عربي ودولي

لماذا أقال نتنياهو وزير الدفاع من منصبه؟

أعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إقالة وزير دفاعه، يوآف غالانت من منصبه وتعيين يسرائيل كاتس الذي كان وزيرا للخارجية بدلا منه، وقال إن الخلافات بينه وبين الوزير المقال وصلت إلى مرحلة تجعل “تحقيق النصر” أمرا صعبا.

وكان غالانت يمثل صوت المؤسسة العسكرية القوي داخل حكومة الحرب وكان أيضا يمثل التيار الراغب في التوصل لاتفاق تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية.

تفاصيل الإقالة

علّق نتنياهو بالقول: “أزمة الثقة التي حلت بيني وبين وزير الدفاع لم تجعل من الممكن استمرار إدارة الحرب بهذه الطريقة”.

ومن جهته، قال غالانت في أول تعليق بعد إقالته إن أمن دولة إسرائيل “كان وسيبقى رسالته في الحياة”.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مسؤول أمني إن نتنياهو اختار السياسة على الأمن، بينما قالت القناة 12 الإسرائيلية إن نتنياهو التقى غالانت وسلمه خطاب الإقالة، في جلسة استمرت ثلاث دقائق فقط.

وأوضحت هيئة البث أن الإدارة الأمريكية “صدمت” بقرار إقالة غالانت.

وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن غالانت كان “شريكاً مهماً” للولايات المتحدة في جميع المسائل المتعلقة بأمن إسرائيل، موضحاً أن الإدارة الأمريكية ستواصل العمل “كشركاء مقربين مع وزير الدفاع الإسرائيلي القادم”.

وكان غالانت قبل ساعات، قد أصدر أوامر تجنيد جديدة تشمل سبعة آلاف من اليهود المتدينين “الحريديم”، مع ازدياد الحاجة لجنود الاحتياط بعد عام من الحرب بين الإسرائيلية في غزة.

أسباب الإقالة

كشف تقرير للقناة ال12 العبرية، الأسباب الحقيقية وراء إقالة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لوزير دفاعه، يوآف غالانت.

ووفقا لتقرير القناة، أدرك نتنياهو، أنه لا سبيل أمامه لتمرير قانون تمويل مدارس الحريديم  الذي يعرف بـ“ قانون المهاجع”، مع عدم وجود أغلبية لتشريع القانون الذي يسمح بتمويل عائلات حريدية لا تخدم في الجيش، وذلك في أعقاب إعلان جدعون ساعر أنه سيصوت ضده.

 في المقابل، أوضح الحريديم لنتنياهو أنه لن تكون لديه حكومة إذا لم يرتب الائتلاف لدعم قانون المهاجع، دون أعذار.

وبحسب التقرير قرر نتنياهو إتمام الاتفاق مع جدعون ساعر لدعم القانون الذي يشجع على تهرب اليهود المتشددين من التجنيد.

 ووفقا للتقرير، سيتولى يسرائيل كاتس منصب وزير الدفاع، وسيُمنح الوقت لصياغة قانون آخر لمسألة تجنيد الحريديم، والذي سيكون جدعون ساعر ملزماً بدعمه. وبهذه الطريقة، في جوهرها، يحل نتنياهو الخطأ السياسي الذي يجد نفسه فيه.

الخلاف على حرب غزة

يطالب غالانت بإعلان واضح من نتنياهو بخصوص مستقبل الحرب في غزة، ويطلب مناقشة بديل لحركة حماس في القطاع، الأمر الذي يرفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل “القضاء عسكرياً على الحركة الفلسطينية”.

ينتقد غالانت التأخر في الاتفاق على مستقبل غزة ما بعد الحرب المستمرة منذ أكثر من عام. ويرفض غالانت احتلالاً عسكرياً للقطاع معتبرا ذلك بأنه يشكل خطراَ على أمن إسرائيل إلى جانب الكلفة المالية والعسكرية والسياسية الباهظة لا طاقة لإسرائيل على تحملها.

