منوعات

العمالة المنزلية وانعكاساتها على الأسرة المصرية.. رسالة ماجستير

شهدت كلية التربية الرياضية بنات بجامعة الأزهر فرع القاهرة حدثا بارزا في مجال علم الاجتماع والأسرة المصرية، حيث تمت مناقشة رسالة الماجستير المقدمة من الباحثة لمياء أحمد الأصمعي، والتي جاءت بعنوان “العمالة المنزلية وانعكاساتها على الأسرة المصرية – دراسة ميدانية في المجتمع المصري”. تأتي هذه الرسالة لتضيف عمقا جديدا لدراسة واحدة من القضايا الاجتماعية الحساسة والمهمة التي تؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للأسر المصرية، ألا وهي تأثير العمالة المنزلية على بنية الأسرة واستقرارها.

ظاهرة متزايدة

العمالة المنزلية ظاهرة متزايدة في مصر، وذلك في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدها المجتمع المصري. مع زيادة الأعباء الملقاة على أفراد الأسرة المصرية، أصبح الاعتماد على العمالة المنزلية ضرورة حتمية للكثير من الأسر، خاصة في المدن الكبرى. رسالة الباحثة لمياء الأصمعي جاءت لتدرس هذه الظاهرة و تستكشف مدى تأثيرها على الأسرة المصرية من نواحٍ متعددة، تشمل الجوانب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية. وتنبع أهمية البحث من كونه يقدم تحليلا علميا وميدانيًا يعتمد على بيانات واقعية تم جمعها من عينة متنوعة من الأسر المصرية.

مناقشة الرسالة

لجنة المناقشة التي ترأستها نخبة من أساتذة علم الاجتماع من جامعات الأزهر والمنصورة، عكست أهمية الموضوع وحجم الاهتمام الأكاديمي به. تضمنت اللجنة د. مهدي محمد القصاص، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنصورة كمناقش خارجي، ود. محمد أحمد مبارك، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر والمشرف على الرسالة، بالإضافة إلى د. نسرين أحمد فؤاد ود. أسماء مصطفى محمود، أستاذتي علم الاجتماع بجامعة الأزهر. خلال المناقشة، أشادت اللجنة بمستوى البحث الأكاديمي وأسلوبه المنهجي، مع التركيز على دقة البيانات الميدانية التي تم جمعها من عينة كبيرة ومختلفة من الأسر المصرية.

نتائج الدراسة:

توصلت الباحثة لمياء الأصمعي إلى مجموعة من النتائج الهامة التي تلخص تأثير العمالة المنزلية على الأسرة المصرية:

  1. الجانب الاقتصادي: أظهرت الدراسة أن العمالة المنزلية توفر الكثير من الوقت والجهد لأفراد الأسرة، خاصة في الأسر ذات الدخل المرتفع. إلا أن تكاليف هذه العمالة قد تمثل عبئا ماليا كبيرًا على الأسر ذات الدخل المتوسط والمحدود، مما قد يؤدي إلى خلق توترات مالية داخل الأسرة.
  2. الجانب الاجتماعي: أظهرت الدراسة أن العمالة المنزلية تؤثر بشكل مباشر على التفاعل اليومي بين أفراد الأسرة، خاصة الأطفال. فوجود العمالة المنزلية قد يؤدي إلى تقليل الاعتماد على الأبوين في تربية الأطفال وغرس القيم، وهو ما قد يؤدي إلى ضعف الروابط الأسرية.
  3. الجانب الثقافي: من بين النتائج المثيرة للاهتمام، أظهرت الدراسة أن العمالة المنزلية، خاصة القادمة من خلفيات ثقافية واجتماعية مختلفة، قد تساهم في إدخال بعض العادات والممارسات الغريبة على المجتمع المصري. هذا الأمر قد يخلق تحديات في التنشئة الاجتماعية للأطفال، حيث يصبح هناك تأثير خارجي قوي على القيم والعادات التي يتعرض لها أفراد الأسرة.

توصيات :

استنادا إلى النتائج التي توصلت إليها الدراسة، قدمت الباحثة مجموعة من التوصيات التي تهدف إلى تحسين إدارة العلاقة بين الأسر المصرية والعمالة المنزلية:

  1. تعزيز الوعي المجتمعي: أوصت الباحثة بضرورة توعية الأسر بأهمية الحفاظ على التفاعل الأسري وعدم الاعتماد الكلي على العمالة المنزلية. يجب أن يبقى الأبوين دور أساسي في تربية الأطفال وتوجيههم.
  2. تنظيم العمالة المنزلية: أكدت الباحثة على ضرورة وجود إطار قانوني ينظم العلاقة بين الأسر والعمالة المنزلية، بما يضمن حقوق العمالة وواجباتهم، وفي الوقت نفسه يحمي الأسر من الآثار السلبية المحتملة.
  3. تدريب العمالة المنزلية: اقترحت الدراسة ضرورة تقديم دورات تدريبية للعمالة المنزلية لتزويدهم بالمعرفة حول القيم والعادات المحلية المصرية. هذا سيساهم في تقليل الفجوة الثقافية بينهم وبين الأسر التي يعملون لديها.

شهدت المناقشة حضورا لافتا لعدد من الشخصيات الإعلامية والأكاديمية التي جاءت لدعم الباحثة في يومها المميز. من بين الحضور كان شقيقا الباحثة، المستشار عمر الأصمعي ، إلى جانب عدد من الصحافيين والإعلاميين.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=4811

موضوعات ذات صلة

صوم السيدة العذراء مريم

المحرر

اكتشاف شجرة بحديقة الحيوان تعالج مرضي السكري

المحرر

دير الأنبا بولا ضمن جدول زيارات السائحين

المحرر

حائط الذكريات يشرق في أرض اليابان

المحرر

مساجد لها تاريخ: أقدمها جامع سادات قريش

المحرر

سقارة تبوح بالمزيد من الأسرار في كشف اثري جديد

المحرر