يعود الفنان سامح حسين إلى الشاشة الكبيرة بعد غياب دام ست سنوات، من خلال تجربة سينمائية فريدة من نوعها تجمع بين الخيال العلمي والفانتازيا في فيلمه الجديد “استنساخ”، الذي يُعرض قريبًا في دور السينما ، مع خطط لتوسيع العرض في أنحاء الوطن العربي لاحقًا.
وكان سامح حسين قد أعلن عن الفيلم عبر حسابه الرسمي على موقع “إنستجرام” ، كاشفًا عن البوستر الدعائي والإعلان الرسمي، واصفًا العمل بأنه “تجربة مختلفة كليًا على شاشات السينما، في عالم تتغير فيه الحقائق كل يوم”، مشيرًا إلى أن الفيلم سيُعرض رسميًا في جميع دور العرض المصرية بدءًا من 9 أبريل.
تدور أحداث فيلم “استنساخ” في إطار من الغموض والإثارة، حيث يناقش التأثير المتصاعد للذكاء الاصطناعي على المجتمع الإنساني، ويعيد النظر في المفاهيم التقليدية من خلال حبكة تتداخل فيها الخطوط بين الواقع والافتراض. الفيلم من تأليف وإخراج عبدالرحمن محمد، ويتميز برؤية بصرية متطورة، ومضمون فكري عميق يتناول تحديات التكنولوجيا ومستقبل البشرية.
الفنانة هبة مجدي، التي تشارك في بطولة الفيلم، أثارت مزيدًا من الغموض بعد نشرها الإعلان الترويجي على حسابها الرسمي، مرفقًا بتعليقها: “بين الواقع والافتراضي، تختلط الحقيقة بالأوهام”. وقالت إن فكرة الفيلم جذبتها منذ اللحظة الأولى، لما يحمله من أبعاد درامية وإنسانية غير معتادة، وأشادت بتجربتها مع سامح حسين، واصفة إياه بـ”الفنان الشاطر والمجتهد”.
وأضافت أن أحد أبرز دوافعها للمشاركة في الفيلم كان الاعتماد على أسلوب تصوير حديث يستخدم تقنيات الواقع الافتراضي، مؤكدة أن “استنساخ” يحمل رسالة مهمة للجمهور ويمثل نقلة نوعية في الأعمال السينمائية المصرية.
اللافت في هذا العمل هو اعتماده على فريق فني شاب، إذ أشرف على إدارة التصوير محمد الدسوقي، بينما قام بتصميم شريط الصوت فادي رفعت، وتولى تصحيحه ميشال ماجد، وجميعهم لم يتجاوزوا الثلاثين من أعمارهم، ما يعكس روح الابتكار والتجديد التي يحملها الفيلم.
لاقى الإعلان الرسمي تفاعلًا واسعًا من الجمهور، وأشاد عدد من المتابعين بالحبكة المشوقة والجرافيك المميز، معتبرين الفيلم تجربة “مختلفة وشديدة الجنون”. وكتب أحد المتابعين: “لسه فيه أمل إننا نعمل أفلام تحترم عقول الناس… إعلان فيلم استنساخ ملفت جدًا”.
رغم الأصداء الإيجابية، واجه الفيلم حملة انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، دفعت المخرج عبدالرحمن محمد للرد عبر صفحته على فيسبوك بدعوة لدعم العمل، قائلاً: “ساعدوني في نشر هذه المعلومات في وجه الحملات الممنهجة التي تستهدف العمل وبطله… أنا لا أملك إلا نفسي وأياكم وربنا في ظهرنا إن شاء الله”. وتابع: “ما لا تعلموه أن هذا هو سحر الظن الحسن بالله… كان ممكن أعمل فيلم كوميدي بسيط وأكسب قرشين، لكن ما ادخرت تعب ولا مجهود، بل أنفقت عليه أكثر من نصف مدخراتي إيمانًا بأهمية رسالته”.
“استنساخ” يبدو كأحد الأعمال التي تسعى لخلق نقلة نوعية في السينما المصرية، من خلال المزج بين الترفيه والرسائل المجتمعية العميقة، وسط تحديات كبيرة يواجهها صُنّاعه. وبين مؤيد ومعارض، يبقى جمهور السينما هو الحكم الأول والأخير عند نزوله إلى دور العرض.