عربي ودولي

الشتاء يقسو على أطفال غزة.. وفاة أطفال وغرق الخيام

دخل الشتاء بقسوته على أهل غزة من أمطار وسيول وبرق ورعد تسبب في غرق خيام النازحين، ويتساقط أطفال فلسطينيون، في مخيمات مهترئة بغزة أمواتا، بعد أن تجمدت أطرافهم، في مشاهد مأساوية يبدو أنها باتت معتادة لعيون العالم.

أحدث الأرقام، تشير إلى أن عدد الوفيات من الأطفال، بفعل التجمد من البرد القارس والصقيع، في الخيام المهترئة بغزة، ارتفع إلى ثمانية، في حصيلة لا تزال مرشحة للزيادة بسبب الظروف المأساوية التي يعيشها النازحون الذين دمر القصف الإسرائيلي منازلهم، فاضطروا إلى الإقامة في الخيام.

ويشهد القطاع منذ أيام، موجة قطبية شديدة البرودة، تترافق مع انخفاض حاد في درجات الحرارة، مع رياح عاصفة، أدت لاقتلاع مئات الخيام، وغرق عشرات المخيمات، جراء كميات الأمطار التي لم تستطع الخيام تحملها، ما أدى لغرقها وتشرد أصحابها، الذين باتوا في العراء.

ووفقا للعديد من العائلات الفلسطينية، المقيمة في مخيمات للنزوح داخل غزة، فإن هذه الخيام التي يقيمون بها، يزيد عمرها عن عام تقريبا، وقد نصبها أصحابها منذ اليوم الأول، لاندلاع الحرب في غزة، وقد تعرض معظمها للتآكل والاهتراء، بفعل أشعة الشمس الحارقة صيفا ،وانخفاض درجات الحرارة في الشتاء، لدرجة أنها باتت غير صالحة للإقامة.

 كوارث صحية

قدرت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأممي المتحدة، أن نحو مليون غزي “بحاجة ماسة للمساعدات لمواجهة فصل الشتاء، بما في ذلك الملابس الحرارية والبطانيات والأقمشة المشمعة لعزل الملاجئ عن المطر والبرد”.

وتوقعت تقارير دولية حصول كوارث صحية في غزة خلال فصل الشتاء، خصوصا في المناطق “المعرضة للفيضانات”.

وفي سبتمبر الماضي، حذرت منظمات أممية من أن “العديد من مواقع النازحين (في غزة) تقع في مناطق الفيضانات أو بالقرب منها، وأن مواقع إضافية معرضة للفيضانات في الوقت الحاضر”.

وفي أواخر ديسمبر الماضي، وصف مسؤول أممي قطاع غزة بأنه “المكان الأخطر في العالم لتقديم الدعم الإنساني”.

وقال: “أصبح من المستحيل تقريبا توصيل حتى جزء بسيط من المساعدات المطلوبة”، على الرغم من الاحتياجات الإنسانية الهائلة في القطاع.

وتجاوز عدد ضحايا الحرب من الفلسطينيين في غزة 45 ألف قتيل، وفقا لوزارة الصحة الفسطينية، بينما قتل نحو 1200 في الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، وفقا للسلطات الإسرائيلية.

وفاة الأطفال

يجمع أطباء فلسطينيون، يعملون في قطاع غزة، على أن عدد وفيات الأطفال المتزايد مؤخرا، لايعود فقط إلى انخفاض درجات الحرارة، ويرون أن انخفاض درجات الحرارة، يمثل عاملا واحدا، ضمن عوامل عدة أهمها ضعف مناعة هؤلاء الأطفال، الذين لايحصلون على التغذية الكافية منذ شهورعدة، شأنهم في ذلك شأن البالغين من سكان القطاع، المشردين في الخيام، وهو ما يزيد من تفشي الأمراض المعدية بين النازحين، والتي تتفشى بصورة أكبر في فئة الأطفال دون الخامسة لتصل إلى تسعين بالمئة وفق تقديراتهم.

