يثير مسلسل “المداح” أسطورة العهد الذي يعرض على شاشة MBC ضمن سباق دراما رمضان 2025 جدلاً واسعًا ، بسبب تناوله لعالم الجن والسحر في إطار يجمع بين الفانتازيا والدراما الشعبية.
يعود الفنان حمادة هلال ليجسد شخصية “صابر المداح”، الذي يواصل معاركه ضد قوى الشر من الجن والدجالين، محاولًا التصدي لشرورهم كما فعل في الأجزاء السابقة، بينما تتطور حياته الشخصية بشكل غير متوقع. ويعتمد العمل على الإثارة والتشويق من خلال استلهام الأساطير الشعبية ودمجها مع الدراما.
أحد المشاهد في الحلقة الأولى، الذي تضمن تعويذة “شريرة”، أثار تفاعلاً كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي. فبينما رأى بعض المتابعين أن مثل هذه المشاهد تضفي عنصر الواقعية والتشويق، حذر آخرون من أنها قد تساهم في نشر الخرافات.
وفي نفس السياق، حذرت أستاذة التفسير بجامعة الأزهر، د. هبة عوف، من خطورة استخدام الرموز والطلاسم السحرية في الدراما، مشيرة إلى تأثيرها السلبي على الشباب والأطفال الذين قد يتأثرون بهذه المشاهد.
وانتقد الكاتب يحيى الجبالي المسلسل، واصفًا إياه بأنه “يعتمد على تزييف الحقائق وتضخيم قوة الشياطين”، فيما أكد ناشط آخر يدعى “الخوارزمي” على منصة إكس أن شخصية المداح مستوحاة من قصة حقيقية، وهو الساحر اليمني التائب داوود فرحان، الذي زعم أنه تعامل مع قوى الشر منذ طفولته.
في سياق مماثل، وصف المصور المصري شريف إسماعيل المسلسل بأنه “يروج للكفر والشعوذة”، معتبرًا أنه جزء من “حرب على العقول المصرية”. كما انتقدت الناشطة فيفيان حسن تأثير المداح في نشر “الجهل والخرافات واستغلال الدين لأغراض تجارية”، داعية إلى التساؤل حول المستفيد من نشر مثل هذه الأعمال.
وعلى الرغم من الانتقادات، فقد حصد المسلسل نسب مشاهدة مرتفعة على يوتيوب، وقال حمادة هلال إن العمل تلقى ردود فعل إيجابية من الجمهور، مشيرًا إلى أن “تشوق المشاهدين للأعمال الروحانية والإثارة” كان السبب في نجاحه المستمر.
يشارك في بطولة المسلسل نخبة من الفنانين، من بينهم أحمد بدير، خالد سرحان، محمد عز، جمال عبد الناصر، حنان سليمان، ومحسن منصور، وهو من تأليف أمين جمال، وليد أبو المجد، وشريف يسري، وإخراج أحمد سمير فرج.
يبقى المداح 5 أحد أكثر الأعمال المثيرة للجدل في دراما رمضان 2025، حيث تتباين الآراء بين من يعتبره عملاً ناجحًا ومشوّقًا، وبين من يرى فيه خطرًا على الثقافة والوعي المجتمعي، مما يعزز مكانته كأحد أبرز المسلسلات التي تشهد نقاشًا واسعًا خلال الشهر الكريم.