ثقافة وأدب

نقاد يحتفون برضوى عاشور في القومي للترجمة

احتفى المركز القومي للترجمة بالكاتبة والناقدةالدكتورة رضوى عاشور خلال المؤتمر الذي أُقيم بعنوان “رضوى عاشور وهرمنيوطيقا الترجمة”، وذلك إحياءً لذكرى رحيلها، واحتفاءً بالعلاقة الوطيدة بين أعمال رضوى عاشور والترجمة على تنوع مساراتها وأوجهها المتعددة.حضر المؤتمر نخبة من أساتذة الأدب والنقد والترجمة، وعلى رأسهم الدكتورة كرمة سامي، رئيس المركز القومي للترجمة، والدكتورة نبيلة قطب الحاصلة على عدة جوائز في النقد الأدبي، ودعاء نصر الباحثة والمترجمة، والدكتورة نرمين الشرقاوي أستاذ مساعد الأدب الألماني والترجمة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور شكري مجاهد أستاذ الأدب الإنجليزي بكلية التربية بجامعة عين شمس، وغيرهم من صفوة أساتذة الجامعات.قالت الدكتورة غادة كمال، أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب بجامعة القاهرة، إن السيرة الذاتية للكاتبة والناقدة الأدبية رضوى عاشور، والتي بدأت كتابتها في عمر الرابعة والستين، بينت أن علاقتها بوطنها وعائلتها وطلابها ومعارفها لا تزيد عن أن تكون علاقة عضوية، بمعنى أنها لا تزيد عن أن تكون عضوًا في عائلتها أو بين طلابها أو معارفها.وأكدت أن الكاتبة ظلت حريصة على عدم تصدير رسائل تشاؤم للقراء، فكانت دومًا تحاول التعامل مع الهزيمة، مؤكدةً أن عقيدتها لم تكن نابعة من قوة جسدية أو نفسية، ولكنها لم تأخذ الاكتئاب المزمن الذي عانت منه على محمل الجد، ففي نهاية المطاف تقوم وتذهب إلى الجامعة لتلقى طلابها بوجه مشرق، وحين يراودها اليأس تقول لنفسها لا يجوز.واختتمت كمال بأن موت رضوى عاشور لم يكن هزيمة ما دامت حكايتها قابلة أن تُروى. ومن جهتها قالت الدكتورة نبيلة قطب الحاصلة على ماجيستير النقد الأدبي من كلية دار العلوم بجامعة المنيا، والتي نالت عدة جوائز في مجال النقد الأدبي، إنها أعدت دراسات تتناول فعل الترجمة عند رضوى عاشور، حيث تناولت الدراسات “ثلاثية غرناطة”، ورواية “أطياف”.احتفاء نقديجاء ذلك خلال المؤتمر الذي أقامه “المركز القومي للترجمة” بعنوان “رضوى عاشور وهرمنيوطيقا الترجمة”، وذلك إحياءً لذكرى رحيلها، واحتفاءً بالعلاقة الوطيدة بين أعمال رضوى عاشور والترجمة على تنوع مساراتها وأوجهها المتعددة.وأوضحت قطب أن فعل الترجمة عند رضوى عاشور هو فعلًا “هوياتيًا” اتبعته طيلة الرواية، فهي لم تستخدم أية مصطلحات أجنبية في ترجمتها، فهي التي عرفت بقوميتها وثورتها.وأضافت أن الترجمة اللفظية قد تؤدي إلى خسارة المعنى او عدم إيضاحه، مؤكدةً أننا إن أهملنا اللفظة الأجنبية سنذكر مقابلًا لها، لافتةً إلى أن رضوى عاشور عملت على تأكيد الهوية بالترجمة المعجمية.وأضافت: “لم أجد في الروايات محل الدراسة لفظة إنجليزية أو فرنسية، فهي تناقش بعدًا هوياتيًا”.وقالت دعاء نصر باحثة ومترجمة بوزارة المالية، والحاصلة على ماجيستير الأدب الإنجليزي تحت إشراف الدكتورة رضوى عاشور، إن الترجمة الذاتية لرضوى عاشور في البداية كانت مرتبطة بالحركات الفكرية، ثم شهدت عدة تطورات.