ثقافة وأدبسليدر

سامح فوزي يقرأ تحديات الوعي في زمن الرقمنة

 

في إصدار تنويري جديد، وضمن سلسلة “كتاب الهلال” لعام 2025، قدّم الدكتور سامح فوزي، كبير الباحثين بمكتبة الإسكندرية، كتابه الأحدث بعنوان “الثقافة الإنسانية.. هوامش ورسائل”، والذي يمثل محاولة جادة لاستعادة دور “الإنسان” في المشهد الثقافي المعاصر.

يطرح “فوزي” في كتابه تساؤلاً جوهرياً حول أسباب تراجع “الثقافة الإنسانية” والاجتماعية في المجتمع المصري، مقارنة بنماذج دولية تولي اهتماماً كبيراً ببناء الذات وفن التعامل مع الآخر، حيث يرى الكاتب أن الساحة الثقافية طغت عليها الكتابات الدينية والسياسية الصرفة، مما خلق فجوة في الوعي الإنساني العام الذي يجمع البشر بعيداً عن الانتماءات الضيقة.

رسائل التسامح والمواطنة

يتضمن الكتاب مجموعة من “الرسائل” التي تهدف إلى ترسيخ قيم التسامح والتفاهم، مؤكداً أن المجتمع السوي يقوم على ثقافة مشتركة مقبولة للجميع. وقد استعرض المؤلف هذه الأفكار في ندوة “كاتب وكتاب” التي عُقدت مؤخراً بالمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، تحت رعاية البابا تواضروس الثاني وافتتحها الأنبا إرميا، حيث شدد “فوزي” على ضرورة تقديم رموز الفكر الإنساني والنهضة المصرية للشباب كقدوات ملهمة.

ويرى “المؤلف” أن التحدي الحقيقي في 2025 لا يكمن في وسيلة المعرفة سواء كانت ورقية أو رقمية، بل في المحتوى الذي يحمي الأجيال الجديدة من العنف والطائفية. حيث دعا إلى ضرورة إعداد النشء للتعامل الإيجابي مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على الهوية والقيم الإنسانية الأساسية.

ويطرح “فوزي” تساؤلاً جوهرياً حول أسباب تراجع الثقافة الإنسانية والاجتماعية في المجتمع المصري. حيث يرى أن الساحة الثقافية أصبحت مزدحمة بالكتابات الدينية والسياسية الصرفة، مما أدى إلى ندرة في المحتوى الذي يركز على بناء الذات، وفن التعامل مع الآخر، والقيم الإنسانية المشتركة التي تتجاوز الانتماءات الضيقة.

وأكد المؤلف أن بناء “المجتمع السوي” يتطلب ثقافة مقبولة للجميع تهدف لترسيخ المواطنة والتسامح. وشدد على أن كتابه يهدف لمواجهة “ثقافة الفرقة” عبر استعادة رموز النهضة المصرية كقدوات ملهمة للشباب.

وأوضح الدكتور سامح فوزي، أن “التحدي ليس في كون الكتاب ورقياً أو إلكترونياً، بل في المحتوى الذي يحمي الأجيال من العنف والطائفية”. ودعا إلى ضرورة إعداد النشء للتعامل الإيجابي مع التكنولوجيا مع الحفاظ على الهوية الوطنية والقيم الأخلاقية الأساسية. مؤكداً أن التنوير كفعل مستمر، يأتي لمد الجسور بين البحث الأكاديمي الرصين والقارئ البسيط، بهدف إعادة القراءة كفعل إنساني يُنمي الروح ويُحصن المجتمع ضد دعوات الانغلاق.

يُذكر أن الدكتور سامح فوزي قد تُوج بجائزة الدولة للتفوق في العلوم الاجتماعية لعام 2025 عن هذا الكتاب؛ ما يعزز من قيمة أطروحاته التي تسعى لمد الجسور بين الفكر الأكاديمي الرصين والقارئ البسيط، بهدف إعادة الاعتبار للقراءة كفعل إنساني ينمي الروح ويحصن المجتمع.

 

 

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=9170

موضوعات ذات صلة

إجراءات وقائية لمنع إنتشار فيرس حمي غرب النيل

المحرر

في عيده الـ113.. إبداعات نجيب محفوظ تبوح بأسرار جديدة

المحرر

صلاة القلق.. سيرة المنسيين من غبار الهزائم لنهار الحرية

المحرر

حدث في شارعي المفضل.. هل من مُغيث لكوكب الأرض؟

المحرر

فوق رأسي سحابة.. هروب للقاع مع القاتل الأول!

المحرر

أحزاب : تصعيد التوتر بين إيران وإسرائيل يهدد استقرار المنطقة

المحرر