سليدر

د. مجدي بدران لـ(صوت البلد): قلة النوم تُضعف المناعة

يُعتبر النوم لفترات كافية من الأمور الحيوية التي تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية للأفراد بجانب تعزيز التركيز وتقوية الذاكرة ودعم المناعة العامة للجسم، وفي المقابل تُعتبر قلة النوم أحد أهم التحديات التي تؤثر بالسلب على صحة الإنسان، حيث أثبتت الأبحاث أن الحرمان من النوم له تأثير مباشرة على الجهاز المناعي.. (صوت البلد) التقت د. مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة؛ ليُحدثنا عن فوائد الحصول على فترات كافية من النوم؛ عبر فعاليات الفقرة الطبية التي نُقدمها للقراء تحت عنوان: “أنت تسأل والطبيب يُجيب”.

في البداية؛ يقول أستاذ الحساسية والمناعة: إن قلة النوم لا تؤثر على الصحة العقلية فقط، بل تُعتبر عاملاً مهمًا يضعف المناعة ويُزيد من احتمالية أن يُصبح الإنسان عرضة للإصابة بالأمراض؛ إذ يُعتبر تحسين نوعية النوم استثمارًا جيدًا في الصحة العامة عن طريق الالتزام بعادات نوم صحية؛ تُمكن الأفراد من تعزيز مناعتهم، وبالتالي تحسين جودة حياتهم بشكل عام؛ فالنوم لفترات زمنية كافية هو الأساس لصحة جيدة، لذا يجب أن يكون هذا الأمر أولوية للجميع.

وأضاف: ينسق جسم الإنسان العديد من العمليات الحيوية خلال النوم، بما في ذلك تجديد الخلايا وإصلاح الأنسجة، حيث يُساعد النوم الجيد على تنظيم الهرمونات، بما في ذلك تلك التي تلعب دورًا في التحكم بالشهية ومستوى الإجهاد، وبالتالي؛ فإن الحصول على فترات كافية من النوم يعزز من الصحة العامة للجسم، إذ تُشير الدراسات إلى أن قلة النوم تؤدي إلى ضعف في وظائف الجهاز المناعي نتيجة عدم تمكن الجسم من إنتاج ما يكفي من السيتوكينات، وهي مواد كيميائية تلعب دورًا مهمًا في تعزيز استجابة الجسم للعدوى، وبالتالي، يصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.

وتابع أستاذ الحساسية والمناعة: هناك علاقة إيجابية بين النوم الجيد والوزن الصحي؛ فقلة النوم قد تؤدي إلى اضطرابات التمثيل الغذائي وزيادة الوزن، بالإضافة إلى خطر الإصابة بالسمنة، حيث إن هناك نواقل عصبية تتحكم في الشهية، وهي عبارة عن مراسلات كيميائية تسمح للخلايا العصبية بالتواصل مع بعضها البعض، بما يعزز من تكون هرمون الجريلين المسؤول عن الجوع، فيما يُساهم هرمون اللبتين في الشعور بالشبع، لذلك فإن قلة النوم قد تؤثر على تنظيم التوازن بين هرموني الجوع والشبع، مما قد يتسبب في خللًا معقدًا لتنظيم الناقلات العصبية؛ فالمحرومين من النوم يميلون إلى اختيار الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية والكربوهيدرات، إذ إن التمثيل الغذائي هو عملية كيميائية يُحول فيها الجسم ما نأكله ونشربه إلى طاقة لازمة للبقاء على قيد الحياة، وقد يتباطأ التمثيل الغذائي بنسبة 15٪ أثناء النوم ليصل إلى أدنى مستوياته في الصباح، لذا فإن الحرمان من النوم يسبب اضطرابات في التمثيل الغذائي. 

وبالنسبة للساعة البيولوچية؛ فقد أكد أستاذ المناعة، أن قلة النوم تؤدي إلى تعطيل إيقاعات الساعة البيولوجية، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن، لافتًا إلى أن قلة النوم ترتبط بزيادة الإجهاد التأكسدي، وعدم تحمل الجلوكوز (سكر الدم)، ومقاومة الأنسولين، مشيرًا إلى أن عدد ساعات النوم المطلوبة للبالغين (6 ــ 8 ساعات)، والأطفال (10 ــ 12 ساعة)، مع تفضيل فترات النوم الليلية في الظلام الدامس، وبدون ضوضاء.

