منوعات

صناديق السعادة.. رسالة طلاب الأزهر من مصر لفلسطين

في لحظة فارقة حملت معاني إنسانية عميقة، اجتمع مائة طالب من جامعة الأزهر الشريف، يمثلون أكثر من عشر دول مختلفة، ليطلقوا من أرض مصر مبادرة غير مسبوقة بالتزامن مع احتفالات يوم ماليزيا الموافق 16 سبتمبر، بتنظيم MyFundAction Middle East and Africa. المبادرة لم تكن مجرد احتفال بذكرى وطنية، بل رسالة تضامن صادقة مع فلسطين، رسمت ملامحها عبر المصاحف وصناديق السعادة.

انطلقت الفعاليات في خمس محافظات  هي: سيناء، الأقصر، دمياط، الجيزة والقاهرة. هناك، وزع الطلاب المتطوعون خمسمائة مصحف في كل موقع، ليصل العدد الإجمالي إلى ألفين وخمسمائة مصحف، جميعها وقفت في سبيل الله. إلى جانب ذلك، حملوا معهم صناديق السعادة المخصصة لأطفال فلسطين، بداخلها رسائل دعاء وأمنيات بالثبات والصبر، في لفتة إنسانية لم تخلُ من الدفء.

المشهد لم يكن تقليديا. الطلاب الماليزيين ارتدوا زيهم الوطني المعروف بـالباجو كورونغ والباجو ملايو، بينما اصطف زملاؤهم من مصر والدول الأخرى بملابسهم التقليدية، لتتشكل لوحة إنسانية فريدة تظهر تنوع الثقافات تحت مظلة واحدة هي التضامن مع فلسطين.

أحد المشاركين، الطالب الماليزي محمد فاضل عبد الرحمن، وصف تجربته قائلا: وجودنا في مصر منحنا إحساسا بالانتماء. توزيع المصاحف هنا لم يكن مجرد نشاط خيري، بل إعلان واضح أننا مع فلسطين في كل لحظة. هذه المبادرة جسدت ما نتعلمه من الأزهر عن وحدة الأمة الإسلامية

من جانبها، قالت الطالبة نور عزيزة بنت أحمد:حين سلمت صندوق السعادة لطفل صغير، ورأيت الفرحة في عينيه، شعرت أن أبسط الأفعال يمكن أن تصنع فارقا كبيرًا. هذه اللحظة ستبقى في قلبي طويلاً.

الوجة الحقيقي للأزهر

الطلاب المصريون بدورهم أكدوا أن المبادرة كانت فرصة لإظهار الوجه الحقيقي للأزهر ورسالة مصر الحضارية. يقول الطالب الأزهري أحمد عبد الستار: حين نرى زملاءنا من ماليزيا ودول أخرى شاركونا نفس الهدف، ندرك أن فلسطين ليست قضية جغرافيا فقط، بل قضية وجدان. هذه المبادرة أثبتت أن الأزهر لا يزال منارة رحمة وعلم، وأن طلابه قادرون على بناء جسور محبة

ويضيف زميله محمود عبد الله: التجربة تركت أثرا عميقا في نفوسنا. لم يكن الأمر مجرد توزيع مصاحف، بل لقاءات مباشرة مع أهالي القرى الذين استقبلونا بابتسامة صافية. الجلوس معهم، الحديث عن حياتهم، ومشاركتهم لحظات بسيطة، جعلنا نشعر أننا عائلة واحدة

وعلق الدكتور طلعت آدم، رئيس الجامعة الدولية بالإمارات، على هذه المبادرة قائلا: ما قام به طلاب الأزهر يؤكد أن التعليم لا يقتصر على قاعات المحاضرات، بل يمتد إلى خدمة المجتمعات. هذه المبادرة تبرهن أن الشباب المسلم حين يمنح الفرصة، يمكن أن يتحول إلى قوة ناعمة تعكس صورة حضارية عن الإسلام وتعيد الاعتبار لقيم الرحمة والتكافل

أما الدكتور أحمد عبد الباري،  بكلية العلوم جامعة الأقصر، فأكد أن المبادرة جاءت في توقيت بالغ الأهمية .. العالم اليوم يعيش حالة استقطاب وصراع، لكن مثل هذه الأنشطة تعيد التوازن وتمنح الشباب نموذجا عمليًا عن معنى الانتماء الإنساني. المبادرة لم تقتصر على دعم فلسطين فقط، بل حملت رسالة أن مصر كانت وستظل منصة للتواصل الحضاري بين الشعوب

هكذا، لم يكن يوم ماليزيا هذا العام مجرد مناسبة بروتوكولية، بل يومًا استثنائيا، كُتب بأيدي طلاب الأزهر، وحمل للعالم رسالة تضامن إنساني تثبت أن الخير باقٍ مهما اشتدت الأزمات.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=178

موضوعات ذات صلة

باقات تحفيزية لتسويق الأقصر وأسوان خلال صيف 2025

المحرر

مخطط تسويقي ترويجي لدير مارمينا بالإسكندرية

المحرر

تراث المتوسط بالإسكندرية للترويج السياحي

المحرر

اعلان نتيجة القرعة الالكترونية للحج السياحي للعام الحالي

المحرر

السياحة تصعيد قربة 40 الف حاج الي عرفات

المحرر

المومياء الصارخة: قصة غامضة تُعرض من جديد

المحرر