاذ النجم الممثل القدير القوي المحترف المثقف الشاعر الصديق الأستاذ نبيل الحلفاوي الذي شرفت بالعمل معه ثلاث مرات”، مضيفا “ممثل ملهم ومهم وصفحة ذهبية من صفحات الدراما “. ونشر الفنان محمد صبحي على فيسبوك “البقاء لله رحل اليوم زميل الدراسة وصديق العمر والفنان المثقف البارع بجدارة .. الفنان نبيل الحلفاوي امتلك الموهبة والمبادئ وشرف المهنة .. فاحترمه الجميع .. صديقي وحبيبي قلبي يبكي وعيني تدمع .. كلما رحل قامة أشعر بالخسارة والفقدان .. وأتوجع من اليتم .. ستتوقف الكلمات في ذهني وعقلي لأنها لن تكفي حقك .. دعائي إلى الله أن يغفر لك ويدخلك فسيح جناته .. وداعا من رحل وأخذ معه جزءًا من روحي .. وداعا إلى أن نلتقي”.
بينما قالت ليلى علوي في تدوينة نشرتها على صفحتها بفيسبوك “نبيل الحلفاوي من أحسن الفنانين اللي قابلتهم في عمري إنسان مثقف وفنان ملتزم وممثل بارع وأداؤه مميز جدا، رقية في التعامل مع الصغير ومع الكبير ومع الزميل والغفير، الحقيقة كان رمز محترم جدا جدا للفنانين كلهم، ده غير أنه رب أسرة وأب جميل، خسرنه بجد. أكيد هو في مكان أحسن ربنا يصبر كل محبيه وأسرته”.
يذكر أن الحلفاوي ولد في القاهرة عام 1947 وتخرج في كلية التجارة قبل أن يلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، بسبب حبه الشديد للتمثيل، وتخرج منه عام 1970، وبدأ مشواره الفني من خلال المسرح حيث قدم العديد من المسرحيات ثم اتجه إلى التلفزيون، وكان أول أعماله في التليفزيون مسلسل “محمد رسول الله” الجزء الأول عام 1980.
وعبر محطات متقطعة حقق نجاحا كبيرا في الدراما التلفزيونية، وذلك من خلال مسلسل “غوايش” ومن بعده “رأفت الهجان” ثم “الزيني بركات” و”زيزينيا” و”ونوس” و”لأعلى سعر” و”القاهرة كابول”.
وقدم للمسرح “عفريت لكل مواطن” و”طقوس الإشارات والتحولات” و”رجل في القلعة” و”الزير سالم” و”بيت في الهوا” و”اضحك لما تموت”. أما في السينما فقد شارك في أفلام “اغتيال مدرسة” و”السفاح” و”العميل رقم 13″ و”الهروب إلى القمة” و”ثمن الغربة”.
تزوج الحلفاوي الذي وافته المنية في الخامس عشر من ديسمبر، من الممثلة فردوس عبدالحميد وأنجب منها المخرج خالد الحلفاوي قبل أن ينفصلا ويتزوج مرة ثانية.