في جو من الخشوع والروحانية، احتفلت كنيسة مارجرجس بقرية النواهض، شمالي نجع حمادي بقنا، اليوم الاثنين، بقداس إلهي مُهيب، برأسة نيافة الحبر الجليل الأنبا بضابا، أسقف نجعحمادي، وسط مشاركة واسعة من المصلين والكهنة، مما يعكس عمق الإيمان والترابط المجتمعي في هذه المناطق الريفية.
لم يقتصر الحدث على الصلاة فحسب، بل امتد إلى زيارات ميدانية للمباني الكنسية تحت الإنشاء ولأسر القرية، حيث أشرف الأنبا بضابا على تبريك المنازل ورفع الصلوات من أجل أهلها، في خطوة تعزز الدعم الروحي والاجتماعي للمجتمع المسيحي المحلي.
يأتي هذا في سياق احتفالات الكنيسة بالأعياد السنوية، محافظًا على التراث الروحي الذي يربط بين الماضي والحاضر، ويبرز دور الكنيسة كمؤسسة اجتماعية نشطة في دعم أبناءها.
تكريس ايماني
قرية النواهض، الواقعة في مركز ابوتشت، تمثل نموذجًا للقرى الريفية التي تواجه تحديات التنمية، حيث تعتمد سكانها على الزراعة والحرف اليدوية.
الكنيسة القبطية هناك، المكرسة للشهيد مارجرجس الروماني – الذي يُرمز له بالشجاعة والإيمان – تشهد على جهود بناء مستمرة لتوسيع المساحات الدينية لاستيعاب المزيد من المصلين.
هذه المباني للكنيسة هي تحت الإنشاء، التي بدأت منذ سنوات، تهدف إلى توفير مرافق أفضل للعبادة والأنشطة الاجتماعية، وسط دعم من الكنيسة الأم والتبرعات المحلية، المناطق المجاورة مثل نجع جورجه وقرية البراغيت تشترك في هذا السياق، حيث يعيش آلاف الأسر المسيحية في بيئة تتسم بالبساطة والالتزام الديني، يُعد الأنبا بضابا، اسقف نجع حمادي، بتاريخه الطويل في الخدمة، رمزًا للقيادة الروحية التي تربط بين التراث القبطي والحاجات اليومية للناس، مما يجعل مثل هذه الزيارات حدثًا سنويًا يعزز التماسك الاجتماعي.
قداس مُرتل
بدأ اليوم بصلاة القداس الإلهي في كنيسة مارجرجس، حيث رفع الأنبا بضابا الصلوات وسط إكليل من الترانيم الروحية، شارك في الصلاة القمص بولس نظير، كاهن كنيسة القديسة العذراء مريم والأنبا أنطونيوس بأبوشوشة، والقس موسي رفعت، والقس إسحق بشري، كاهني الكنيسة، الذين أضفوا لمسة من الإيقاع الكنسي التقليدي. حضر عشرات المصلين، يرتدون أجمل أثوابهم، في جو يعج بالأمل والتأمل، معتمدين على النصوص الإنجيلية التي تذكر بفضائل الشهداء مثل مارجرجس.
زيارة مباني
عقب القداس، توجه الأنبا بضابا إلى المباني الكنسية تحت الإنشاء، حيث تفقد تقدم الأعمال، هذه المشاريع، التي تشمل قاعات للشباب والأنشطة الاجتماعية، تواجه تحديات التمويل لكنها تتقدم بفضل الجهود المشتركة.
وأعرب نيافة عن إعجابه بالعمل الدؤوب، مشددًا على أهمية هذه المرافق في تعزيز الحياة الكنسية.
بركة الأُسر
امتدت الزيارة إلى أُسر قرية النواهض ونجع جورجه وقرية البراغيت، حيث بارك الأنبا المنازل وصلى لأهلها.
كانت هذه اللحظات مؤثرة، إذ شعر السكان بالدعم الروحي، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
أحد الأهالي قال، إن زيارة نيافة تجدد أملنا في الحياة اليومية.
دور الكهنة
لعب الكهنة دورًا حاسمًا في تنظيم الحدث، حيث ساهم القمص بولس نظير في الترتيبات، بينما أدار القس موسي رفعت والقس إسحق بشري الجانب الطقسي، هذا التعاون يبرز التناغم داخل الكنيسة، الذي يعكس الروح الجماعية للخدمة.
تواصل مجتمعي
أكد الحدث على دور الكنيسة في بناء الجسور المجتمعية، من خلال الزيارات التي تُعزز الروابط بين الأسر والقيادة الدينية، وفي نهاية اليوم، انتهى الجميع بإحساس بالانتماء، محافظين على إرث الشهداء في حياتهم اليومية.