وأكد أستاذ الحساسية والمناعة، أن النوم لفترات كافية يُعد وسيلة لإعاده تكوين الموصلات العصبية وهي مواد كيمائية تنقل الإشارات والتعليمات بين الخلايا العصبية، حيث تُؤثر هذه المواد في الذكاء والتفكير والإبداع والمزاج والقدرة على الاستيعاب والاحتفاظ بالمعلومات وتذكر واسترجاع المعلومات المختزنة بالمخ، لافتًا إلى أن نقص أو عدم توازن هذه الموصلات العصبية يؤدي إلى معاناة الإنسان من الاكتئاب أو قله التركيز أو ضعف الذاكرة.

مضاعفات قلة النوم

وأشار “بدران” إلى أن الحرمان من النوم؛ يُقلل الانتباه ويُضعف التركيز والذاكرة، حيث إن النوم مهم جدًا لتعزيز الصحة الجسدية والعقلية، إذ يسمح النوم العميق لأنسجه الجسم بالنمو والتطور، كما يُعتبر النوم عالي الجودة أمرًا ضروريًا للتعلم والتطور الفعال لدى للأطفال، موضحًا أن قلة النوم قد تتسبب فيما يلي:

ــ زيادة إفراز كيمياء الغضب التي تُعد بوابة أمراض العصر المزمنة.

ــ زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة الشائعة بسبب فترات النوم القصيرة، ومنها: (السكر ــ ارتفاع ضغط الدم ــ أمراض القلب والأوعية الدموية).  

ــ صعوبة التحصيل الدراسي لدى الطلبة. 

ــ اضطرابات نفسية وجسدية مثل الكآبة والقلق والأرق الليلي. 

ــ قلة الانتباه وعدم التركيز وضعف الذاكرة. 

ــ الشيخوخة المبكرة وتقليل المناعة.

ــ التوتر وزيادة إنتاج مادة الكورتيزول التي تُعد أحد هرمونات التوتر، والتي تُدمر بروتين الكولاچين، وهو الصمغ الغروي الطبيعي الذي يجعل الجلد متماسكًا ومشدودًا، كما أن الكورتيزول يرفع مستوى السكر في الدم، وهذا قد يُزيد من شيخوخة الجلد.

ــ قلة إفراز مادة الميلاتونين التي تُعزز الاستجابة المناعية للجسم، بالإضافة أيضًا إلى قلة إفراز هرمون النمو الذي يعزز الشفاء.  

ــ زيادة عدد الخلايا التحسسية مع قلة النوم، مما قد يُسرع من أعراض الإصابة بالحساسية.

ــ انخفاض نسبة هرمون الليبتين الذي يُفيد في عملية تنظيم تناول الطعام واستهلاك الطاقة.

ــ ارتفاع نسبة إفراز هرمون الجريلين” الفاتح للشهية، والذي يُسبب الشعور بالجوع.

ــ قلة إفراز البروتينات الحامية للمعدة ( TFF2) المسؤولة عن إصلاح أي خلل أو تلف يصيب أنسجة المعدة والأمعاء الدقيقة فتلك البروتينات تتكون أثناء الليل، حيث تتضاعف بمقدار 340 مرة أثناء النوم، فيما تصل إلى أدنى مستوياتها في توقيت ما بعد فترة الظهيرة إلى العصر، وتقل هذه البروتينات مع قلة النوم ليلاً، مما يمهد إلى الإصابة بقرحة المعدة.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=948

موضوعات ذات صلة

اتحاد الدواجن: تراجع الإنتاج 40% بسبب خروج المربين

المحرر

جدل في الزمالك حول مستقبل لاعبه الشاب

محمود المهدي

برلمانية تطالب بكشف أسباب خصم ٣٠٪ من راتب معلمي الحصة

المحرر

المطبخ يغزو روايات عالمية وعربية بوصفاته ووقائعه

محرر الموقع

مدير معهد البساتين: زراعة النباتات الطبية والعطرية تواجه التغيرات المناخية

المحرر

الزراعة تطلق قافلتين بيطريتين لدعم المربين في شمال سيناء

المحرر