تكنولوجيا واتصالات

الألعاب الإلكترونية: متعة الشباب خطر يهدد الطلاب

لم يعد استخدام الألعاب الإلكترونية مجرد نشاط ترفيهي للشباب، بل أصبح أحد العناصر الرئيسية في حياة الكثيرين منهم. ومع تزايد شعبية هذه الألعاب بشكل كبير، تبرز أسئلة عديدة حول تأثيرها على الصحة العقلية والجسدية للطلاب. هل يمكن أن تشكل الألعاب الإلكترونية تهديدًا حقيقيًا على الطلاب؟ وهل يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على دراستهم وحياتهم الاجتماعية؟

تشير الإحصائيات إلى أن نسبة كبيرة من الشباب يقضون ساعات طويلة يوميًا في لعب الألعاب الإلكترونية. وفقًا لدراسة أجرتها “الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال” في عام 2022، فإن 90% من الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عامًا يستخدمون الألعاب الإلكترونية بانتظام. قد يكون لهذا التعلق تأثيرات مختلفة تعتمد على طبيعة الألعاب والمدة الزمنية التي يقضونها أمام الشاشات. فبينما توفر بعض الألعاب تنمية مهارات التفكير الاستراتيجي وحل المشكلات، يمكن أن تؤدي أخرى إلى الإدمان وتراجع الأداء الدراسي.

تأثيرات صحية ونفسية علي الطلاب

الإدمان: واحدة من أخطر المشاكل التي قد تواجه الطلاب هي الإدمان على الألعاب الإلكترونية. يتجلى هذا الإدمان في قضاء ساعات طويلة بشكل متواصل في اللعب، مما يؤثر على وقت النوم والدراسة والأنشطة الاجتماعية. هذا النوع من الإدمان يمكن أن يؤدي إلى تدهور الأداء الدراسي والتأثير على العلاقات الاجتماعية.

التوتر والقلق: بعض الألعاب قد تكون مصدرًا للتوتر والقلق، خاصة تلك التي تتطلب التركيز الشديد والردود السريعة. وقد يعاني الطلاب من التوتر العصبي والقلق المستمر بسبب التفكير المستمر في تحقيق النقاط العالية والفوز في اللعبة.

قلة النشاط البدني: جلوس الطلاب أمام الشاشات لساعات طويلة يمكن أن يؤدي إلى قلة النشاط البدني. هذا الخمول البدني قد يؤدي إلى زيادة الوزن ومشاكل صحية مرتبطة بالسمنة.

تأثيرات على الأداء الدراسي

تراجع الأداء الأكاديمي: تقضي الألعاب الإلكترونية الكثير من وقت الطلاب، مما قد يؤثر على تركيزهم وانتباههم في الدراسة. بعض الطلاب قد يجدون صعوبة في تحقيق التوازن بين اللعب والدراسة، مما يؤدي إلى تراجع الأداء الأكاديمي. وقد ينشغل الطلاب بتفاصيل الألعاب ومغامراتها على حساب الدراسة والواجبات المدرسية. هذا الانشغال يمكن أن ينعكس سلبًا على تحصيلهم الأكاديمي.

تأثيرات اجتماعية

 قد يؤدي الإدمان على الألعاب الإلكترونية إلى انعزال الطلاب اجتماعيًا، حيث يفضلون قضاء الوقت في اللعب بدلاً من التفاعل مع أقرانهم وأفراد الأسرة. هذا النوع من العزلة يمكن أن يؤثر سلبًا على تنمية مهاراتهم الاجتماعية والعلاقات الشخصية و قد تتسبب الألعاب في حدوث خلافات داخل الأسرة بسبب قضاء الطلاب وقتًا طويلاً في اللعب بدلاً من المشاركة في الأنشطة الأسرية. هذا الأمر يمكن أن ينعكس سلبًا على العلاقات الأسرية وأجواء المنزل.

 آراء الخبراء

وفقًا للدكتور أحمد عبد الله، أستاذ علم النفس في جامعة القاهرة، فإن “الألعاب الإلكترونية يمكن أن تكون وسيلة ممتازة لتطوير مهارات التفكير الاستراتيجي والقدرة على حل المشكلات إذا استخدمت بشكل معتدل. ولكن الإفراط في استخدامها يمكن أن يؤدي إلى الإدمان ومشاكل نفسية مثل القلق والتوتر”. ويضيف الدكتور عبد الله: “يجب على الأهل مراقبة وقت اللعب وتنظيمه لضمان عدم تأثيره سلبًا على حياة الطلاب”.

كما تشير الدكتورة ليلى محمود، أخصائية الطب النفسي للأطفال والمراهقين، إلى أن “الألعاب التي تحتوي على عناصر عنف يمكن أن تؤثر على سلوك الطلاب وتجعلهم أكثر عدوانية. لذا، من المهم اختيار الألعاب بعناية وتشجيع الطلاب على ممارسة الأنشطة البدنية والاجتماعية بجانب اللعب”.

بينما توفر الألعاب الإلكترونية بعض الفوائد مثل تنمية مهارات التفكير والاستراتيجية، يجب التعامل معها بحذر ووعي. يجب على الأهل والمربين تشجيع الطلاب على تنظيم وقتهم وتحديد فترات محددة للعب لتجنب الآثار السلبية. من الضروري تقديم توعية كافية حول المخاطر المحتملة للألعاب الإلكترونية وأهمية التوازن بين اللعب والدراسة والأنشطة الاجتماعية.

التعامل الواعي مع الألعاب الإلكترونية يمكن أن يسهم في تحقيق توازن صحي بين الترفيه والتعليم، وبالتالي يحافظ على صحة وسعادة الطلاب.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=163

موضوعات ذات صلة

بدء التقدم للنداء الثاني لبرنامج تمويل الشراكات العلمية

المحرر

خلل تقني في “إكس”.. اعرف التفاصيل

المحرر

عطل تقني تسبب في توقف العالم.. كيف يمكن تفاديه؟

المحرر

أشباه الموصلات.. سلاح السيطرة على الابتكار

المحرر

تنظيم الاتصالات يُغرم شركات المحمول 33 مليون جنيه

المحرر

كيف تصدرت مصر مؤشر الأمن السيبراني العالمي ؟

المحرر