ثقافة وأدب

معرض الكتاب حالة ثقافية فريدة لهذه الأسباب

قال محمد نبيل الرئيس السابق للإدارة المركزية للنشر بالهيئة العامة للكتاب: شعار الدورة الـ (56) لمعرض الكتاب “اقرأ.. في البدء كان الكلمة”، مكون من جملتان تبدوان متعارضتان، ولكن في توازيهما اتساق مع رؤية ثقافية جيدة قادمة. فاختيار “اقرأ” من القرآن الكريم، و”في البدء كان الكلمة” من إنجيل يوحنا، هو دلالة على أن عنصري الأمة يتفقان معًا على أن الثقافة تشتق أحد روافدها من الدين، وفقًا لنبيل.

وأضاف: “عندما تحدث الدكتور ميلاد حنا، الكاتب والمفكر السياسي، في “الأعمدة السبعة للشخصية المصرية” بأن الثقافة تُعد من ضمن الأعمدة التي تشكل الشخصية المصرية، وأن مصر المسيحية التي بدأت في العام 65 الميلادي، ومصر الإسلامية بدأت في العام 20 الهجري، لم تقضي ثقافة منهما على الأخرى، إنما تضافرا لتشكلا ثقافة مصرية متفردة”.
شخصية المعرض
وأشار نبيل إلى أن اختيار شخصية المعرض العالم المصري الدكتور أحمد المستجير وهو أحد العلماء الأفذاذ في الهندسة الوراثية وعلم الجينات يأتي كلافتة تفيد بأن الثقافة لا تقتصر على الأدب، ولكن مظلتها تنطوي تحتها ثقافة دينية وعلمية وأدبية وسياسية واقتصادية.. إلى آخر أنواع المعارف، مؤكدًا أن الثقافة تستق من أنهار العلم كما تستق من أنهار الآداب والفنون.

ولفت الرئيس السابق للإدارة المركزية للنشر بالهيئة العامة للكتاب إلى تنامي أعداد رواد معرض الكتاب منذ أن كان يقام في أرض المعارض قديمًا، مع الأخذ في الاعتبار  أنه تم التنسيق مع الجهات المعنية لإيجاد وسائل انتقال مجانية، وتنسيقات مع المحافظات والجامعات والمدارس على مستوى مصر، كلها لمن يرغب في الانتقال إلى القاهرة، بالإضافة إلى زيادة الرواد من الدول العربية الشقيقة والإفريقية وغيرها. 
مبادرات جديدة
وتابع: “لا أتصور أن يقل العدد عن العام الماضي، خاصةً وأن هناك مبادرات كثيرة في المعرض واتساعًا بإضافة قاعة جديدة (6) للناشئة من الناشرين الذين يتقدمون بأقل من مائة عنوان لكل منهم، ومساحات لكتب بمقابل زهيد تبدأ من 5 جنيهات، مما يحفز الضيوف على اختلاف فئاتهم لتلبية المعارف لديهم، فالتنوع في العرض سيكون أكثر من العام الماضي، مما ينعكس على أعداد الزائرين”.

وعن قلة المبيعات في العام الماضي مقارنةً بأعداد الزائرين، أوضح نبيل أن الكثير من دور النشر الخاصة والعربية والإفريقية ترغب في الاشتراك في معرض الكتاب على اعتبار أنه المعرض المصنف عالميًا منذ 2006 كثاني معرض على مستوى العالم بعد “معرض فرانكفورت”، من حيث المساحة وعدد الزوار، وذلك عندما بلغ عدد زواره 2 مليون زائر فقط، في حين أن عدد الزوار في الدورة السابقة بلغ نحو 4.7 مليون زائر. 

