منوعات

في يوم الشهيد تعرف على أول شهيد عند القدماء المصريين

تحتفل مصر في يوم 9 مارس من كل عام بيوم الشهيد و ذلك تخليداً لذكرى رحيل رئيس أركان حرب الجيش المصري عبد المنعم رياض، حيث منحه الرئيس جمال عبد الناصر رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية وهي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر، ومنذ ذلك التاريخ و يعتبر هذا اليوم هو تخليداً لذكري كل شهد مصر. وفي هذا الإطار دعونا نروي لكم من  هو أول شهيد في مصر القديمة. 

ترميم معبد الرامسيوم في الاقصر بتعاون كوري 

الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين في وزارة السياحة و الآثار يقول لـ ” صوت البلد”، أنه علي مدار عقود طويلة و مصر تملك جيشا عظيماً، و قد خاض المصري القديم العديد من الحروب و الهجمات كان أبرزها مع الهكسوس حيث وقع هذا الغزو سنة 1730 قبل الميلاد في عهد الأسرة الثالثة عشرة، و هذه هي أول مرة منذ عهد الملك مينا، استهدفت فيها مصر لغزو أجنبي طويل المدى.

من هم الهكسوس 

و يوضح لنا الخبير الأثري في بداية القصة، أن الهكسوس هي مجموعة من قبائل مختلفة لا تربطهم رابطة، يرجع أصلهم إلى وسط آسيا، وقد انحدروا نحو الغرب بقصد النهب والسلب أو الاستعمار ، وكان أول نزوح لهم إلى بلاد الرافدين، ثم استقروا حينها في سورية ولبنان وفلسطين وحكموا دون أن يكونوا من أهلها، ثم غرتهم أنفسهم  بضم مصر الي البلاد التي غزوها  طمعا في خيراتها، مشيراً ان حالة مصر الداخلية في عهد الأسرة الثالثة عشرة كانت مغرية لهم، وذلك نظراً إلى وجود العديد من التوترات، فكانت الجبهة الداخلية مفككة متخاذلة، وفي حالة نزاع على السلطة، والحالة الاقتصادية والاجتماعية في تدهور.

خواتم و تمائم مصنوعة من الذهب في كشف اثري جديد بالكرنك 

أسلحة حديثة 

ويؤكد شاكر، إلى أن الهكسوس كانوا يستخدمون في هجماتهم سلاحاً جديداً بالنسبة لذلك العصر، وهو سلاح العربات التي تجرها الخيل، ولم يكن هذا السلاح  معروفاً لدى المصريين القدماء، وبالفعل حدث العزو و كان مفاجأة لمصر، و تم الاحتلال بكل سهولة، وذلك في عهد الملك “توتيمايوس” في الأسرة الثالثة عشرة ثم جاءت الأسرة الرابعة عشرة و  مازال الهكسوس بمصر ، حكموا شرق الدلتا حكماً مباشراً و عاثوا فيها فساداً، و دمروا كل مظاهر الحضارة المصرية و استعبدوا المواطنين، وبقيت الأسرة الرابعة عشرة تحكم غربي الدلتا ولكن بصفه تابعة للاستعمار، أما أمراء الوجه القبلي فقد احتفظوا بشبه استقلال ذاتي، و دام هذا الاحتلال قرابة قرن ونصف.

الشهيد و أسرته 

وأشار، إلى أن المصريين القدماء قاموا بالاستعداد الي الكفاح ضد الاستعمار، حيث تعاقبت على البلاد الأسرات الرابعة عشرة والخامسة عشرة والسادسة عشرة، ولم تبدأ حرب الاستقلال إلا على يد الأسرة السابعة عشرة، و بدأت حرب التحرير من منطقة “طيبة”جنوب مصر، حيث كان أبو فيس ملك الهكسوس يتحرش بالملك سقنن رع حاكم طيبة ويتحدى حكمة ويريد إذلاله، ولكنه الملك المصري سارع إلى إعداد العدة لمحاربة المحتل الغاصب وأعلن الحرب على الهكسوس، وهنا انضم الشعب لنداء الملك المجاهد، و كان مثال لأشهر شهيد في سبيل وطنه، لافتاً إلى أن وفاته كانت مؤثرة حيث تلقي الملك الشهيد خمس ضربات قاتلة بالسهام، و بسلاح البلطة، مؤكداً علي أن آخر بحث تاريخي لهذه الحقبة الزمنية يشير إلى أن ضربات سلاح البلطة له كانت وهو مازال حي، حتي زهقت روحة الي مثواه الأخير فداء الي الوطن و ليصبح بذلك أول شهيد في التاريخ مصر.

و يتابع الخبير الأثري، أن هذا الملك الشهيد كان ينتمي إلى  أسرة عظيمة سواء رجال أو نساء  حيث كان دور المرأة المتمثلة في الأم الكبرى الملكة تي شيرى و الزوجة اياح حتب التي فقدت الزوج والابن الأكبر وقامت بشد عضد الأبن الأصغر حتي بلغ السادسة عشرة، و حينها أكمل ماقام به الأب و الأخ، وطرد المحتل شر طرد من داخل مصر، وليس هذا فحسب ولكن تتبعهم حتي خارج مصر في منطقة شاروهين ” فلسطين حالياً”، وهنا كتب فيها أبنها الملك أحمس اطراء وجد علي جدران المعابد تخليداً لذكرها حيث قال:  (أنها التي هدأت من روع الارضين وإعادة الفارين/ فاستحقت لقب سيدة الحاونبو).

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=5167

موضوعات ذات صلة

باقات تحفيزية لتسويق الأقصر وأسوان خلال صيف 2025

المحرر

فيديو” الحمل السفاح” .. موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي

المحرر

السياحة: عائد مباشر للمواطنين بالمناطق الأثرية.. تعرف عليه

المحرر

انعقاد المؤتمر العلمي … “نيقيةإيمان حي ” 

حازم رفعت

إكتشاف أول مقبرة للدولة الوسطى

المحرر

دخول المدارس.. كابوس غلاء الأسعار ومعاناة الأسر

المحرر