في واحدة من أكثر القصص الشخصية إثارة للجدل في الوسط الفني المصري، جاءت حكاية زواج الفنان الكبير عماد حمدي من النجمة نادية الجندي، والتي لم تكن مجرد ارتباط عاطفي أو مهني، بل تحوّلت إلى علاقة معقدة تركت أثرًا نفسيًا وماليًا عميقًا في حياة عماد حمدي، بحسب ما رواه في مذكراته.
البداية من “زوجة من الشارع”
بدأت القصة في عام 1961، حينما شاركت نادية الجندي كوجه جديد في فيلم “زوجة من الشارع”، وهناك تعرّف عليها عماد حمدي، رغم فارق السن الكبير بينهما. لم يتردد النجم الكبير في الزواج من الشابة الصاعدة، مبررًا قراره برغبته في الخروج من وحدته، ليبدأ فصل جديد في حياته.
13 عامًا من الزواج.. ونهاية درامية
دام الزواج بين الطرفين لـ 13 عامًا، إلا أن نهايته جاءت محمّلة بالخلافات والألم. في مذكراته التي كتبتها الصحفية إيريس نظمي، كشف عماد حمدي عن محاولة إحياء مسيرته في الإنتاج السينمائي من خلال فيلم “بمبة كشر” الذي قرر إنتاجه لصالح نادية الجندي.
خسارة كبيرة بسبب “بمبة كشر”
أنفق عماد حمدي نحو 50 ألف جنيه على الفيلم، وكتب اسمه باسم زوجته تجنبًا للضرائب. كان الاتفاق بينهما أن تحصل على نسبة من الإيرادات، غير أنه لم يوثّق ذلك رسميًا، ما أدى إلى خسارته الكاملة للفيلم وعدم حصوله على أي مقابل.
الانفصال والصمت الطويل
بدأت الخلافات تتصاعد بين الزوجين، لينتهي الزواج فعليًا حتى قبل الطلاق الرسمي. ترك عماد حمدي منزل الزوجية وتوجّه إلى منزل شقيقه التوأم، حيث أقام هناك ستة أيام في صمت، قبل أن يُرسل ورقة الطلاق إلى نادية الجندي.
“شقة الزمالك”.. وخلاصة التجربة
في نهاية تجربته، قال عماد حمدي جملة شهيرة في مذكراته:
“لم أندم على شيء.. لا على الإنتاج السينمائي الذي كلفني الألوف.. ولا على شقة الزمالك.. كتبتها أيضا باسمها.. لكني لم أكن نادما، خرجت خالي الوفاض لكن كسبت نفسي.”
رد نادية الجندي: “هذا تشويه”
من جانبها، نفت نادية الجندي ما جاء في رواية عماد حمدي، واتهمت نجله نادر عماد حمدي بأنه يقف وراء محاولات تشويه صورتها.
وفي لقاء تلفزيوني، أكدت أن فيلم “بمبة كشر” تم إنتاجه بأموالها الخاصة، التي حصلت عليها من عملها في بوتيك الأزياء. وأشارت إلى أن عماد حمدي كان وقتها يعاني من قلة الفرص الفنية ولم يكن يملك المال.
أما بخصوص شقة الزمالك، فقالت إن امتلاكها أمر طبيعي كونها الزوجة ولديها طفل هو هشام، وهو ما حدث مع زوجته الأولى كذلك.
رغم مرور السنوات، لا تزال قصة عماد حمدي ونادية الجندي مثارًا للنقاش والتأويل، تجمع بين الفن والحب والخيبة. هي حكاية تحوّلت إلى مرآة لحياة مليئة بالتضحية والخسارة، وتبقى جزءًا من ذاكرة السينما المصرية، بما فيها من صخب النجومية وظلالها الثقيلة.
