ثقافة وأدب

الأزهري: التكفيريون يُروّجون الفتن.. وفكرهم باب كل شر

في لقاء فكري مهم وموسع بحضور عدد كبير من علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، حذر الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف من أن 40 تيارا تكفيريا تدّعي الإسلام، وتتبنى أفكارا تروج للفُرقة والفتنة. وأوضح الوزير ـ في اللقاء الذي استضافه معرض القاهرة الدولي للكتاب ضمن الأنشطة الثقافية لمحور “مع الفكر” ـ أن التيارات التكفيرية تتبنى نحو سبع أفكار رئيسية مشتركة، من بينها فكرة “الفرقة الناجية” و”الجهاد” و”الولاء والطاعة” و”الحاكمية” و”الجاهلية”.

استهل الدكتور أسامة الأزهري حديثه مشيرا إلى أهمية معرض الكتاب الذي يُعد ثاني أكبر المعارض أهمية في العالم، لافتا إلى أن المعرض استهل أولى دوراته في الستينيات، ومازال باقيا حتى الآن، وقد تحول إلى حدث ينتظره العديد من أعلام العلم والثقافة، إضافة إلى عشاق الكتاب من جميع أنحاء العالم.

وقال: يعد معرض الكتاب بمثابة شبكة للتلاقي بين الناشرين والقراء، فضلا عن كونه حدثا يعزز دور مصر البارز في مجال العلم والمعرفة، وهو الدور الذي تتبناه مصر عبر تاريخها، وهذا ما أود أن أوصي به الأجيال القادمة.

رواد معرض الكتاب يتابعون حديث وزير الأوقاف

وتناول الوزير دور وزارة الأوقاف في مكافحة الفكر التكفيري، موضحا أن هذا الموضوع يرتبط بشكل وثيق بمفهوم التصوف. وأشار إلى أن التصوف قد تم تشويهه بشكل كبير في بعض الأحيان، وتم إلصاق العديد من التهم به، بينما هو في جوهره يعكس تعاليم الإسلام السامية.

وأضاف الأزهري: لقد جُلت في العديد من الدول لأكون متحدثا باسم المسلمين، محذرا من التكفير، حيث سعت وزارة الأوقاف لبناء جسور بين الحضارات ومنع انتشار الفتن.

احذروا: 40 تيارا تكفيريا

وقال الوزير: نحن في وزارة الأوقاف نتبع المنهجية الأزهرية، حيث نعتبر التكفير أمرا في غاية الخطورة، وهو باب كل شر. وفي الآونة الأخيرة، تمكنا من إحصاء حوالي 40 تيارا تكفيريا، مثل: الإخوان والجماعات الجهادية، وغيرها من التيارات التي تدعي الإسلام، ولكنها في الحقيقة تتبنى أفكارا تروج للفرقة والفتنة.

وأضح أن التكفير كان بداية كل شر عبر التاريخ، مشيرا إلى أن الفكر التكفيري ظهر أولا في عهد الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه،  مع الخوارج، ثم اختفى لفترة قبل أن يظهر مجددا في فكر بعض الجماعات، مثل: الإخوان وداعش.

التصوف تعرض للظلم

وتحدث وزير الأوقاف عن التصوف، فأوضح أنه لا يعني سوى صدق الباطن والاعتراف بالجهل عند عدم المعرفة. وقال: من يدعي العلم وهو جاهل، فهو كمن يبني بيتا على أساس هش، وهذا البيت سينهار في يوم من الأيام.

وأضاف وزير الأوقاف أن التصوف تعرض للظلم واتهم بكل التهم التي هو براء منها. وقال: هناك أنواع من التصوف: الأول يتخذ مظاهر شعبية وقريبة من البيع والشراء، مثل تصوف الموالد. والنوع الثاني هو التصوف الفلسفي، مثل تصوف ابن عربي وابن سبعين. أما النوع الثالث فيتمثل في التصوف الذي يسعى لتحقيق التوازن بين الجسد والنفس والعقل والروح.

وأشار الوزير إلى أن التصوف يعد وسيلة لتقويم سلوك الإنسان، وتحجيم النفس البشرية التي قد تدفع الإنسان إلى ارتكاب الخطايا. وأكد أن التصوف هو العلاج لكل سلوك غير سوي في المجتمع، مثل التلاعب بالمال العام أو نشر الشائعات والكذب على وسائل التواصل الاجتماعي.

واختتم الوزير كلامه مستشهدا بقصة سري الدين الصفدي، الذي استغفر الله طوال 30 سنة بعد أن أدرك أن فرحته بنجاة دكانه في حادث حريق كانت على حساب فزع الآخرين، لافتا إلى أن التصوف يساعد في تهذيب النفس وتصحيح السلوك.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=543

موضوعات ذات صلة

المدن التراثية في المنتدى الحضري العالمي

المحرر

مبدعات سوريا .. شهادات الخروج من نفق الاستبداد للنور

المحرر

حمدي السطوحي: الخط العربي فن يعزز الهوية

المحرر

د. خالد أبو الليل: جائزة التفوق تكريم للبسطاء.. ويحذر

المحرر

الملك لير يصارع أقداره من جديد على خشبة المسرح

المحرر

الشخصية المصرية في ندوة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب

المحرر