ميديا

الإعلامية رضوى الشربيني ازدواجية الفكر النسوي

 السنوات الأخيرة، تصدرت الإعلامية المصرية رضوى الشربيني المشهد النسائي وأصبحت رمزا للفكر النسوي المتحرر، من خلال برنامجها الذي يقدم نصائح متعلقة بالاستقلالية النسائية والمساواة بين الرجل والمرأة. كانت رسائلها موجهة بصفة خاصة إلى النساء في مصر والعالم العربي، لتشجيعهم على التمرد على الضغوط الاجتماعية والمطالبة بحقوقهن. إلا أن هذه الرسائل تسببت، بحسب آراء العديد من المتابعين والنقاد، في تدمير العديد من الأسر، حيث اتبعت بعض النساء نصائحها بشكل مفرط، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الطلاق وتفكك الأسرة.

من خلال شاشات التلفزيون وصفحات التواصل الاجتماعي، ظهرت رضوى الشربيني مرارًا وهي تقدم النصائح حول كيفية تعامل النساء مع أزواجهن، وتحثهن على اتخاذ مواقف حازمة تجاه أي تعديات أو انتقاص من حقوقهن. ركزت بشدة على أهمية المساواة بين الجنسين، داعية النساء إلى رفض سيطرة الرجل وعدم القبول بتعدد الزوجات تحت أي ظرف، مؤكدة أن المرأة تستحق أفضل مما يقدمه لها المجتمع التقليدي.

 التناقض الفاضح

في تطور مفاجئ، أقدمت رضوى الشربيني على خطوة أثارت ضجة واسعة في الأوساط الإعلامية والاجتماعية، حيث تزوجت من رجل الأعمال قيس محمد، وهو رجل متزوج بالفعل ولديه أبناء. هذا الأمر أثار دهشة واستياء الكثيرين، خاصة أن الشربيني كانت تدعو، في حلقاتها التلفزيونية، النساء إلى رفض الزواج من الرجل المتزوج، وتؤكد أن هذا النوع من العلاقات يعتبر خيانة لأنفسهم ولحقوقهن كامرأة تستحق الحب الكامل والاهتمام الكامل من الرجل.

لم يكن الزواج بحد ذاته هو ما أثار الجدل، بل التناقض الصارخ بين ما دعت إليه الشربيني وما انتهت إليه. فهي، التي كانت على مدار سنوات تسعى لتشكيل عقلية النساء بشكل يتماشى مع الفكر الغربي المتحرر، وجدت نفسها تقبل بالزواج من رجل متزوج، وهو ما يعكس انفصالاً بين ما تقول وما تفعل.

رضوى والانسحاب من الإعلام

إذا كان زواج رضوى الشربيني قد أثار الجدل، فإن قرارها الأخير بالابتعاد عن الإعلام قد أثار المزيد من التساؤلات حول حقيقة مبادئها ومدى تمسكها برسالتها. الشربيني، التي طالما رفعت راية حرية المرأة في اتخاذ قراراتها دون أي تأثير خارجي، تراجعت فجأة عن مشوارها الإعلامي الناجح استجابة لرغبة زوجها الجديد. بحسب ما تناقلته بعض المصادر، طلب منها قيس محمد الابتعاد عن العمل الإعلامي والتفرغ للمنزل، وهو الأمر الذي وافقت عليه دون تردد.

هذه الخطوة تعزز من رؤية البعض أن رضوى الشربيني لم تكن فعلاً رمزا للنضال من أجل حقوق المرأة، بل كانت تستخدم الفكر النسوي كوسيلة لتحقيق الشهرة والنجاح الشخصي. فعندما تعلق الأمر بحياتها الشخصية، تنازلت عن تلك المبادئ التي كانت تدعو إليها دون تردد، ما يطرح تساؤلات حول مدى صدق تلك الدعوات ومدى ارتباطها بمصلحة المرأة الفعلية.

النتائج الاجتماعية المترتبة

منذ أن بدأت رضوى الشربيني في تقديم نصائحها للنساء، وجهت إليها انتقادات من قبل عدد من المتابعين والخبراء في العلاقات الأسرية، الذين رأوا أن نصائحها قد تضر أكثر مما تنفع. فبعض النساء، تحت تأثير كلام الشربيني، قد سعين إلى تطبيق تلك النصائح بحذافيرها، ما أدى إلى انهيار العلاقات الزوجية وزيادة حالات الطلاق، هذا الواقع المرير يعكس خطورة التأثير الإعلامي على حياة الأفراد، خاصة عندما تأتي النصائح من شخصيات عامة يثق بها الناس ويعتبرونها قدوة.

وفي الوقت نفسه، فإن رضوى الشربيني، التي طالما تحدثت عن أهمية الاستقلالية ورفض السيطرة الذكورية، وجدت نفسها في موقف يجعلها تتراجع عن تلك المبادئ من أجل الحياة الزوجية. هذا التحول في موقفها الشخصي قد جعل الكثيرين يعيدون التفكير في قيمة تلك النصائح ومدى مصداقية من يقدمها.

ازدواجية المعايير 

لا شك أن ازدواجية المعايير التي أظهرتها رضوى الشربيني تفتح الباب أمام مناقشات أوسع حول الفكر النسوي ومصداقيتة في المجتمعات العربية. فالكثير من النساء اللواتي تبنين هذا الفكر واجهن انتقادات بسبب تناقض مواقفهن الشخصية مع المبادئ التي يدعون إليها. قد يكون من الطبيعي أن تتغير مواقف الشخصيات العامة مع مرور الوقت، لكن أن يكون التغيير بهذه السرعة وهذا التناقض الواضح بين القول والفعل، فإن ذلك يثير الكثير من الشكوك حول مدى عمق الإيمان بتلك الأفكار.

في النهاية، يبدو أن ما تعرضه رضوى الشربيني من مواقف هو نموذج لما يحدث عندما يتحول الفكر النسوي إلى مجرد شعارات تستخدم لتحقيق أهداف شخصية، دون أن يكون هناك التزام حقيقي بتطبيق تلك المبادئ في الحياة اليومية. قد تكون الشربيني، مثلها مثل كثيرات، وجدت نفسها في مواجهة الحقيقة المرة: أن الشعارات المثالية لا تصمد طويلاً أمام الواقع المعقد للحياة.

إن قضية رضوى الشربيني وزواجها وتنازلها عن عملها الإعلامي تبرز مشكلة أكبر تتعلق بمدى استمرارية الفكر النسوي في مواجهة تقاليد المجتمع وتحديات الحياة الزوجية. فإذا كانت واحدة من أبرز رموز النسوية في مصر تتراجع عن مبادئها، فما هو مصير تلك الأفكار في ظل المتغيرات الشخصية والاجتماعية؟

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=1015

موضوعات ذات صلة

الكثافة الطلابية داخل الفصول.. أزمة كل عام

المحرر

ترند الحفلات الشعبية بين االشهرة والمسؤولية الإجتماعية

المحرر

ميدو يكشف سبب إيقاف برنامجه على قناة المحور

المحرر

فضائيات الفنكوش والخرافات الطبية

المحرر

تشكيل العقول تحت المجهر في الإعلام الناعم

المحرر

دينا تشعل البلبلة …موافقة ابني يجرب المساكنة

المحرر