ويقول الدكتور ناصر عايد الفرا، مدير وحدة الأطفال حديثي الولادة في مستشفى ناصر، في تصريحات صحفية، إن المجمع الطبي يستقبل يوميا، من خمس إلى ست حالات، من انخفاض درجة حرارة الجسم، لدى الأطفال حديثي الولادة، ويضيف الفرا أن السبب الرئيسي في ذلك، هو عدم ملائمة الخيام للبرد القارس، حيث تكون باردة جدا في الليل في فصل الشتاء.

ويتداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي، صورا محزنة للأطفال الذين يعانون حتى الموت، من برد المخيمات في غزة، وقد تصدر وسم “البرد القارس” على منصة إكس، حيث تداول الناشطون مئات الصور والفيديوهات، التي تظهر مدى تردي الأوضاع، في خيام النازحين الفلسطينيين في غزة، خاصة الأطفال منهم، الذين يفتقرون لأدنى متطلبات الحياة، ويسيرون حفاة الأقدام، يرتدون ملابس مهترئة لاتقيهم من برد الشتاء القارس.

من جانبه أوضح الدفاع المدني بغزة أن مياه الأمطار غمرت أكثر من 1500 خيمة، تؤوي نازحين في قطاع غزة، بسبب منخفض جوي أدى إلى انخفاض كبير في درجات الحرارة، وأعلن عن رصد مئات من الخيام وصل منسوب مياه الأمطار فيها إلى ما يزيد عن 30 سنتيمتراً، وهو ما تسبب في إصابة كثير من النازحين بحالات ارتعاش، بالإضافة إلى تلف أمتعتهم وفُرشهم.

قلق دولي

وفي إشارة إلى الأوضاع المزرية، التي يعيشها الأطفال النازحون في مخيمات غزة،قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، إن الأطفال في قطاع غزة، يتجمدون حتى الموت بسبب الطقس البارد ونقص المأوى.

وأشار لازاريني في تغريدة، نشرها عبر حسابه الشخصي على موقع إكس، إلى أن هناك نقصاً في البطانيات والفرشات، وغيرها من الإمدادات الشتوية، بسبب انتظار الموافقة على دخولها إلى غزة، مطالبا بوقف إطلاق النار بشكل فوري، والسماح بتدفق الإمدادات الأساسية الضرورية، بما في ذلك الإمدادات اللازمة لفصل الشتاء.

وكان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قد قال في وقت سابق من هذا الشهر، إن حوالي 70 في المئة من الضحايا، الذين تم التحقق من وفاتهم في غزة، هم من النساء والأطفال، مُديناً ما وصفه بـ”الانتهاك الممنهج” للمبادئ الأساسية التي أقرّها القانون الإنساني الدولي.

وفي جانب آخر قالت الأمم المتحدة، إن “مستشفيات غزة تحولت إلى مصائد موت”، محذرة من أن النظام الصحي في القطاع ، على “شفير الانهيار التام” بسبب الهجمات الإسرائيلية.

في وقت سابق، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” أن هناك نقصاً في الإمدادات الشتوية، بسبب انتظار الموافقة على دخولها إلى غزة، وذكرت إيناس حمدان – المتحدثة باسم الأونروا – أن مستوى المساعدات انخفض لأدنى معدلاته خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من عام 2024، وآخر مرة تم فيها توزيع عدد من هذه الشوادر منذ أكثر من شهر تقريباً، وكانت بضعة آلاف فقط.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=337

موضوعات ذات صلة

لماذا أقال نتنياهو وزير الدفاع من منصبه؟

المحرر

تمويل أمريكي مباشر لقتل الأبرياء بغزة

المحرر

سوريا الجديدة.. تحديات وشروط صعبة لاسترداد الدولة

المحرر

بعد إيقاف العمل بالموازنة.. هذه خسائر سوريا بحكم الأسد

المحرر

خسائر تاريخية في أمريكا.. هذه محصلة حرائق كاليفورنيا

المحرر

ورقه الغاز تشعل التوتر بين مصر وإسرائيل

المحرر