تتعدد أنواع أفلام الكارتون التي يشاهدها الأطفال يوميًا، وعلى الرغم من الجانب الترفيهي الذي توفره تلك النوعية من الأفلام، إلا أن هناك خطورة كبيرة في تأثيرها على الأطفال، حيث قد تحمل تلك الأفلام رسائل سلبية أو قد تعزز سلوكيات غير مرغوبة، وأيضًا قد تؤثر بالسلب على نمو وتطور الأطفال.
وتحدث د. جمال فرويز، استشاري الطب النفسي لـ«صوت البلد»، حول تأثير أفلام الرسوم المتحركة على الأطفال، مشيرًا إلى أحد أخطر الجوانب في تلك الأفلام؛ ألا وهو العنف المجسد في بعض الشخصيات والمشاهد، موضحًا أنه من الممكن أن يؤدي عرض تلك النوعية من الأفلام ذات المشاهد العنيفة إلى تأثير سلبي على تصرفات الأطفال واعتقاداتهم حيال العنف وحل المشاكل. لافتًا في الوقت ذاته؛ إلى أن الرسائل السلبية المتعلقة بالعنف قد تنعكس على سلوكيات الأطفال في المدرسة وفي التعامل مع الآخرين.
وأضاف “فرويز”: تؤثر مشاهدة الأطفال أفلام الرسوم المتحركة لفترات طويلة على الفص الأمامي من المخ حيث تؤدي لإجهاده مما يُحدث قلة تركيز لدى الطفل وقلة الانتباه وقد يؤدي فيما بعد إلى وجود صعوبات في التعلم، بإلإضافة إلى قابلية بعض الأطفال للاصابة بالصرع.
وتابع: علاوة على ذلك؛ فإنه قد تحتوي أفلام الكارتون على بعض الرموز أو اللقطات التي قد تؤثر على تصور الأطفال للجنسين وتعزز النمطيات الجندرية التقليدية؛ فقد تظهر بعض الشخصيات بشكل محدد يعكس صورة منحطة عن الجنسين، مما يؤثر على تشكيل الهوية الجندرية لدى الأطفال بما يُحد من تطلعاتهم.
وأوضح استشاري الطب النفسي؛ أن تلك النوعية من الأفلام قد تؤثر على تكوين العصب البصري للطفل، موضحًا أن مشاهدة الأفلام الكارتونية لفترات طويلة سيؤدي إلى إجهاد العصب البصري للطفل مسببًا ضعف في الإبصار.
سلوكيات خطرة
كما أشار استشاري الطب النفسي، إلى أنه في الكثير من الأوقات ما تؤدي مشاهدة تلك الأفلام إلى تقليد الأطفال لبعض السلوكيات الخطرة أو المعيبة، والتي تكون ضمن مشاهد تلك الأفلام مما يؤثر على شخصية الطفل بشكل سلبي.
بيئة نقاش
مؤكدًا أهمية توفير بيئة نقاش وتفاعل بين الأهل وأطفالهم، فيما يتعلق بأفلام الكارتون، بحيث يتسنى للأطفال فهم الأفلام وتقبلها بشكل أفضل، حيث إنه يجب علينا كمجتمع أن نضمن بأن تلك الأفلام تحمل رسائل إيجابية وتعزز القيم الحميدة والسلوكيات الإيجابية لتشكيل جيل واعٍ ومتزن.
الوعي الأبوي
واختتم “فرويز” حديثه؛ مؤكدًا على ضرورة أن يتحلي الأهل والمربون بالوعي والحذر عند اختيار أفلام الكارتون المناسبة لأطفالهم، كما يتعين عليهم المشاركة الفعالة في توجيه الأطفال وفهم المشاهد التي يتعرضون لها وتحليل الرسائل الموجودة بها.