تعد المقاومة كيان دفاعي متعدد الأنماط ، منها الحروب والمخططات العسكرية، والتعبئة الإجتماعية علي المستوي الفكري والنفسي في مواجهة النكبات ، والقهر ،والفساد،والاستبداد .
يعد الأدب أحد أدوات التعبئة الإجتماعية التي تلعب دورا كبيرا في مواجهة ذلك، حيث يتقدم الأدباء صفوف المقاومة عن قضايا الأمم ،متحسسين هموم بلادهم ، يناقشونها في صياغات مختلفة تلتزم بمواجهة المتعدي. ولمعرفة الكثير عن أدب المقاومة تقدمت صوت البلد بالحوار مع أحد كتاب أدب المقاومة الأستاذ محمد الشافعي المؤرخ والكاتب الصحفي بدار الهلال فاإلي نص الحوار:
حدثنا عن ماهية وأشكال أدب المقاومة ؟
بداية نتعرف علي مفهوم المقاومة ، وهي حالة من الرفض يعلن فيها المقاوم عن الحصول علي كامل حقوقة أو بعض منها ،معبرا في ذلك بعدة طرق منها الأدب ،
ومن الظلم أن يحسر أدب المقاومة في لون واحد ، فالشعر والقصة القصيرة والرواية والفيلم والمسرح، والأغنية ، والكاريكاتير كلها نمازج عرفت في الأوساط الثقافية مع مرور الأيام بـ”أدب المقاومة”
نجد كبتن غزالي أحد شعراء المقاومة ، وقائد ” فرقة ولاد الأرض ” يقول عن شهداء ٦٧ ” عضم أخواتنا نلمة نلمة – نسنه نسنة نعمل منه مدافع وندافع – ونجيب النصر هدية لمصر
وتلك الكلمات تغنت بها الفنانه فايدة كامل ،أيضا علي محمود طة وقصيدت فلسطين ” جاوز الظالمون المدى ” والتي منعت أيام الملك ، وعادت بعد ثورة ٥٢و تغني بها عبدالوهاب ، أيضا امل دنقل وقصيدة ” لا تصالح” التي مثلت مرحلة وقد لقب بأميرشعراء الرفض ،
ولا يقتصر أدب المقاومة علي الجلوس في غرفة وكتابة قصيدة فالينا رائعة عبد الرحمن الشرقاوي فيلم الارض والذي تفوق فية المليجي علي نفسة في ابراز الظلم والقهر والاستبداد .
كيف تري الدور المصري في نشأة أدب المقاومة؟
مصر دولة مستهدفة، وستظل مستهدفة إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها، ومن منطلق هذا الاستهداف المستمر تأصل لدي المصريين جين اسمة المقاومة.
فالمصري لديه حالة إستنفار دائمة من أي إنتقاص في حقة وقدرة، رافضا للظلم والقهر والاستبداد، والتغول الطبقي
يمثل أدب المقاومة في مصر تيارا معبر عن مقاومة الاحتلال والظلم والاستبداد سواء في الماضي او الحاضر ، تمثل في ثورات الشعب ، ومواضيع الحرية والعدالة والتحرر في مواجهة القوي الغاشمة.
هؤلاء لم يتاجروا ببطولاتهم و رحلوا عن دنيانا، وهم عاتبين علينا جميعا، لكونهم لم يلقوا الكثير من الاهتمام والتقديرعلي مابذلوا
ماذا تمثل القضية الفلسطينية في أدب المقاومة ؟
القضية الفلسطينية هي القضية المركزية في أدب ،والمقاومة بشكل عام بالنسبة للعرب ، لماتمثلة من إستهداف معلن ، ليست فلسطين بصفة خاصة، انما الوطن العربي بأكملة، أي غرس خنجر مسموم في خاصرة الوطن العربي، بفصل المشرق عن المغرب ،وإنشاء وطن غريب داخل المنطقة لتظل ضعيفة وهشة. ومن ثم فالقضية الفلسطينية استحوذت علي أدب المقاومة في كل بلدان الوطن العربي . امل دنقل في مصر،ناجي العلي الذي ازعج الصهاينة برسومة الكاريكاتورية ومحمود درويش وغيرهم .
كيف تري دورالمرأة في أدب المقاومة؟
دور المرأة الأم والزوجة والابنة لم يقتصر علي ذلك، بل هناك المرأة المناضلة التي فشل أي غاصب إسكات صوتها علي مدي التاريخ
ففي تاريخ مصر القديم هناك العديد من الأسر المقاومة منها علي سبيل المثال الأسرة السابعة والثامنة عشر وكان بطل المقاومة في هذة الأسرة إمرأتان هما الملكة إياح حتب وأمها الملكة تيتي شري زوجة سفتن رع ، حين مات سيفتن راع في مقاومة الهكسوس دفعت الأم والجدة بالأبن الأكبر كابوس لطرد الهكسوس وعندما قتل دفعت بالاخ الأصغر احمس وهو بعمر الخامسة عشر فأنتصر .
أما المرأة المناضلة في العصر الحديث فكانت سباقة في جميع أقطار الوطن العربي حيث نجد فدوي طوقان الشاعرة الفلسطينية ، ورضوي عاشور، نعمات البحيري وغيرهم
ماذا عن مدي أهمية أدب المقاومة للأطفال ؟
بداية يسهم أدب المقاومة في بناء الثقة بالنفس لدي الأطفال والشباب ، وبناء القدرات في مواجهة التحديات الإجتماعية بصفة عامة ويعزز الحس الوطني كما ينمي القدرة علي التعبير
أما عن تنمية أدب المقاومة لدي الأطفال ،فغالبا مايلقي الحكي إهتمام الأطفال، فالشخصية القصصية من ابرز المطروح وضوحا وبساطة في الوصول الي ما نريد من غرس فكري وثقافي، وقيمي في نفوس أطفالنا ، ولذا يجب علي الكاتب مراعاة الدقة والعناية ليحقق مايهدف الية
أيضا القصيدة المغناة تمثل اثرا فعال في حماس الأطفال ودفعهم نحو الإهتمام بقضايا بلادهم
واخيرا ماهي أهم إصدارات الشافعي التي حكت عن المقامة؟
صدر لي العديد من الكتب التي تناولت تاريخ أبطال المقاومة الشعبية هؤلاء من جاءوا من كواليس الزمن ليقوموا بأدوار عظيمة بمنتهي الشرف والنبل في الدفاع عن بلادهم ، مثال كتاب السويس مدينة الأبطال، ببورسعيد بوابة التاريخ، وإسماعيلية أرض الفرسان، وكتاب انغام المدافع وغيرهم.
