تحولت مدينة سانت كاترين بجنوب سيناء إلى مركز روحاني نابض بالحياة، حيث يتدفق آلاف السائحين والمؤمنين من جنسيات متنوعة للاحتفال بذكرى استشهاد القديسة كاترين، الرمز الأرثوذكسي للثبات والتضحية. يأتي هذا العيد السنوي في ظل أجواء خاصة هذا العام، مع تولي البابا سيميون، مطران الدير الجديد، ليجمع بين التراث التاريخي والطقوس المقدسة فوق قمة جبل كاترين، الذي سمي باسمها تكريمًا لرفاتها المكتشفة هناك، في مناسبة تعزز الروابط بين الكنيسة والمجتمع البدوي والسياحة الدينية.
تقليد سنوي مميز
أكد السيد توني كازامياس، مستشار مطران دير سانت كاترين، أن الاحتفالات تبدأ مساء غد الأحد وتمتد إلى الاثنين 8 ديسمبر، محملة بطابع جديد بفضل البابا سيميون الذي سيترأس القداس. القديسة كاترين، التي ضحت بحياتها في القرن الرابع لرفضها التنازل عن إيمانها بالمسيح رغم التعذيب، تُحتفل بها كرمز للإيمان الصلب، مما يجذب المشاركين من الروم الأرثوذكس والعالم.
طقوس القداس والطواف
يفتتح الاحتفال قُداسًا طويلًا يبدأ الساعة 9 مساءً ويستمر حتى الواحدة فجرًا، بمشاركة الزوار الدوليين، ومن المقرر في صباح الاثنين، يُخرج رفات القديسة – محفوظة في صندوقين فضيين مطليين بالذهب يحتويان كفها وجمجمتها – من كنيسة التجلي، ليُطاف بها حول الكنيسة في موكب يتقدمه المطران والرهبان، يليه الضيوف في طواف يدوم ساعات. يُوزع بعدها خاتم رمزي للقديسة وبطاقة مصورة تحكي قصتها، تليها مأدبة في دار الضيافة.
حضور رسمي ومجتمعي
يشهد العيد استقبالًا لمشايخ البدو وقيادات جنوب سيناء الأمنية والتنفيذية من قبل البابا سيميون والرهبان، مما يعكس التواصل الثقافي. يحضر أيضًا سفير اليونان نيكولاس باباجيورجيو وسفيرة قبرص بولي يو أنو، إلى جانب قساوسة يونانيين، في حدث يجمع التراث الديني بالدبلوماسية.