الوسواس القهري (OCD) هو اضطراب نفسي يتميز بأفكار متكررة غير مرغوب فيها (وساوس) وسلوكيات متكررة (قهريات) تهدف إلى تقليل القلق والتوتر الناتج عن تلك الوساوس، إذ يُعاني المصابون بالوسواس القهري من معاناة كبيرة تؤثر على حياتهم اليومية، حيث إنه من المهم فهم المرض للتعامل معه بشكل فعال.. (صوت البلد) تلقي الضوء على أعراض المرض وطرق العلاج من خلال الفقرة الطبية “أنت تسأل والطبيب يُجيب” مع د. جمال فرويز، استشاري الطب النفسي.
ما هي الوساوس؟
أوضح أستشاري الطب النفسي، أن الوساوس هي أفكار، أو صور، أو نبضات متكررة، غير مرغوب فيها، تدخل إلى ذهن المصاب بشكل مُفاجئ وغير مُتوقع، حيث تتميز هذه الأفكار بأنها مُزعجة ومُقلقة، وتُسبب شعورًا بالقلق والتوتر الشديدين؛ ومن أمثلتها: الخوف من التلوث كالخوف المفرط من الجراثيم والأوساخ، مما يدفع المصاب إلى غسل يديه بشكل متكرر. أو الخوف من إيذاء الآخرين بمعنى الخوف من إيذاء أحبائه، حتى لو كان ذلك غير منطقي. وهناك الخوف المفرط من ارتكاب أخطاء، مما يُسبب التردد والشك المستمر. كما أننا سنجد أيضًا داء الحاجة إلى التناظر والترتيب ؛كالحاجة المُلحة لترتيب الأشياء بشكل مُتقن ومتناسق. بالإضافة إلى الوساوس ذات الصبغة الدينية أو الجنسية غير المرغوب فيها مثل ظهور أفكار دينية أو جنسية مُزعجة وغير مرغوب فيها.
دكتور جمال فرويز
ما هي القهريات؟
أضاف “فرويز”: أما القهريات فهي سلوكيات أو طقوس متكررة يقوم بها المصاب بهدف تقليل القلق والتوتر الناتج عن الوساوس، تلك السلوكيات؛ غالبًا ما تكون غير منطقية، بل وتستهلك وقتًا وجهدًا كبيرين، حيث تُعيق الحياة اليومية، ومن أمثلة على القهريات:
ــ غسل اليدين بشكل متكرر كمن يقومون بغسل أيديهم لمرات عدة وفترات طويلة، حتى لو كانت نظيفة.
ــ التحقق المتكرر مثل التحقق مرارًا وتكرارًا من إغلاق الأبواب أو إطفاء الأجهزة الكهربائية.
ــ ترتيب الأشياء بشكل مُتقن؛ كترتيب الأشياء بشكل مُحدد ومتكرر.
ــ العدّ بشكل متكرر، مثل عدّ الخطوات أو الأشياء.
ــ إجراء طقوس مُعينة، مثل الصلاة أو الترديد، بهدف طرد الأفكار المزعجة.
أسباب الوسواس القهري
ولفت أستشاري الطب النفسي، إلى أنه حتى الآن؛ لا يُعرف السبب الدقيق للوسواس القهري، ولكنه يُعتقد أنّه ناتج عن مجموعة من العوامل، منها: العوامل الوراثية؛ كالاستعداد الوراثي يُزيد من خطر الإصابة بالوسواس القهري، فضلاً عن أن العوامل البيئية قد تكون المُسبب كالمرور ببعض التجارب الحياتية الصعبة، مثل الصدمات النفسية، التس قد تُساهم في ظهور المرض. كما أنه أيضًا من الممكن أن يكون اختلال في كيمياء الدماغ خاصةً فيما يتعلق بمادة السيروتونين؛ هو السبب الرئيسي للوسواس القهري، إذ قد يُساهم في ظهور المرض.
طرق العلاج
وأشار أستشاري الطب النفسي، إلى أنه يُمكن علاج الوسواس القهري من خلال: العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الذي يُركز على تغيير الأفكار والسلوكيات السلبية، وتطوير آليات للتعامل مع الوساوس والقهريات. إلى جانب العلاج الدوائي، حيث قد يصف الطبيب بعض الأدوية، مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، للمساعدة في التحكم في الأعراض.كما أن هناك العلاج بالتعرض والاستجابة للمنع، والذي يتضمن تعريض المصاب تدريجيًا لمواقف تُثير لديه الوساوس، ومنعه من القيام بالقهريات.