زار وفد من السفارة الصينية بالقاهرة، ، نقابة الصحفيين في إطار تعزيز أواصر التعاون المشترك بين الجانبين، وتأكيد الدور الحيوي الذي تلعبه العلاقات المصرية الصينية في المجالات السياسية والإعلامية والثقافية. وقد ضم الوفد الوزير المفوض بالسفارة جو شاوجونج، ومدير عام الإعلام دو لينج، والملحق الإعلامي لي يشانج، حيث كان في استقبالهم نقيب الصحفيين خالد البلشي، ووكيل النقابة حسين الزناتي ومحمود كامل، إلى جانب الكاتب الصحفي الدكتور أحمد فارس.
الزيارة، التي حملت أبعاداً متعددة، لم تقتصر على الطابع البروتوكولي، وإنما عكست عمق العلاقات التي تجمع البلدين الصديقين، إذ أكد الجانبان خلال اللقاء على أهمية الإعلام في ترسيخ جسور التفاهم بين الشعوب، ومواجهة التحديات العالمية التي تفرض نفسها بقوة على الساحة الدولية.
وقال حسين الزناتي، وكيل أول النقابة: إن الوفد الصيني أهدى للنقابة مجموعة من الأجهزة الحديثة شملت ثمانية أجهزة كمبيوتر وعشر طابعات، في إطار دعم التعاون بين السفارة والنقابة. وأوضح أن هذا الإهداء جاء ثمرة للزيارة السابقة التي قام بها السفير الصيني لمقر النقابة، والتي شهدت عقد ندوة موسعة تناولت مواقف بكين من القضايا الدولية والعلاقات الثنائية بين مصر والصين. وأضاف الزناتي أن هذه المبادرة تعكس حرص الجانب الصيني على تقديم دعم عملي يسهل عمل الصحفيين، ويعزز من كفاءتهم في أداء رسالتهم الإعلامية.
من جانبه، عبر نقيب الصحفيين خالد البلشي عن ترحيب النقابة بالتعاون المستمر مع الجانب الصيني، مشيرًا إلى أن مثل هذه الزيارات تعكس متانة العلاقات التاريخية بين الشعبين. وأكد البلشي أن النقابة تقدر مواقف الصين الداعمة للقضية الفلسطينية، ووقوفها إلى جانب الشعوب النامية في مساعيها لتحقيق التنمية المستقلة، فضلا عن رؤيتها القائمة على تعددية الأقطاب بما يسهم في تحقيق قدر أكبر من العدالة في النظام الدولي.
ولم يغفل البلشي الإشارة إلى أن التعاون الإعلامي بين مصر والصين يمثل ركيزة مهمة لتعزيز الفهم المتبادل بين الشعبين، مضيفا أن الصحافة المصرية حريصة على نقل الصورة الحقيقية للتجربة الصينية في مجالات التنمية والابتكار، باعتبارها نموذجا ملهمًا للكثير من الدول.
أما الوزير المفوض جو شاوجونج، فقد عبر خلال اللقاء عن اعتزاز بلاده بعلاقاتها مع مصر، مؤكدًا أن مصر تمثل شريكا استراتيجيا لا غنى عنه بالنسبة للصين، وأن الشراكة بين البلدين تقوم على أسس راسخة من الاحترام المتبادل والتعاون المثمر. وأضاف أن الصحفيين المصريين يلعبون دورا مهما في التعبير عن عمق تلك الشراكة، ونقل صورة صادقة عن الصين للشعب المصري والعالم العربي.
وأشار شاوجونج إلى أن الصين تدرك تمامًا أهمية مصر كدولة محورية في المنطقة، وأن التعاون الإعلامي والثقافي يمثل جسرا لتعميق التفاهم الشعبي بين البلدين، خاصة في ظل ما يشهده العالم من تحديات معقدة تتطلب تكاتف الجهود لمواجهتها. كما شدد على أن بكين ستظل داعمة للقضايا العربية العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وهو ما ينسجم مع ثوابت سياستها الخارجية القائمة على العدالة وعدم الانحياز.
وقد ساد اللقاء أجواء من الحفاوة والتقدير، عكستها كلمات الترحيب من جانب قيادات النقابة، الذين شددوا على أن مصر تنظر إلى الصين باعتبارها نموذجا متميزا للتنمية والاعتماد على الذات. وأكد الحضور أن التعاون بين البلدين لا يقتصر على المجالات الاقتصادية والسياسية، بل يمتد إلى الإعلام والثقافة باعتبارهما ركنين أساسيين في تعزيز العلاقات الشعبية.
وفي ختام الزيارة، اتفق الجانبان على مواصلة التعاون المشترك، وتنظيم فعاليات إعلامية وثقافية مشتركة تعكس روح الشراكة بين البلدين، وتتيح للصحفيين المصريين الاطلاع عن قرب على التجربة الصينية. كما جرى التأكيد على أهمية تبادل الزيارات والبرامج التدريبية التي تسهم في نقل الخبرات وتوسيع مجالات التعاون.
تعكس هذه الزيارة، بما تضمنته من رسائل سياسية وثقافية وإعلامية، مسارًا متصاعدًا للعلاقات المصرية الصينية، التي باتت اليوم نموذجًا للتعاون المتوازن القائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. كما جاءت حفاوة الاستقبال من جانب نقابة الصحفيين لتؤكد أن الإعلام المصري يرى في الصين شريكًا حقيقيًا وصديقًا صادقًا، وأن التعاون بينهما سيمتد إلى آفاق أرحب في السنوات المقبلة، بما يعزز من مكانة البلدين على الساحة الدولية