إلا أن نتنياهو قال إنه “لا جدوى” من الحديث عن اليوم التالي للحرب في غزة طالما كانت حركة حماس قائمة، مجدداً تمسكه بالسعي لتحقيق انتصار عسكري، لأن غير ذلك يعني “هزيمة عسكرية وسياسية ووطنية”، حسب ما نقلت عنه صحيفة معاريف الإسرائيلية سابقا.

وقال نتنياهو إنه غير مستعد “لاستبدال حماستان بفتحستان”، في إشارة إلى السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.

وطالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بإقالة غالانت من أجل تحقيق أهداف الحرب، متهماً إياه بالفشل في السابع من أكتوبر واستمراره بالفشل حتى الآن، كما طالب وزير المالية، بتسئيل سموتيرتش، بأن يصدر رئيس الوزراء قراراً فورياً بمنع أي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة قطاع غزة، وأن يخيّر غالانت بين تنفيذ سياسة الحكومة أو الاستقالة.

وفي أغسطس الماضي، أجمعت وسائل إعلام إسرائيلية على أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “يُحضّر الأرضية لإقالة وزير الدفاع يواف غالانت على المدى القصير”، وأشارت حينها إلى أن الوزير جدعون ساعر، زعيم حزب “اليمين الرسمي”، هو أبرز المرشحين لخلافة غالانت.

الوزير الجديد

عُين يسرائيل كاتس وزيراً للخارجية في إسرائيل خلفاً لإيلي كوهين الذي أصبح وزيراً للطاقة بدلاً من الأول.

وأتى هذا التعديل الوزاري الذي تم الترتيب له مسبقاً، بعد أكثر من شهرين على اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر تشرين الأول 2023.

ويرفض كاتس أي تهدئة مع حزب الله اللبناني قبل تحقيق “النصر”، وذلك بعد اقتراح سابق لوقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً.

وقال كاتس “لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال. سنواصل القتال ضد منظمة حزب الله الإرهابية بكل قوتنا حتى النصر والعودة الآمنة لسكان الشمال إلى ديارهم”.

ردود الأفعال

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، باندلاع احتجاجات أمام منزل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث قام عشرات المتظاهرين والمحتجين على إقالة وزير الحرب الإسرائيلي يوآف جالانت، بإغلاق محور أيالون في تل أبيب الكبرى.

وفور الإعلان عن إقالة غالانت، قالت هيئة عائلات الرهائن إن الخطوة “استمرار لجهود نتنياهو لإحباط مساعي إعادة المخطوفين”.

بينما تظاهر مئات الإسرائيليين في تل أبيب، احتجاجاً على إقالة وزير الدفاع، حيث هتف المتظاهرون بشعارات مناهضة للحكومة ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، بحسب وكالة فرانس برس.

وفرضت الشرطة الإسرائيلية إغلاقات مرورية في محيط مقر إقامة نتنياهو في القدس بعد الإعلان عن إقالة غالانت.

ومن جهته، أشاد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بقرار إقالة غالانت، وقال في إشارة إلى غالانت: “لا يمكن تحقيق النصر الكامل معه”.

كما دعا زعيم المعارضة يائير لابيد كل المواطنين الإسرائيليين للخروج الليلة إلى الشوارع، ودعا عائلات الرهائن الإسرائيليين للتظاهر رفضاً لإقالته.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=4646

موضوعات ذات صلة

ناقوس الخطر يدق بالسودان.. مجاعة وخسائر بشرية مروعة

المحرر

بعد إيقاف العمل بالموازنة.. هذه خسائر سوريا بحكم الأسد

المحرر

خسائر تاريخية في أمريكا.. هذه محصلة حرائق كاليفورنيا

المحرر

مساعي إسرائيلية قديمة.. ما وراء قرار ترحيل سكان غزة ؟

المحرر

تمويل أمريكي مباشر لقتل الأبرياء بغزة

المحرر

الشتاء يقسو على أطفال غزة.. وفاة أطفال وغرق الخيام

المحرر