فنون

محمد قنديل.. صوت الحب والشجن

يُعتبر محمد قنديل من مواليد محافظة الشرقية في الثالث عشر من مارس 1929، بدأت مسيرته الفنية في فترة كانت فيها الموسيقى العربية تشهد تطورًا كبيرًا. وقد تميز “قنديل” بصوته العذب وأسلوبه الفريد في الأداء، مما جعله يحظى بشعبية واسعة بين المستمعين.

تأثر “قنديل” بالعديد من المدارس الموسيقية، حيث كانت له القدرة على دمج الأنماط المختلفة في أغانيه، مما أضفى عليها طابعًا خاصًا، حيث قدم العديد من الأعمال التي لا تزال تُعتبر من الكلاسيكيات، مثل “يا حبيبي تعال”، و”أحبك يا حبيبي”، و”يا زهرة في خيالي”.

في هذا التقرير؛ تستعرض بوابة “صوت البلد” مسيرة محمد قنديل الفنية، وأهم أعماله، وتأثيره على الموسيقى العربية، بالإضافة إلى بعض الجوانب الشخصية في حياته.

بدأ محمد قنديل مسيرته الفنية في سن مبكرة، حيث كان لديه شغف كبير بالموسيقى. انتقل إلى القاهرة في الخمسينيات، لينضم إلى العديد من الفرق الموسيقية. وكانت بداياته متواضعة، إذ قدم أغانٍ لم تلقَ النجاح الكبير في البداية. لكن سرعان ما بدأ يكتسب شهرة بفضل موهبته الفذة في الغناء وقدرته على تجسيد المشاعر في أغانيه.

تُعتبر الأغاني التي قدمها محمد قنديل من أهم الأعمال في تاريخ الموسيقى العربية، ومن أبرزها: “يا حبيبي تعالى” و”أحبك يا حبيبي”، حيث قدم من خلالهما مزيجًا من العاطفة والشجن، مما جعل الجمهور يتفاعل معه بشكل كبير. وقد كانت أغانيه تعكس قضايا الحب والفراق، مما جعلها قريبة من قلوب الناس.

محمد قنديل

عمل “قنديل” مع العديد من الملحنين والشعراء البارزين في عصره، مما ساهم في تطوير مسيرته الفنية. تعاون مع ملحنين مثل بليغ حمدي ومحمد الموجي، وشعراء مثل عبدالرحمن الأبنودي، مما أضفى على أغانيه طابعًا مميزًا.

وتميز محمد قنديل بأسلوبه الفريد في تقديم الأغاني؛ ف كان يجمع بين العاطفة والحنين بطريقة سلسة باستخدام لغة بسيطة وسهلة، مما جعله قريبًا من الجمهور، كما كانت لديه القدرة على تجسيد المشاعر المختلفة، مما أضفى على أعماله طابعًا خاصًا.

أسس محمد قنديل لمدرسة غنائية خاصة به، حيث تأثر به العديد من الفنانين الذين جاءوا بعده. كان له دور كبير في تطوير الأغنية الرومانسية في مصر، حيث ألهم العديد من الفنانين الشباب الذين حاولوا تقليد أسلوبه الفريد.

لا يزال إرث محمد قنديل حيًا في قلوب المصريين، حيث تُعرض أعماله بشكل دوري على الإذاعة والتلفزيون؛ فقنديل رمزًا للفن المصري، حيث يُحتفى به في العديد من المناسبات الفنية والثقافية.

على الرغم من شهرته الكبيرة، إلا أن محمد قنديل كان شخصًا متواضعًا.. وقد كان لديه شغف كبير بالفن، حيث قضى معظم وقته في العمل على تطوير مهاراته الفنية.

أغاني خالدة

يقول الناقد الفني محمد شوقي في تصريحات لــ”صوت البلد”: محمد “قنديل” من أوائل من غنوا لثورة يوليو “ع الدوًار”؛ ومن أكثر من غني صور غنائية مختلفة في الإذاعة المصرية؛ فهو صاحب أحد أهم أغاني شهر رمضان المبارك “والله بعودة يارمضان”، كما كنا نبدأ به يومنا حينما نستمع لأغنيته الأشهر “ياحلو صبًح”.

محمد شوقي

ويضيف “شوقي”: مرت 21 سنة علي غياب الفنان الكبير “قنديل” الغناء العربي، فتاريخه الفني حافل بالعديد من الأمجاد الغنائية في السينما والإذاعة والمسرح والتليفزيون والحفلات والمناسبات الوطنية والدينية.

وتابع: محمد قنديل أكثر مطرب غنى بصوته في الأفلام السينمائية قبل أن يظهر بصورته، فهو لم يحظي بنجومية وجماهيرية عبدالحليم حافظ رغم ما يتمتع به من موهبة عالية جعلته صاحب أقوي صوت في مصر.

وأكمل: من أشهر أغنياته: “ياحلو صبًح”، “تلات سلامات يا واحشنا”، “ياللي جمالك عجب”، “أنا وحبيبي”، ” الحلو أبو شامة”، “ماشي كلامك”، “يا لابسة الـ”ماشاء الله”، “مفايش حلاوة”، و”فارس الخياله”.

مواقف لا تُنسى

ولفت الناقد الفني محمد شوقي إلى أن “قنديل” كان صاحب أحب صوت لقلب كوكب الشرق أم كلثوم؛ كما صرحت هي بذلك؛ والصوت الذي يصل لسابع سما؛ كما وصفه محمد عبد الوهاب، وأيضًا تم وصفه بالصوت الذي لا يشيخ؛ كما أطلق عليه الموسيقار الكبير رياض السنباطي؛ وكذا الصوت الذي أبكي الموسيقار الكبير محمود الشريف؛ كلما سمعه يغني أغنية “تلات سلامات ياواحشني”.

واختتم “شوقي” حديثه لــ”صوت البلد”: توفي محمد قنديل في السابع عشر من شهر يونيو عام 2003، بعد صراع طويل مع المرض، وقد تركت وفاته فراغًا كبيرًا في الساحة الفنية، حيث شعر الجميع بفقدانه، لكن إرثه الفني لا يزال حيًا، حيث يُعتبر أحد أعمدة الفن المصري.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=598

موضوعات ذات صلة

شاهد تشعل موسم عيد الأضحى بأضخم إنتاجاتها السينمائية

المحرر

كابوريا 2 عودة أحمد زكي بعد 30 عاما

المحرر

تأجيل تشييع جثمان الملحن محمد رحيم

المحرر

إطلاق الفيديو الدعائي لفيلم 6 أيام استعدادا للعرض

المحرر

سمسم شهاب: جمهور عمان على موعد مع حفل مميز

المحرر

اليوتيوبر خالد العطوي: المقالب بوابتنا لمجال التمثيل

المحرر