سليدر

الجنون.. بين الحقيقة والخيال

تُعتبر مسألة الجنون من أكثر المواضيع إثارة للجدل في المجتمعات المختلفة؛ فبينما يراه البعض حالة طبية تتطلب العلاج والدعم؛ يعتبره آخرون مجرد خرافة أو وصمة اجتماعية. في هذا التحقيق؛ نستعرض الحقائق العلمية حول الجنون لنكشف الستار عن هذا المرض المعقد.

يُعرف الجنون تقليديًا بأنه حالة من الاضطراب العقلي تؤثر على التفكير والسلوك. لكن ما هو التعريف الدقيق للجنون؟ وكيف يختلف من ثقافة إلى أخرى؟

يُوضح الأطباء النفسيون، أن الجنون ليس مجرد حالة واحدة، بل هو مصطلح شامل يشمل مجموعة من الاضطرابات النفسية مثل الفصام، الاكتئاب الحاد، والاضطراب ثنائي القطب.كما أن هناك آراء ومعتقدات في بعض الثقافات، تُعتبر الجنون علامة على الارتباط بالعالم الروحي أو قوة خارقة. “صوت البلد” التقت د. جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، لمناقشة حقيقة مرض الجنون وماهيته.

في البداية؛ قال استشاري الطب النفسي، لا يوجد تشخيص مرضي اسمه الجنون؛ فكلمة جنون مجرد لفظ عام تاريخي، أما ربط المرض النفسي بكلمة جنون؛ مأخوذة من المس بالجن، ولكن على أرض الواقع؛ فإن الأمراض النفسية؛ هي أمراض عضوية ناتجة عن تغير في النواقل العصبية بالمخ؛ وهو ما أوضحه آخر بحث علمي قد أجري في هذا الشأن (مايو ٢٠٢٥) في انجلترا، إذ قد تمت الإشارة إلى أن الأمراض النفسية وتغيرات النواقل العصبية؛ ناتجه عن أمراض أو إصابات في بعض الأجهزة العضوية بجسم الإنسان.

د. جمال فرويز

وأشار استشاري الطب النفسي إلى أنه على مر العصور، فقد تم التعامل مع الجنون بطرق مختلفة؛ ففي العصور القديمة؛ كان يُعتقد أن الجنون ناتج عن تأثيرات خارقة أو غضب الآلهة، وغالبًا ما كان يُعالج بالطقوس الدينية، وفي العصور الوسطى؛ تم اعتبار المجانين كأشخاص ملعونين، ليتم احتجازهم في مؤسسات خاصة. أما في العصر الحديث ومع تقدم الطب النفسي؛ فقد بدأ فهم الجنون كحالة طبية تتطلب العلاج.

 

حقائق علمية 

وأضاف استشاري الطب النفسي: قدمت الأبحاث العلمية رؤى جديدة حول أسباب الجنون؛ فالدراسات البحثية قد أشارت إلى أن بعض الاضطرابات النفسية قد تكون وراثية، مما يعني أن العوامل الجينية تلعب دورًا في ظهورها، ما لفتت الأبحاث العلمية إلى أن العوامل البيئية تؤثر مكونة ضغوط نفسية وصدمات وتجارب سلبية خاصةً في مرحلة الطفولة، إذ تؤثر بشكل كبير على الصحة العقلية للفرد.

ولفت إلى أهمية التوازن الكيميائي في المخ؛ مشيرًا إلى أن المواد الكيميائية في الدماغ، مثل السيروتونين والدوبامين؛ تلعب دورًا حاسمًا في الصحة النفسية.

وأوضح “فرويز” أن الجنون ليس مجرد خرافة، بل هو واقع يعيشه الكثيرون؛ فمن المهم أن نفهم أن الصحة النفسية تتطلب الدعم والتعاطف، وأن الجنون ليس وصمة عار، بل هو جزء من التجربة الإنسانية.

ودعا استشاري الطب النفسي إلى ضرورة العمل على تعزيز الوعي بالصحة النفسية، وتقديم الدعم للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، لمساعدتهم على العيش بكرامة وراحة بال، وذلك من خلال التعليم والتوعية، يمكننا تغيير المفاهيم الخاطئة حول الجنون، وتحقيق مجتمع أكثر تفهمًا ودعمًا.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=879

موضوعات ذات صلة

د. جمال فرويز لـ(صوت البلد): الخرف الرقمي مرض العصر

المحرر

تعزيز مناعة طفلك في فصل الخريف.. نصائح عملية

المحرر

خطة جديدة شاملة لتأمين آثار مصر

نجوى سليم

الزراعة: الذكاء الاصطناعي كلمة السر لزيادة الإنتاجية

المحرر

الزراعة : دروس خصوصية لزيادة الإنتاجية

المحرر

جمال فرويز لـ(صوت البلد): أفلام الكارتون خطر على الأطفال

المحرر