شؤون سياسية

قمة الرياض وحل الدولتين

فيما تتجه الأنظار إلى الرياض، حيث تستعدلاستضافة قمة عربية إسلامية لمناقشة الحرب في غزة ولبنان وتطورات الوضع الإقليمي، تتزايد التطلعات إلى أن تستخدم السعودية ثقلها الإقليمي في التوصل إلى هدنة تضع حدا للعنف الجاري. يشير المستشار يونس السبكي، الخبير الأمني والاستراتيجي، إلى أن انعقاد هذه القمة يأتي في وقت حساس حيث تتصاعد المخاوف من تصعيد الصراع بشكل أوسع يمتد ليشمل عدة أطراف إقليمية ودولية. يرى السبكي أن السعودية تدرك مدى خطورة استمرار الوضع على ما هو عليه وتعمل على استثمار ثقلها الإقليمي في إيجاد حلول عاجلة لمنع تدهور الأوضاع الإنسانية.

وفي إطار التحضير للقمة، اجتمع وزراء الخارجية العرب والمسلمين في جلسة تحضيرية بهدف مناقشة أبرز القضايا المطروحة والتوصل إلى إجماع حول الخطوات المقبلة. الدكتور طلعت آدم، عميد الجامعة الأوروبية الدولية، يرى أن استضافة السعودية لهذا الاجتماع تشكل رسالة واضحة بأنها ملتزمة بلعب دور الوسيط بين الأطراف المتنازعة، مما قد يعزز موقفها الدبلوماسي في المجتمع الدولي ويثبت ريادتها في الحفاظ على الأمن الإقليمي.

السعودية تراهن على تأثيرها من خلال هذه القمة، خاصةً بعد أسبوع من اجتماع “التحالف العالمي لحل الدولتين” الذي يهدف إلى إنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال دفع الدول المؤثرة إلى الانضمام للمبادرة. يرى الدكتور طلعت أن هذا التوجه يُظهر التزام السعودية الواضح بالدعوة إلى حل الدولتين، ويبرز موقفها كقوة دافعة للسلام في المنطقة. ويرى آدم أن هذا التحالف يمكن أن يساهم في تهدئة الأوضاع عبر وضع حل دائم قائم على حقوق الشعب الفلسطيني.

المستشار يونس السبكي يشير إلى أهمية التوقيت الذي تنعقد فيه القمة، حيث تمر المنطقة بحالة من الاحتقان والتوتر بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي في غزة وفتح حزب الله جبهة ضد إسرائيل في لبنان. ويضيف السبكي أن الرياض تستخدم دبلوماسيتها في تصفير المشاكل، وهو نهج يعتمد على حل النزاعات الإقليمية والتقليل من فرص التصعيد. ويشير إلى أن الرياض تنسق مع القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة، لتحقق دعما واسعاً لمبادرة وقف الحرب، لاسيما مع إمدادها القطاع الفلسطيني بمساعدات إنسانية في محاولة للتخفيف من معاناة السكان.

فيما يتعلق بمواقف الدول الإسلامية والعربية، يشير السبكي إلى تباين هذه المواقف؛ فبعض الدول، التي تربطها علاقات بإسرائيل، قد تتردد في اتخاذ موقف صارم ضدها، بينما تعتبر دول أخرى مناهضة لسياسات الاحتلال تمامًا. يعتقد السبكي أن هذا التباين قد يؤثر على نتائج القمة ويزيد من صعوبة التوصل إلى قرارات موحدة، إلا أن السعودية تمتلك القدرة على تجاوز هذه العقبات من خلال توجيه التركيز نحو الأهداف المشتركة.

الدكتور طلعت آدم يعتبر أن القمة تأتي في وقت حرج، لاسيما أن استمرار العنف في غزة ولبنان قد يؤدي إلى أزمة إقليمية أشد تعقيدا، ومن المهم التوصل إلى تهدئة سريعة لخفض التصعيد. يلفت إلى أن السعودية تسعى إلى دور ريادي في إنهاء النزاعات المسلحة، وإعادة التركيز إلى السعي لحل الدولتين كخيار استراتيجي طويل الأمد. ويضيف آدم أن الدعم السعودي لمبادرات السلام لا ينحصر في المنطقة فقط، بل يعكس صورة السعودية كقوة إقليمية تسعى لتحقيق الاستقرار في العالم الإسلامي.

خلال انعقاد القمة، من المتوقع أن يدعو القادة العرب والمسلمون إلى وقف فوري للعدوان على غزة ولبنان، ويتوقع السبكي أن تصدر القمة بياناً مشتركا يدين الانتهاكات الإسرائيلية ويدعو إلى دعم الشعب الفلسطيني. وبحسب مستشارين، فإن السعودية، بالتعاون مع شركائها، قد تضع ضغوطا على إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية لضمان التزامها بمبادئ حقوق الإنسان ووقف الأعمال العسكرية.

 تأمل الرياض من خلال هذه القمة في تشكيل إجماع دولي للضغط من أجل وقف الحرب، ويعتقد الدكتور طلعت أن السعودية تسعى إلى إيجاد حلول مستدامة تضمن التهدئة وتفتح الطريق لحلول سياسية تحقق الاستقرار. يضيف السبكي أن هناك رغبة دولية في أن تؤدي هذه القمة إلى إعادة التركيز على قضايا أساسية كإيجاد تسوية نهائية للقضية الفلسطينية، وهو ما يعكس رؤية السعودية المستقبلية في تحقيق سلام عادل ودائم.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=5647

موضوعات ذات صلة

نتنياهو يغلق الباب أمام هدنة مؤقتة في غزة

المحرر

لماذا تحرق قوات الدعم السريع جثث الموتى؟

محمود كرم

الجنائية الدولية تضع ليبيا أمام اختبار جديد

المحرر

عائد من الموت ومرشح للخلافة

المحرر

السودان يحترق والحكومة تغلق باب السلام

المحرر

قانون الأحوال الشخصية الجديد في ميزان الخبراء

المحرر