حالة ثقافية
وبين نبيل أن هناك إقبال كثيف من دور النشر، وأنه كمسؤول سابق عن النشر بالهيئة العامة للكتاب وأحد أصحاب العناوين الموجودة في الدورة المقبلة، يؤكد أن المعرض ليس مجالًا للبيع المباشر، ولكنه ساحة لاستعراض عناوين الكتب والموسوعات والكتب الرقمية بخلاف الكتب الكلاسيكية المطبوعة والأنشطة المختلفة من أنشطة الحكي والرسم وتنمية المواهب الأطفال في قاعة (5)، بالإضافة إلى وجود مسرحين خلال المعرض على دوام الـ 14 يوم، فتعرض كل فرق الثقافة من قطاعاتها المختلفة مثل: البيت الفني، وقصور الثقافة، ودار الأوبرا، إلى غير ذلك من العروض الفنية الجاذبة للرواد. إذن فالقضية هنا حالة ثقافية ولفت للانتباه وليست بيعًا مباشرًا للكتاب، فقد يكون المعروض مطلوبًا فيما بعد، أي بعد معرفة الزوار للعناوين والموازنة بين الحاجة المعرفية والتوازنات الاقتصادية، بحسب نبيل الذي أكد أن المعرض هو الحالة الثقافية الوحيدة في مصر التي تجمع كل عناصر الأسرة المصرية. 
برنامج ثري
ويأتي معرض القاهرة للكتاب في دورته الـ56، تحت شعار: “اقرأ… في البدء كان الكلمة” وتُقام فعالياته الثقافية في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المُقبل، ببرنامج ثقافي ثري ومتنوع يضم أكثر من 600 فعالية، بمشاركة 1345 دار نشر،  و6150 عارضًا للإصدارات الأدبية والفكرية، وتشارك بالمعرض 80 دولة عربية وأجنبية، منها 10 دول تشارك للمرة الأولى. هذا فضلًا عن إطلاق منصة الكتب الإلكترونية لإصدارات الوزارة ومجموعة من التجارب الرقمية التكنولوجية الرائدة في المجال الثقافي.

وتحل “سلطنة عمان” ضيف على شرف هذه الدورة، وتم اختيار اسم الدكتور أحمد مستجير العالم والأديب المصري؛ شخصية المعرض، واسم الكاتبة فاطمة المعمول؛ شخصية معرض كتاب الطفل.

ويتم إدخال اتحاد الناشرين العرب كشريكٍ في الإعداد والتنظيم من خلال تمثيله برئيسه في اللجنة الإدارية العليا لتنظيم المعرض، فهو دون سواه من المعارض العربية يحرص على وجود الاتحاد كشريك، ممثلا للناشرين العرب، كما يقدم المعرض  للمرة الأولى خمسة مؤتمرات في ثوب أيام ثقافية.
المليون كتاب
وأعلن وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو عن إطلاق مبادرة “المليون كتاب” التي تُنفذ ضمن فعاليات المعرض، بهدف تعزيز الوعي الثقافي والمعرفي بين أبناء الوطن. جميع القطاعات المسؤولة عن النشر في الوزارة تُشارك في تنفيذ هذه المبادرة، ومنها: المركز القومي للترجمة ، الهيئة العامة لقصور الثقافة، صندوق التنمية الثقافية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، دار الكتب والوثائق القومية، المجلس الأعلى للثقافة، على أن تتم عملية تسليم الكتب خلال احتفالية ثقافية تُعقد بالمعرض. 

ومن المقرر أن يتم توزيع الكتب على الوزارات والمؤسسات التي تُعنى ببناء الإنسان ونشر الوعي، ومنها: -وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ،وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، وزارة الشباب والرياضة ، وزارة التضامن الاجتماعية، بالإضافة إلى جامعة الأزهر، الكنيسة المصرية، ونقابة الصحفيين.   

وتشمل فعاليات المعرض: ندوات أدبية، حوارات فكرية، وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم. كما تم استحداث محاور ثقافية جديدة، مثل محور “ترجمة العلوم الإنسانية في زمن الذكاء الاصطناعي”، لمواكبة التطور التكنولوجي. هذا بالإضافة إلى إطلاق منصة الكتب الإلكترونية بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتي ستتيح عددًا من إصدارات قطاعات الوزارة في مختلف فروع المعرفة، وستتاح للجمهور مجانًا كما سيشهد المعرض بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام إطلاق أول “بودكاست” بالمعرض. فضلًا عن مشروع تلخيص موسوعة “مصر القديمة” للدكتور سليم حسن باستخدام الذكاء الاصطناعي. 

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=1535

موضوعات ذات صلة

قصص الحكاء الأخير في هذا الزمان تواجه أسئلة الوجود

المحرر

روايات هان كانغ تستكشف العلاقة المعقدة بين الإنسان والوجود

المحرر

الذكاء الاصطناعي ليس بديلا عن المترجم والأديب

المحرر

أنظار العالم تتجه إلى أكبر احتفالية ثقافية مصرية

المحرر

صوت الذكريات في نوستالجيا لوحات ديانا

المحرر

مثقفون وقانونيون: الرجال مسئولون عن حماية حقوق المرأة

المحرر