بعد مرور ثلاثين عامًا على عرض الجزء الأول من فيلم “كابوريا” الذي أصبح علامة بارزة في تاريخ السينما، تُعلن الأوساط الفنية عن العودة المنتظرة للجزء الثاني من الفيلم الذي شهد بداية تألق الفنان الراحل أحمد زكي في عالم البطولة السينمائية. هذه العودة التي طال انتظارها تشكل حدثًا كبيرًا في عالم السينما، وتفتح أمام الجمهور بابًا لاستعادة أحد أكثر الشخصيات التي أحبها الناس في تاريخ الفن .
وتدور أحداث الجزء الثاني حول شخصية ملاكم فقير يطمح في إنجاز بطولات وشهرة وهو ما تحقق له بعد مشاركته بالصدفة في مباراة بقصر أحد الأثرياء في محاولة لإعادة استثمار نجاح أفلام قديمة مضى على تقديمها سنوات طويلة وحققت إيرادات هامة في السينما، وتوجت بالعديد من الجوائز في مهرجانات مصرية وعربية، شرعت عدة شركات انتاج في التحضير لتصوير أجزاء جديدة من هذه الأفلام والتعاقد مع أبطال كانوا قد شاركوا فيها.
وكان الجزء الأول من فيلم “كابوريا” الذي تم عرضه عام 1990، قدم أحمد زكي شخصية “كابوريا”، الشاب الذي نشأ في أحد أحياء القاهرة الشعبية، ليصبح أحد الأبطال في عالم الرقص والموسيقى، وتتناول الأحداث صراعاته الشخصية والمهنية في هذا الوسط. كانت شخصية كابوريا التي قدمها زكي من أكثر الشخصيات المؤثرة في السينما ، حيث جسد ببراعة حياة الشاب الذي يتنقل بين الأمل والخيبة، ويواجه التحديات بقوة وعزيمة، وشارك في بطولة “كابوريا” كل من الفنانة رغدة وحسين الإمام وسحر رامي ويوسف داود وغيرهم. وهومن تأليف السيناريست الراحل عصام الشماع وإخراج خيري بشارة.
يذكر أن أحمد الشماع نجل المخرج عصام الشماع بدأ في الاعداد للجزء الثاني من فيلم “كابوريا” للإمبراطور أحمد زكي والذي يعد من أنجح الأعمال السينمائية التي قدمها الفنان الراحل.
وكشفت الفنانة سحر رامي تفاصيل تقديم جزء ثان من فيلم “كابوريا” والذي قامت ببطولته قبل 30 عاماً، وقالت :”كنت أرفض إعادة تقديم أعمال قديمة أو عمل جزء ثاني منها لأن الأصل لا يكرر ولا يقدم مرة أخرى أفضل مما تم تقديمه، فمثلاً هذا العمل عندما تم تقديمه كان مبهراً وأخذنا جائزة أفضل فيلم”.
وأشارت رامي إلى أنها “تعاقدت منذ شهر مضى على تقديم الجزء الثاني من الفيلم وكان قد كتبه عصام الشماع رحمه الله قبل رحيله وسيكمله نجله أحمد، وسأظهر ضيف شرف ضمن الأحداث والاسم المبدئي للفيلم سيكون كابوريا 2”.
بينما عن تفاصيل العمل السينمائي قالت إنه تم الاتفاق معها على استخدام نفس موسيقى الجزء الأول لعدم امتلاك حق موسيقى الفيلم، مشيرة إلى أنه لم تنته كل التعاقدات على الأبطال حتى الآن ولم يتم تحديد المخرج، حسب المصدر ذاته.
واختتمت “قدمت شخصية نور في الجزء الأول ومر عليه أكثر من 30 عاماً وبالتالي يشغلني جداً كيف ستصبح نور بعد كل هذه السنوات”، وأتمنى أن يخرج الجزء الثاني بشكل يليق بالعمل الذي غير مفاهيم السينما وقت عرضه حتى الجماهير كانت من مستوى اجتماعي مختلف ومواقع التصوير كانت مختلفة، لذلك أتمنى أن ينجح”.
“الذكريات والأثر العاطفي”
بالنسبة لجمهور أحمد زكي، الذي فقده منذ سنوات، فإن هذا الجزء الثاني سيكون بمثابة تكريم له ولأرثه الفني. ومن المتوقع أن يتضمن الفيلم إشارات إلى إرثه السينمائي، سواء عبر صور أو مشاهد تذكرنا بأدائه المميز، مما يثير مشاعر الحنين لدى محبيه.
” المستقبل بعد 30 عامًا”
على الرغم من التحديات التي قد يواجهها الجزء الثاني في مقارنة الجمهور بينه وبين الفيلم الأصلي، إلا أن هناك تفاؤلًا كبيرًا من قبل النقاد والجماهير بأن “كابوريا 2” سيكون قادراً على إحياء هذا العمل الهام، مع تقديم إضافة فنية تناسب العصر الحالي.
إن عودة “كابوريا” بعد 30 عامًا هي لحظة من لحظات تكريم تاريخ السينما المصرية، وإحياء لذكرى أحد أكبر نجومها الذين تركوا بصمة لا تُنسى.
