شؤون سياسية

السلطة الفلسطينية تستعرض فرض قوتها فى مخيم اللاجئين بجنين

في ظل المشهد المتأزم في مخيم جنين، يبرز الصراع بين السلطة الفلسطينية والفصائل المسلحة كمحور رئيسي للتوتر في الضفة الغربية. العملية الأمنية التي أطلقتها السلطة تحت اسم حماية وطن، أثارت جدلاً واسعاً بين من يرونها حملة ضد الخارجين عن القانون”، وبين من يعتبرونها استهدافاً مباشراً لفصائل المقاومة المسلحة، وخاصة حركة الجهاد الإسلامي وكتائبها في المخيم.

اللواء أشرف فوزي، الخبير الأمني ، يرى أن العملية تأتي في سياق محاولات السلطة لفرض سيادتها على الأرض، قائلاً: السلطة الفلسطينية تحاول إرسال رسائل واضحة إلى الداخل والخارج بأنها قادرة على إدارة الأمن والنظام، خاصة مع تصاعد الضغوط الدولية والمحلية في ظل تدهور الأوضاع في غزة ويضيف: إذا تمكنت السلطة من بسط سيطرتها في جنين، فهذا يعني قدرتها على التعامل مع المناطق الأكثر حساسية، ما يعزز موقفها أمام المجتمع الدولي.وأشار ايضا إلى أن نجاح العملية في جنين قد يشجع السلطة على تكرار النموذج في مناطق أخرى، لكن هذا يعتمد على نتائج العملية ومدى استجابة الفصائل والمجتمع المحلي

ويقول المحلل السياسي طارق الهواري : توقيت العملية ليس عشوائياً، موضحاً أن هناك ضغوط من الولايات المتحدة ودول غربية على السلطة الفلسطينية لإثبات قدرتها على إدارة الأمور الأمنية في الضفة الغربية، خاصة مع احتمالية التوصل إلى هدنة في غزة. كما السلطة تسعى لإثبات أنها البديل القادر على تحمل المسؤولية في حال انسحاب إسرائيل أو تخفيف وجودها في غزة.

 وأشار الهوارى قائلا ان  السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو تغليب لغة الحوار والتفاهم على المواجهة المسلحة. الشعب الفلسطيني يحتاج إلى رؤية موحدة للخلاص من الاحتلال، وليس الانقسام والصراعات

ومع ذلك، يبقى المشهد على الأرض أكثر تعقيداً مما تظهره التحليلات. فقد شهدت العملية اشتباكات متقطعة وانفجارات، ما أدى إلى سقوط ضحايا واعتقالات، في ظل حالة من الغضب الشعبي ودعوات لإيقاف الاشتباكات.

والمبادرة التي أطلقتها هيئات وقوى وطنية تحت عنوان وفاق جاءت كمحاولة لتخفيف التوتر وتهدئة الأوضاع. المبادرة دعت إلى وقف الاشتباكات فوراً وسحب القوات الأمنية من محيط المخيم، مع إطلاق حوار وطني شامل لوضع استراتيجية للخروج من الأزمة. كما شددت على ضرورة الالتزام بالقانون الفلسطيني ومحاسبة المسؤولين عن التجاوزات.

لكن، هل يمكن أن تجد هذه المبادرة طريقها إلى التنفيذ في ظل الانقسام السياسي الحاد؟ هذا السؤال يطرحه الكثيرون في جنين وخارجها. المقاتلون في المخيم يصرون على موقفهم، مؤكدين أنهم لن يسلموا أسلحتهم التي يرونها رمزا لمقاومة الاحتلال.

أحد المقاتلين قال: لن نقبل بتسليم السلاح… بنادقنا شريفة، ونحن نحمل سلاح الشهداء للدفاع عن شعبنا وأرضنا.

وفي الوقت الذي تظل فيه الأوضاع متوترة، يشير المحلل الفلسطيني أحمد أبو الهيجاء إلى أن السلطة الفلسطينية ترى في السيطرة على جنين خطوة استراتيجية نحو فرض وجودها الأمني في الضفة الغربية ككل. ويضيف: هناك اعتقاد بأن النجاح في جنين سيمنح السلطة دعماً دولياً، خاصة من الولايات المتحدة، في المرحلة المقبلة، لكن يبقى التساؤل حول إمكانية امتداد هذه العمليات إلى مخيمات أخرى مثل طولكرم أو الفارعة.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=5589

موضوعات ذات صلة

بعد القمة العربية الإسلامية غير العادية.. سياسيون: موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت

المحرر

حزب الله يستقبل فوز ترامب بمائة صاروخ على اسرائيل

المحرر

الضغط التركى وتعقيد الموقف للوساطة العراقية

المحرر

لوس أنجلوس تشتعل.. والمتظاهرون في مواجهة الحرس الوطني

المحرر

الرعب والخوف والهروب إلى الملاجئ بعد استهداف يافا

المحرر

نائب ليبي يطالب بتدخل روسيا لمنع التدخل الأوروبي

المحرر