شؤون سياسية

اهتمام أمريكي غير مسبوق بملف الرهائن

إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن تعيين آدم بوهلر مبعوثا خاصًا لشؤون الرهائن الإسرائيليين يمثل إشارة واضحة لاهتمام أمريكي غير مسبوق بهذا الملف الشائك. هذه الخطوة تأتي في ظل تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، حيث تستمر حركة حماس في احتجاز الرهائن، وسط تهديدات متبادلة بين الطرفين. ماذا يعني هذا القرار وما تداعياته على المستقبل

 وفقًا للواء أشرف فوزي، الخبير الأمني والاستراتيجي، فإن هذا التعيين يعكس رغبة أميركية في الضغط على حماس وإسرائيل للتوصل إلى حل سريع. “إدارة ملف الرهائن ليس فقط أمنيًا بل سياسيا بامتياز، وهو ما يجعل اختيار شخصية ذات خبرة تفاوضية مثل بوهلر خطوة ذكية”، يقول اللواء فوزي.

على الجانب الآخر، تظل التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ عمليات عسكرية لتحرير الرهائن قائمة. وتُذكّر عملية النصيرات التي نفذتها إسرائيل في يونيو الماضي وما خلفته من دمار بشري ومادي بأن الخيارات العسكرية مكلفة وغير مضمونة النتائج. “أي محاولة لإنقاذ الرهائن بالقوة ستكون محفوفة بالمخاطر، خاصة في ظل استعدادات حماس لمثل هذه السيناريوهات”، يضيف فوزي.

سيناريوهات محتملة

ترامب لم يُخفِ توجهه نحو ممارسة ضغوط غير مسبوقة على الأطراف المعنية. تعهده باتخاذ إجراءات حاسمة في حال استمر احتجاز الرهائن بعد توليه منصبه في يناير المقبل يُعد تصعيدا كلاميًا ينذر بتحولات كبيرة في إدارة الأزمة. الدكتور أحمد رفيق عوض، مدير مركز القدس للدراسات، يرى أن “التصعيد الأميركي قد يدفع الأطراف نحو تسريع المفاوضات، لكنه في الوقت ذاته قد يعقد المشهد إذا قررت حماس التصعيد ردا على أي تهديدات أمريكية أو إسرائيلية”.

من جانبها، تشير حماس إلى أنها ستقوم بتحييد الرهائن في حال تنفيذ أي عملية عسكرية إسرائيلية. هذه الاستراتيجية تأتي كجزء من الضغوط النفسية التي تمارسها الحركة على إسرائيل وامريكا، وفقًا المحلل السياسي طارق الهواري. “حماس تدرك أهمية الرهائن كورقة ضغط، لكنها أيضًا تعي أن أي تصعيد مفرط قد يفقد التعاطف الدولي”، يقول الهواري.

مصالح متشابكة وأطراف متعددة

الأمر لا يتعلق فقط بحماس وإسرائيل؛ هناك أطراف أخرى تراقب الوضع عن كثب، مثل إيران التي تبرز كعامل مؤثر في دعم حماس سياسيا وعسكريا. الاجتماع المرتقب بين مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتس ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر يأتي ضمن سياق دولي أوسع يتضمن التهديد الإيراني، كما يوضح اللواء فوزي: “إيران تعتبر لاعبا أساسيا في هذا الملف، وأي تسوية تتعلق بالرهائن لن تكون بمعزل عن موقفها

تداعيات على المنطقة

من الواضح أن تعيين بوهلر وتحركات الإدارة الأميركية المقبلة قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في المشهد السياسي والأمني في الشرق الأوسط. وفقًا للدكتور عوض، “هذا التحرك الأمريكي يعيد ترتيب الأولويات الإقليمية، وقد يشكل ضغطا على الدول العربية للتدخل بشكل أكبر في تسوية النزاعK وفيما تتصاعد التوترات، يظل مصير الرهائن محور التركيز، خاصة أن هناك مئات العائلات الإسرائيلية والأمريكية التي تنتظر حلا سريعًا. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل ستنجح الجهود الدبلوماسية في تحقيق انفراجة، أم أن الخيارات العسكرية ستفرض نفسها كحل أخير

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=5608

موضوعات ذات صلة

هل تواجه سوريا خطر الفخ الليبي ؟

المحرر

حزب الله يستقبل فوز ترامب بمائة صاروخ على اسرائيل

المحرر

تصريحات القائد العسكري لهيئة تحرير الشام هل تنجح

المحرر

أوروبا.. الغائب الأكبر في معادلة الحرب الأوكرانية

المحرر

إيران وإسرائيل وترقب المواجهة المباشرة: ما بعد طوفان الأقصى

المحرر

قمة الرياض وحل الدولتين

المحرر