شؤون سياسية

هل تواجه سوريا خطر الفخ الليبي ؟

وسط أجواء احتفالية عارمة في سوريا بسقوط نظام بشار الأسد، تتصاعد تحذيرات أوروبية من تكرار السيناريو الليبي في البلاد، حيث تعمقت الأزمة السياسية والعسكرية في ليبيا بعد سقوط نظام القذافي. وبينما يحاول السوريون بناء مستقبلهم، تتشابك المصالح الدولية وتتعقد الملفات الإقليمية، مما يضع سوريا أمام تحديات كبرى.

يحذر خبراء من أن التشابه في الأبعاد السياسية والعسكرية بين ليبيا وسوريا يجعل الأخيرة عرضة لنفس المصير المضطرب. وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، شددت على ضرورة تجنب السيناريوهات المرعبة التي حدثت في ليبيا، معتبرة أن تكرارها في سوريا سيكون كارثياً. و أضافت أن غياب المؤسسات القوية واستمرار التدخلات الخارجية قد يفتح الباب أمام الفوضى والصراعات المسلحة.

 

من جانبه، يشير المستشار يونس السبكي، الخبير الأمني والاستراتيجي، إلى أن القوى الكبرى، وخصوصا روسيا، قد تعمد إلى تعويض خسائرها في سوريا عبر تعزيز نفوذها في ليبيا. وقال السبكي: “الارتباط الوثيق بين نظام الأسد وقائد الجيش الليبي خليفة حفتر يعكس استراتيجية روسية طويلة المدى تهدف إلى الحفاظ على نفوذها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 المصالحة الليبية

على الجانب الآخر، تعمل أطراف دولية مثل الاتحاد الأفريقي على إنعاش مشاريع المصالحة الليبية. زيارة رئيس الكونغو دينيس ساسو نغيسو إلى ليبيا مؤخرًا حملت بوادر أمل في توحيد الفرقاء، لكن التباين الكبير في وجهات النظر بين الأطراف الليبية لا يزال يعرقل أي تقدم ملموس.الخبير السياسي ربيع البركة يرى أن الملف الليبي قد يكون درسا مؤلما للسوريين. وأوضح البركة: “سوريا بحاجة إلى نموذج مختلف لإعادة البناء، حيث يجب أن تتجنب الانقسام الذي شل ليبيا لسنوات. المصالحة الشاملة هي الطريق الوحيد لضمان استقرار طويل الأمد

احتفالات النصر في سوريا

في سوريا، تجمعت حشود ضخمة في مختلف المدن للاحتفال بسقوط الأسد، حيث علت الهتافات والرايات التي تعيد إلى الأذهان الاحتجاجات الشعبية الأولى في عام 2011. لكن خلف هذه الاحتفالات تختبئ معاناة طويلة. الصور المعلقة على جدران المساجد لأولئك الذين اختفوا قسرا تذكر الجميع بأن الجراح لم تندمل بعد. وفي هذا السياق، قال أحمد الشرع، قائد القيادة الجديدة لسوريا: “لقد انتصرنا، لكن الطريق طويل لبناء وطن يحتضن الجميع. علينا أن نتعلم من دروس الماضي، سواء في سوريا أو دول الجوار مثل ليبيا.

التدخلات الدولية

في ظل هذا الواقع، يبرز قلق من تدخلات القوى الدولية الكبرى، خصوصًا الولايات المتحدة وروسيا. واشنطن، التي لا تزال تحتفظ بنحو 900 عسكري في شمال شرق سوريا، تؤكد على أهمية منع عودة تنظيم الدولة الإسلامية. من جانبه، يحذر المستشار يونس السبكي من أن “التدخلات الدولية قد تؤدي إلى تقويض الاستقرار إذا لم تكن تحت مظلة دولية واضحة برؤية شاملة. أما إسرائيل، فقد صعدت عملياتها العسكرية في الجولان السوري المحتل، بحجة منع وقوع أسلحة استراتيجية في الأيدي الخطأ. ويرى البركة أن إسرائيل تستغل الوضع المتوتر في سوريا لتوسيع نفوذها وتأمين حدودها، مما يضيف طبقة جديدة من التعقيد للمشهد السوري.

في مواجهة هذا الواقع المعقد، يرى الخبراء أن الحل يكمن في إطلاق عملية سياسية شاملة تجمع كل الأطياف السورية، مع مراعاة التحديات الإقليمية والدولية.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=5601

موضوعات ذات صلة

إيران تناور والوقت يوشك أن ينفد

المحرر

اعلان عباس بحق إسرائيل سيؤدى للمزيد من الاستيطان

المحرر

لوس أنجلوس تشتعل.. والمتظاهرون في مواجهة الحرس الوطني

المحرر

تفتح آفاقًًا جديدة للتعاون.. برلمانيون يشيدون بمشاركة الرئيس في البريكس

المحرر

جثة السنوار تشعل غزة من جديد

المحرر

لحوم العيد رسالة سياسية من حفتر

المحرر