في مشهد غير معتاد، اختفى المشمش من الأسواق المصرية بشكل شبه كامل، وسط موجة من الارتفاع الحاد في الأسعار، ما أثار حالة من الجدل بين المستهلكين والمهتمين بقطاع الزراعة، خاصة مع قِصر موسم هذه الفاكهة الصيفية سريعة التلف.
أكد نقيب الفلاحين حسين ، نقيب الفلاحين، أرجع هذه الأزمة إلى عدة أسباب، على رأسها تراجع المساحات المزروعة من المشمش، والتي لا تتجاوز 15 ألف فدان على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى تأثر المحصول سلباً بارتفاع درجات الحرارة.
وأوضح أن التغيرات المناخية أدت إلى اضطراب في إنتاجية الأشجار، التي تتطلب خبرة خاصة في الزراعة والرعاية، مشيراً إلى أن الموسم الحالي يعد من الأقصر في تاريخ المشمش المصري، ما يزيد من احتمالية ارتفاع الأسعار خلال الأيام المقبلة مع اقتراب انتهاء المعروض المتبقي في الأسواق.
من جانبه أضاف الدكتور محمد عبد الوهاب، الباحث الأول في معهد بحوث البساتين، فقد حمّل التغيرات المناخية المسؤولية الأكبر عن انخفاض جودة وكميات محصول المشمش هذا العام.
وأشار إلى أن ارتفاع درجات الحرارة غير المستقرة تسبب في تساقط الثمار، خصوصاً في الأصناف المحلية التي يفضلها المستهلك المصري، بينما أظهرت بعض الأصناف المزروعة في الأراضي الصحراوية نتائج إنتاجية جيدة.
وشدد عبد الوهاب على أهمية تنظيم ندوات توعوية و إرشادية للمزارعين حول أساليب التعامل مع المحصول، لضمان زيادة الإنتاجية وتفادي مشكلات الأمراض المرتبطة بالتغيرات المناخية.
وكشف عن مبادرة يقودها الدكتور أحمد حلمي لربط جهود معهد المناخ ومعهد أمراض النباتات ومعهد البساتين، بهدف صياغة خطة علمية متكاملة لمواجهة التحديات التي تهدد مستقبل فاكهة المشمش في مصر.
من ناحيته قال حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة باتحاد الغرف التجارية، إن ما يتوافر حالياً من المشمش في الأسواق هو كميات مخزّنة في الثلاجات، بعد انتهاء الموسم الطبيعي على الأشجار.
وأكد أن سبب ارتفاع الأسعار لا يرتبط فقط بندرة الإنتاج، بل أيضاً بقِصر فترة توافره في السوق وسرعة تلفه، لافتاً إلى دخول كميات من المشمش المستورد الذي يخضع تسعيره لتقلبات الدولار. في المقابل، توقع انخفاض أسعار فواكه أخرى مثل التفاح والعنب والمانجو خلال الفترة المقبلة.