شؤون سياسية

نتنياهو يغلق الباب أمام هدنة مؤقتة في غزة

اصطدمت المبادرة التي قدمها الرئيس عبد الفتاح السيسي لوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة برفض قاطع من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطوة تعكس تعقيد الأوضاع الراهنة وتشير إلى صعوبة الوصول لحل سريع. وبينما تستمر جولات المفاوضات بين الوسطاء، تبدو الهدنة غير وشيكة في ظل المواقف المتصلبة من الطرف الإسرائيلي.

 تعقدت المبادرات المتعثرة أكثر من سابقتها  بعد مقتل السنوار حيث كانت الجولة الأولى من المباحثات قد اختتمت  في الدوحة و أحرزت بعض التقدم نحو اتفاق مبدئي لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين،  ولاكن بعد مقتل السنوار تعقدت الأمور فبعد لقاءات بين مدير الموساد ديفيد برنياع، ورئيس وكالة المخابرات الأميركية وليام بيرنز، ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني صارت الأمور بعيدة المنال لحدوث وقف مؤقت للحرب

.كما اقترح الرئيس عبد الفتاح السيسي هدنة تبدأ بوقف إطلاق نار لمدة يومين، يليها عشرة أيام قابلة للتمديد، وتشمل تبادل أربعة أسرى إسرائيليين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين. وتهدف الخطة إلى بناء الثقة بين الجانبين كمقدمة للتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار. لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو رفض المبادرة بشكل صارم، مؤكداً أن إسرائيل لا تتفاوض إلا تحت النار، رغم تأييد بعض المؤسسات الأمنية في إسرائيل المقترح المصري.

كما يرى المستشار يونس السبكي، الخبير الاستراتيجي ، أن رفض نتنياهو يعكس تخوفا من فقدان زمام المبادرة العسكرية والسياسية، خاصة مع تزايد الانتقادات داخل حكومته المتطرفة.كما أن نتنياهو يسعى لتفادي إضعاف موقفه الداخلي، خاصة في ظل الضغوط التي يمارسها شركاؤه المتشددون مثل إيتمار بن غفير وتسجيل سموت ريتش

في الوقت ذاته، رحبت حركة حماس بالمبادرة المصرية، لكنها طالبت بضمانات إسرائيلية قبل القبول بأي وقف لإطلاق النار. وأكد حسام بدران، القيادي في الحركة، لقناة الجزيرة أن مطالب حماس واضحة، وتشمل وفقًا كاملاً لإطلاق النار وانسحاب إسرائيليا من جميع المناطق المحتلة في غزة، بما فيها معابر فيلادلفيا ونيتساريم.

مزيد من الوقت

من جهته، أوضح الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات، أن التعنت الإسرائيلي تجاه الهدنة المؤقتة يعكس رغبة إسرائيل في كسب مزيد من الوقت لتحقيق أهداف عسكرية إضافية على الأرض. كما أشار إلى أن العامل الأمريكي، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، قد يكون مؤثرا في تأخير أي حلول سياسية للصراع .

وفي تطور آخر، أشارت تقارير إلى احتمال عقد قمة تشمل مصر وحماس لمناقشة خطوات لوقف الحرب في غزة ولبنان. كما أكد مصدر دبلوماسي لبناني أن رئيس البرلمان نبيه بري أبلغ مصر وقطر استعداد حزب الله لفصل الجبهات العسكرية وقبول القرار الدولي 1701 كجزء من تسوية شاملة.

لكن نتنياهو يبدو متمسكا بعدم تقديم أي تنازلات في هذه المرحلة، إذ يخشى أن يؤدي ذلك إلى إضعاف تماسك حكومته اليمينية المتطرفة.كما تشير مصادر دبلوماسية إلى أن المحادثات الجارية في الدوحة أظهرت بعض التقدم بخصوص تبادل الأسرى، لكن التوصل لاتفاق شامل لا يزال بعيدًا.

ويرى الخبراء أن استمرار إسرائيل في رفض أي تهدئة مؤقتة قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد، ليس فقط في غزة، بل ربما يمتد إلى جبهات أخرى مثل لبنان. ووفقا للمستشار السبكي، إسرائيل تسعى لتحقيق أهداف عسكرية قبل التفكير في أي وقف لإطلاق النار، لكن هذا النهج محفوف بالمخاطر، وقد يؤدي إلى فتح جبهات جديدة إذا استمرت المعارك بلا هوادة

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=5678

موضوعات ذات صلة

غارة نوعية تعصف بالحوثيين وتربك المشهد اليمني

المحرر

اهتمام أمريكي غير مسبوق بملف الرهائن

المحرر

خروقات وانتهاكات الانتخابات البرلمانية.. من يقف وراءها؟

محمود كرم

ترامب يغازل الناخبين المسلمين

المحرر

أول تشريع لتقنين وضع اللاجئين في مصر

المحرر

تصريحات القائد العسكري لهيئة تحرير الشام هل تنجح

المحرر