سليدر

أنت تسأل والطبيب يُجيب.. ما هي أعراض مرض الفصام؟

الفصام هو اضطراب نفسي معقد ومزمن يؤثر على طريقة تفكير الشخص وسلوكه وعواطفه، إذ يُعتبر أحد أكثر الأمراض النفسية تحديًا للمرضى وأسرهم، ويؤثر على حوالي 1% من السكان في جميع أنحاء العالم، حيث يتسم هذا المرض بظهور أعراض تتضمن الأوهام والهلاوس وصعوبات في التفكير والتركيز، مما يُؤثر بشكل كبير على جودة حياة المريض واندماجه في المجتمع.. (صوت البلد) التقت د. جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، ليُحدثنا عن أعراض الإصابة بمرض الفصام وطرق العلاج، من خلال الفقرة الطبية التي نُقدمها للقراء بعنوان: “أنت تسأل والطبيب يُجيب”. 

في البداية؛ يقول استشاري الطب النفسي: يُمثل الفصام تحديًا كبيرًا يحتاج إلى فهم ودعم من المجتمع من خلال التعرف على الأعراض وأسباب المرض، حيث يمكن تحسين جودة حياة الأفراد المصابين ودعمهم في رحلتهم نحو التعافي، إذ يُعد العلاج الفوري والدعم المستمر من العوامل الأساسية التي تساعد في إدارة الفصام، وتمكين المصابين من الاندماج في المجتمع بشكل فعال؛ فالتركيز على الرعاية النفسية والعلاج الفعال يمكن أن يُحدث تغييرًا إيجابيًا في حياة الكثيرين.

أعراض الفصام

وأضاف “فرويز”: تتنوع أعراض الفصام بشكل كبير، ومنها الأوهام والاعتقادات الخاطئة، مثل الشعور بأن هناك من يتجسس على المريض، أو شعور الشخص المصاب بأنه يمتلك قدرات خارقة، بالإضافة إلى احتمالية حدوث هلاوس سمعية أو بصرية كرؤية أو سماع أشياء غير موجودة، مثل سماع أصوات خرافية، حيث قد يُظهر الفرد سلوكيات غير منطقية أو غير متسقة.

كما أن هناك أعراض تشير إلى فقدان الوظائف أو المشاعر، مثل: انخفاض الدافع وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، ووجود صعوبة في التعبير عن العواطف، حيث قد يظهر الشخص بمظهر غير مبالي أو بلا عواطف، مع تفضيل الفرد للعزلة الاجتماعية بسبب تراجع الرغبة في التفاعل مع الآخرين.

وذلك إلى جانب وجود بعض الأعراض المعرفية؛ والتي تشمل المشكلات المتعلقة بالتفكير والذاكرة، مثل صعوبة التركيز وعدم القدرة على الانتباه أو اتخاذ القرارات، علاوةً على ضعف الذاكرة بسبب تأثير الفصام على قدرة تذكر المعلومات.

أسباب المرض

وتابع استشاري الطب النفسي: لم يتم تحديد سبب واضح لمرض الفصام، لكنه يُعتقد أن هذا المرض نتاج تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية، والتي تشمل العوامل المحتملة، مثل: التاريخ العائلي؛ فإذا كان هناك أفراد في العائلة مصابين بالفصام، فإن خطر الإصابة يزداد بالنسبة لنسل العائلة، إلى جانب العوامل البيئية، مثل التعرض لصدمات نفسية أو أزمات معينة خلال مرحلة الطفولة؛ حيث قد يؤدي ذلك إلى خطر الإصابة، بالإضافة إلى الاختلالات الكيميائية في مادتي الدوبامين والسيروتونين، اللتان تؤثران بشكل كبير في عملية التفاعل والتواصل بين الخلايا العصبية.

وأكمل: يُشخص مرض الفصام من خلال تقييم طبي شامل يتضمن تاريخ الحالة الشخصية والعائلية والفحص النفسي للمريض، حيث يعتمد الأطباء على معايير محددة، مثل تلك الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، لتحديد ما إذا كان الشخص يعاني من هذا المرض.

طرق العلاج 

وأشار “فرويز” إلى أنه على الرغم من أن الفصام لا يمكن علاجه بشكل كامل؛ إلا أن هناك خيارات علاج فعالة يُمكن أن تساعد الأفراد في إدارة أعراضهم المرضية، حيث يتضمن العلاج؛ الأدوية، إذ تُعتبر مضادات الذهان هي الخط الأول لعلاج الفصام، حيث تساعد في تقليل الأعراض الإيجابية، مع احتمالية تلقي جلسات لتنظيم إيقاع كهرباء المخ، إلى جانب العلاج النفسي، والذي يعتمد على التعديل السلوكي المعرفي لمساعدة الأشخاص في فهم وإدارة مشاعرهم وأفكارهم وسلوكياتهم، بالإضافة إلى الدعم الاجتماعي، حيث يُساهم الدعم من الأصدقاء والعائلة في تحسين الحالة النفسية للمصاب، وزيادة فرص الشفاء، فضلاً عن التعليم والتوعية، إذ تُعتبر التوعية حول المرض من الأمور الهامة؛ ليس فقط للأفراد المصابين، ولكن أيضًا لأسرهم والمجتمع، حيث تُساعد في تقليل الوصمة المرتبطة بالمرض.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=951

موضوعات ذات صلة

الاتحاد الشبابي يضع الشباب على خريطة التمكين

المحرر

مقترحات حزبية بشأن قانون الإيجار القديم

المحرر

فوق رأسي سحابة.. هروب للقاع مع القاتل الأول!

المحرر

جمال سليمان : الفن جزء من شخصيتي وأسلوب حياتي

المحرر

قناع بلون السماء.. تحرر الروح من أسر الجلاد الصهيوني

المحرر

الوسواس القهري.. فهم المرض والتغلب عليه

المحرر