في وقت تتعاظم فيه الحاجة إلى دعاة يمتلكون وعيًا راسخًا وقدرة حقيقية على مخاطبة الإنسان المعاصر بلغة تجمع بين الفهم الشرعي العميق والمهارات الاتصالية الحديثة، اختتمت أكاديمية الأزهر العالمية برنامجها التدريبي «إعداد الداعية المعاصر»، في خطوة تعكس الدور المتنامي للمؤسسة الأقدم في العالم الإسلامي في تأهيل جيل من الدعاة القادرين على تمثيل منهج الوسطية والاعتدال في بيئات متعددة حول العالم.
محور انطلاق البرنامج
خلال الحفل الختامي، أكد فضيلة الدكتور حسن الصغير، رئيس الأكاديمية، أن تنظيم الدورة جاء تنفيذًا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، الذي يولي اهتمامًا كبيرًا بدعم الدعاة وتأهيلهم علميًّا ومهاريًّا، بما يعينهم على أداء رسالتهم الدعوية بوعي ومسؤولية في ظل ما يشهده العالم من تحولات فكرية واجتماعية.
وأوضح رئيس الأكاديمية أن البرامج التدريبية تشهد تطويرًا مستمرًا يتناسب مع احتياجات الداعية المعاصر، مع الحفاظ على أصالة التراث الشرعي والانفتاح الواعي على الواقع المتنوع بمختلف بيئاته وثقافاته.
ترسخ الفهم الشرعي
تلقى المشاركون محتوى علميًّا متكاملًا شمل محاور العقيدة والفقه وأصوله وقضايا الدعوة والشريعة، إضافة إلى مقررات في العلوم الإنسانية التي تساعد الداعية على فهم الواقع وتحليل تحدياته، مما أسهم في ترسيخ قاعدة معرفية قادرة على معالجة القضايا الشرعية والفكرية بمنهجية دقيقة ورؤية واعية.
تدريبات مهارية
ضم البرنامج جانبًا مهاريًّا وسلوكيًّا اشتمل على تدريبات عملية في مهارات التواصل وفنون الإقناع وأساليب التعامل مع الجمهور وإدارة المواقف الدعوية، إلى جانب تعزيز السلوك القويم لدى الداعية، الأمر الذي مكّنهم من اكتساب أدوات عملية للتفاعل مع مختلف فئات المجتمع.
رسالة الأزهر
من جانبهم، عبّر المشاركون عن تقديرهم لفضيلة الإمام الأكبر على رعايته الكريمة للبرنامج، مشيدين بما حصلوا عليه من علوم شرعية وتدريبات عملية أسهمت في تطوير قدراتهم الدعوية وتعزيز مهاراتهم التواصلية، مؤكدين التزامهم بنقل رسالة الأزهر القائمة على الوسطية والاعتدال والحوار البنّاء إلى أوطانهم.