ميديا

فضائيات الفنكوش والخرافات الطبية

تُعتبر مهنة الطب من أرقى وأهم المهن الإنسانية، إذ تُسهم بشكل مباشر في صحة وسلامة أفراد المجتمع، إلا أن ظاهرة الاتجار بتلك المهنة المهمة؛ أمست تنتشر بشكل متزايد في السنوات الأخيرة من خلال قنوات إعلامية مختلفة، تعرض برامج ومحتوى رقمي غير مؤهل عبر عدد من الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث تعكس هذه الظاهرة التي تعتمد في الأساس على “بيع الهواء” وتأجير البث الإذاعي أوالمرئي استفادة بعض الأفراد من السمعة العالية لمهنة الطب بهدف تحقيق مكاسب شخصية على حساب القيم والأخلاقيات الطبية.

ولتحليل تلك الظاهرة؛ من الجانب النفسي، يوضح د. جمال فرويز، استشاري الطب، أنه من أهم أسباب انتشار هذه الظاهرة، هو الجشع المالي، إذ يسعى البعض وراء المكاسب المالية السريعة، مما يدفعهم إلى تقديم معلومات مغلوطة أو التشجيع على استخدام علاجات غير مثبتة علميًا. وذلك بجانب انخفاض الوعي الطبي؛ بسبب معاناة الكثيرون من نقص المعلومات الصحيحة، حول موضوعات صحية معينة، مما يجعلهم عرضة للاقتناع بمحتوى مضلل عبر شاشة التلفاز أو السوشيال ميديا، حيث تُسهم وسائل التواصل الاجتماعي في سرعة انتشار المعلومات، مما يمكن بعض الأفراد من تقديم أنفسهم كخبراء دون وجود خلفية علمية موثوقة لديهم. ناهيك عن شغف الجمهور بالمعلومات السريعة، بحيث تتزايد رغبة المشاهدين في الحصول على معلومات طبية سريعة وسهلة الفهم، ما يجعلهم أكثر عرضة للاعتقاد دون تدقيق.

تداعيات سلبية

وأضاف “فرويز”: إن تضليل الجمهور؛ قد يؤدي إلى غياب المعلومات الدقيقة وعدم اتخاذ قرارات صحيحة، سواء من حيث أنواع العلاجات أو نمط الحياة. كما أن هناك مسؤولية قانونية  من الممكن أن تقع على مصدر المعلومة حال تقديم معلومات طبية غير موثوقة من جانب الأشخاص الذين يتاجرون بمهنة الطب، وهو الأمر الذي يؤدي في النهاية لإضعاف ثقة المجتمع في الأطباء، حيث تُسهم ظاهرة انتشار قنوات الاتجار بمهنة الطب في تقويض الثقة التي يضعها الجمهور في المهنيين الصحيين، إذ قد يؤدي الشك في مصداقية المعلومات الطبية؛ إلى التقليل من الاعتماد على الأطباء المتخصصين.

وتابع استشاري الطب النفسي: يجب التصدي انتشار قنوات الاتجار بمهنة الطب من خلال مراقبة وسائل الإعلام، لأنه ينبغي أن يكون هناك مراقبة فعالة لمحتوى القنوات الإعلامية المتعلقة بالصحة، مع وجود عقوبات لمن يقدم معلومات مضللة أو يفتقر إلى المصداقية، وذلك إلى جانب وجود دعم من قبل الجهات الطبية الرسمية، إذ يجب دعم المؤسسات الصحية والتشجيع على استخدام منصاتها لنشر معلومات موثوقة ومحدثة، فضلاً عن ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي وتوعية الجمهور حول كيفية التحقق من مصادر المعلومات الطبية وتفادي الانجراف وراء المحتوى الإعلامي الغير موثوق فيه.

وأكد أن تلك ظاهرة التي ابتدعتها بعض القنوات الفضائية والسوشيال ميديا، مؤخرًا؛ وبشكل لافت للنظر، تُمثل تحديًا حقيقيًا للأخلاقيات الطبية ولصحة المجتمع، إذ إن التصدي لهذه الظاهرة يتطلب تضافر جهود الأطباء، والجهات الصحية، ووسائل الإعلام، والمجتمع ككل، حيث يجب أن نعمل جميعًا على تعزيز القيم الإنسانية والعلمية المرتبطة بمهنة الطب، حتى تبقى هذه المهنة نبراسًا للحياة والعطا

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=364

موضوعات ذات صلة

ترند الحفلات الشعبية بين االشهرة والمسؤولية الإجتماعية

المحرر

دينا تشعل البلبلة …موافقة ابني يجرب المساكنة

المحرر

سخرية علي مواقع التواصل بسبب أسعار المتحف الكبير

المحرر

بـ”نيو لوك”.. غادة عبد الرازق تخطف الأنظار

المحرر

إطلالة صيفية لـ روبي على شاطىء البحر

المحرر

الكثافة الطلابية داخل الفصول.. أزمة كل عام

المحرر