وعرفت نصر الترجمة الذاتية بأنها جنس أدبي يحمل مجموعة من العمليات الشعورية والعقلية نستدل منها على شخصية الكاتب، مؤكدةً أنها من أكثر أنواع الترجمة صدقًا، وأنها حاضر بقوة في روايات رضوى عاشور.وأكدت أن رضوى عاشور في رواية “قطعة من أوروبا” تتوارى وراء إحدى شخصياتها التي تؤرخ القاهرة، فتجمع بين التأريخ والشكل الروائي، لتمثل قطعة من رضوى في طفولتها وشبابها، فيما تأتي “أثقل من رضوى” على هيئة قطوف من التاريخ تتدلى على وقائع حياتية لها، وكذا تعبر “تقارير السيدة راء” عن مرحلة وجود التجربة الذاتية.وأوضحت نصر أن الترجمة الذاتية تأتي أحيانًا كواقع، وأحيانًا أخرى تأتي كخيال أو تجربة، أما الرواية فهي خيال مع ذكر وقائع تاريخية أحيانًا، لافتةً إلى أنهما يتفقان في عنصر التشويق.خمسة عناصر
وخلال ورقتها البحثية ، أوضحت الدكتورة نيرمين الشرقاوي أستاذ مساعد الأدب الألماني والترجمة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إن ترجمة الذات عند رضوى عاشور تتجلى في كتاب “الرحلة”، حيث تستعرض أيام طالبة مصرية في أمريكا، وهو يعد باكورة الأعمال الأدبية المنشورة لها.وأضافت: “في أدب الرحلة تنكشف الذات من خلال علاقتها بذاتها والآخر، أما في أدب السيرة، فتتجلى الذات بشكل أكثر مباشرةً، وفي الحالتين يكون النص هو مرآة الذات لتتجاوز حدودها وتلامس البعد الإنساني العام.وحللت عناصر ترجمة الذات في “الرحلة”، إلى خمسة عناصر هم: الصورة، والبعد السياسي، والبعد النسوي، والبعد الشخصي، والترجمة، مبينةً أنها نجحت في إزالة الحواجز بين الخاص والعام، لافتةً إلى حضور الترجمة الشعرية ف الإنجليزية إلى العربية في “الرحلة”، التي عبرت عن الترجمة – بمعناها المجازي – لذات تبحث عن الحرية والمعنى.وتميز المشروع الأدبي لرضوى عاشور بثيمات االتحرر الوطني والإنساني، وتُرجمت بعض أعمالها إلى الإنجليزية والإسبانية والإيطالية والإندونيسية، وهي قاصة وروائية وناقدة أدبية ومترجمة وأستاذة جامعية مصرية.وترجمت رضوى عاشور بعض قصائد مريد البرغوثي إلى الإنجليزية، كما أشرفت على ترجمة الجزء التاسع من موسوعة كامبيردج في النقد الأدبي إلى العربية.وتناول المؤتمر الترجمة بمعناها الفعلي لأعمال رضوى عاشور إلى لغات مختلفة أو ما ترجمته هي من أعمال إلى اللغة الإنجليزية أو العربية، وكذلك الترجمة كمجاز دال ومهيمن على أعمالها وتنقلها من النص التاريخي إلى السردي والتناص الترجمي في متن النص الإبداعي.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=4700

موضوعات ذات صلة

لوران موفينيه يخطف “غونكور” برواية تفتح باب الذكريات

المحرر

مفكرون وباحثون: لا استقرار للمنطقة بدون الدولة الفلسطينية

المحرر

الاثنين المقبل.. الأوبرا تعرض عفوية فنية بالمصري

المحرر

نداهة أصيل .. ترجمة ذات تتوق إلى النور والانتماء

المحرر

إحياء التراث المعماري.. تجارب منفردة تفتقد الرؤية الشاملة

المحرر

لماذا يصر الروائيون العرب على استعادة حقبة الأندلس؟

المحرر