تُعتبر العادات الغذائية أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على الصحة العامة والنفسية للأفراد؛ إذ تُسهم السليمة منها في تعزيز الصحة العامة، فيما تؤدي الخاطئة إلى مشكلات صحية مختلفة.. (صوت البلد) تنقل للقراء رأي الخبراء وأساتذة الطب من خلال فقرة “أنت تسأل والطبيب يُجيب”؛ للإجابة عن استفساراتكم، واستشارة المتخصصين.. اليوم؛ معنا ومعكم؛ د. مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، ليُقدم لنا النصيحة بجانب روشتة طبية تتضمن العادات الغذائية السليمة من أجل حياة أفضل.
في البداية؛ يقول أستاذ أمراض الحساسية والمناعة: إن بناء نمط غذائي صحي يتطلب التعرف على العادات الغذائية السليمة والتخلص من العادات الخاطئة من خلال تحقيق التوازن في النظام الغذائي واتباع نمط حياة نشط وشرب كميات كافية من الماء بما يُمكن من تحقيق صحة جيدة وتحسين نوعية الحياة للأشخاص؛ مشيرًا إلى أهمية أن تتضمن الوجبات مجموعة متنوعة من الأطعمة، مثل: الخضروات، الفاكهة، البروتينات، والحبوب الكاملة، موضحًا أن هذا التنوع يضمن الحصول على جميع العناصر الغذائية الضرورية، مشددًا على عدم تناول الأطعمة المصنعة لتجنب السكريات الزائدة والدهون المشبعة والمعادن المضافة، مع مراقبة حصص الطعام التي يتناولها الشخص، وعدم تجاهل وجبة الإفطار، والابتعاد عن الوجبات السريعة على قدر الإمكان مع الامتناع عن تناول الطعام في ساعة متأخرة من الليل.
وأضاف “بدران”: أن نشأة العادات الغذائية تتأثر بعدة عوامل تتداخل مع بعضها لتشكل نمطًا للتغذية فالثقافات المختلفة لديها أطعمة وعادات غذائية خاصة بها، حيث أن تلك الموروثات والعادات الغذائية تنتقل عبر الأجيال، وتصبح جزءًا من الهوية الثقافية فالبيئة الأسرية؛ تؤثر على العادات الغذائية بدءًا من مرحلة الطفولة، إذ إن التعليم والمعرفة الغذائية الصحية؛ تُعزز تطوير عادات غذائية صحية، كما أن الحالة الاقتصادية تؤثر بشكل كبير على نوعية الأطعمة التي يستهلكها الأفراد، فمثلاً الأصدقاء يميلون لتبني عادات غذائية متقاربة لأن تجاربهم الشخصية السابقة مع الأطعمة يمكن أن تؤثر على تفضيلاتهم الشخصية الغذائية، ولا تنسى أن الإعلانات التجارية تلعب دورًا في تشكيل العادات الغذائية من خلال الترويج لأطعمة معينة، خاصة الأطعمة السريعة والمشروبات الغازية، كما أنه أيضًا من الممكن أن تكون هناك ضغوط نفسية أو عاطفية؛ يمكن أن تؤثر على العادات الغذائية، مثل تناول الطعام كآلية للتعامل مع التوتر أو الحزن، علاوةً على أن العوامل الصحية مثل حساسية الطعام أو الأمراض المزمنة؛ تتطلب تطبيق نظامًا غذائيًا خاصًا؛ دعني أقول لك أن العادات الغذائية الصحية ليست فقط وسيلة للوقاية من الأمراض المزمنة، بل هي أيضًا لتحسين جودة الحياة العامة والعيش لفترة أطول بصحة جيدة؛ إذ إن العادات الغذائية لها تأثير كبير على تطور الأمراض المزمنة وأمراض العصر.
وأكد أن الإفراط في تناول السعرات الحرارية خاصةً من خلال تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات مع عدم وجود نشاط بدني كاف؛ قد يؤدي إلى الإصابة بالسمنة مع تزايد خطر الإصابة بأمراض: القلب، السكري، ارتفاع ضغط الدم، وبعض أنواع السرطانات، لافتًا إلى أن زيادة تناول الدهون المشبعة والمتحولة وملح الطعام؛ تُزيد من نسبة الكوليسترول في الدم، مما قد ينتج عنه تصلب للشرايين، مع احتمالية حدوث نوبات قلبية أو سكتات دماغية.
وتابع: تناول كميات كبيرة من السكر والأطعمة الغنية بالكربوهيدرات البسيطة مع قلة النشاط البدني تؤدي إلى مقاومة الأنسولين وارتفاع مستويات السكر في الدم مما يؤدي في النهاية إلى مرض السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى أن عادة الإفراط في تناول الملح والأطعمة المصنعة مع قلة تناول الفاكهة والخضروات يؤدي إلى زيادة الضغط على الأوعية الدموية والقلب، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو أمراض القلب.
مشيرًا إلى أن تناول الأطعمة المقلية وقلة الألياف في النظام الغذائي والإفراط في تناول المشروبات الغازية؛ يمكن أن يُسبب اضطرابات مثل الإمساك، متلازمة القولون العصبي، وحرقة المعدة، موضحًا أن الإفراط في تناول السكريات والدهون خاصةً الدهون غير الصحية؛ يمكن أن يؤدي إلى تراكم الدهون في الكبد مما يزيد من خطر تليفه.
لافتًا إلى أن الافراط في تناول المشروبات الغازية يؤدي إلى ضعف العظام وزيادة خطر الكسور وتسوس الأسنان. كما أن الافراط في تناول اللحوم الحمراء والمصنعة، وقلة تناول الفاكهة والخضروات قد يزيد من خطر الإصابة بقلة المناعة وأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان القولون والمستقيم.
نصائح للتغذية السليمة
ونصح خبير أمراض الحساسية والمناعة، بعدة نصائح مهمة، حيث قد جاء على رأسها؛ التشديد على أهمية تناول وجبة الإفطار، مؤكدًا أن التنازل عن تلك الوجبة؛ قد يؤدي إلى سوء التغذية والتعب الدائم وانخفاض مستويات الطاقة والأداء، مع التشديد أيضًا على تبني عادات غذائية صحية؛ مثل تناول نظام غذائي متوازن غني بالفاكهة والخضروات والبروتينات والدهون الصحية والحبوب الكاملة، مع تقليل تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات المضافة وملح الطعام.
كما أكد “بدران”، على أهمية شرب الماء للحفاظ على الترطيب المناسب ووظائف الجسم في حدود ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يوميًا أو أكثر حسب النشاط البدني والظروف البيئية المواتية، إلى جانب ممارسة النشاط البدني بانتظام للحفاظ على وزن صحي، لافتًا إلى ضرورة تناول وجبة العشاء قبل النوم من 2 إلى 3 ساعات حتى لاينتج زيادة في الوزن واضطرابات النوم.