التخفيضات الكبيرة والخصومات المميزة على أسعار الكتب تعد من أهم المميزات التي يتفرد بها “معرض القاهرة الدولي للكتاب”. ويترقب القراء من جميع الأعمار والفئات أيام المعرض لشراء الكتب التي يهتمون بقراءتها على مدار العام بأسعار مخفضة. وتبدأ أسعار الكتب في الهيئة العامة للكتاب من جنيه واحد فقط، لتعتلي الهيئة قائمة دور النشر التي تتيح أثمن الكتب بأسعار زهيدة.
وقامت “صوت البلد” بجولة داخل معرض الكتاب، حيث التقينا بعدد من مسؤولي النشر الذين أكدوا أن المعرض يشهد خصومات كبيرة على الكتب، بالإضافة إلى بعض الأجنحة التي أُقيمت خصيصًا للكتب المخفضة التي تم إصدارها قبل زيادة أسعار الورق، وما زالت بعض دور النشر تقدمها بأسعارها القديمة حرصًا على إتاحتها لمن يحتاجها بشدة من القراء والباحثين.
تامر الكومي
قال تامر الكومي، مدير التسويق والمعارض بـ “المركز القومي للترجمة”، إن المركز يتيح خصومات تصل إلى نحو 50% على كل الكتب المعروضة، شريطة شراء نسخة واحدة فقط من كل إصدار. وأضاف أن المركز أصدر 80 إصدار جديد منذ العام الماضي وحتى العام الحالي. ومن هذه الإصدارات الجديدة ذكر كتب: “صعود الفراعنة وسقوطهم” لتوبي ولكنسون، و”تاريخ الفلسفة” لكوبلستون في 3 مجلدات، و”قرن الدماء 1914 – 2014″ لإيمانيال إيشت، و”سياسة الخوف” لروث وداك، و”أنت والكون” لستيفن هوكينج، فضلًا عن الكثير من العناوين المتنوعة في السياسة، والفلسفة، وغيرها من مجالات المعرفة.
كتب القضية الفلسطينية
وأشار الكومي إلى أن الإقبال يأتي هذا العام كبيرًا على الكتب الفلسفية والتاريخية بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى الكتب المهتمة بالقضية الفلسطينية، وكذا الكتب التي تتناول السياسة الخارجية لروسيا والشرق الأوسط. وأضاف أن الشباب في المرحلة الجامعية مهتمين بالكتب الفلسفية، وهو أمر مبشر على حد قوله، حيث أكد أن غالبية العملاء ينتمون إلى مرحلة الدراسات العليا، أو الجمهور العادي.
وأوضح أحد مديري الأفرع بـ “الهيئة العامة للكتاب” أن الهيئة تتيح بعض الكتب بأسعار تبدأ من جنيه واحد فقط وحتى 20 جنيهًا، وهي تنتمي إلى الإصدارات التراثية القديمة التي تمت طباعتها في فترة السبعينيات مرورًا بالثمانيات وحتى تسعينيات القرن الماضي، ولا ترفع الهيئة أسعارها، بل تعرض ما تبقى منها للجمهور بأسعارها القديمة. هذا بالإضافة إلى تخصيص نسبة خصم تتراوح بين 20% – 30% على الإصدارات الحديثة للهيئة.
وأضاف أن كل الفئات وكل الأعمار موجودة ومقبلة على الشراء، لافتًا إلى أن الشباب يميلون إلى الروايات الخفيفة، والرومانسية الهادئة، والفلسفة والأدب الشبابي مثل أدب الرعب والجريمة، مشيرًا إلى أن الإقبال يكون بشكل أكبر على الكتب والروايات المترجمة، خاصةً في ظل الأسعار المخفضة. وبين أيضًا أن هناك إقبال ملحوظ من الأطفال على المكتبة الكبيرة المخصصة للأطفال، لافتًا إلى أن هناك جناح خاص لكتب الأطفال، وكذلك جناح خاص للكتب المخفضة.
الأسعار القديمة
ومن جهته، قال الدكتور صلاح الطاهر، مسؤول النشر بـ “مركز نهر النيل الثقافي للنشر والترجمة” أن المركز يقدم نسبة خصم على الكتب تتراوح بين 20% –25% وذلك على جميع المطبوعات. أما المطبوعات القديمة التي تمت طباعتها بالأسعار القديمة قبل زياادة أسعار الورق والطباعة، فإن المركز لم يرفع أسعارها، مراعاةً لاحتياج قطاع عريض من الجمهور لها بشدة.
الدكتور صلاح الطاهر
وأشار الطاهر أن نسبة الإقبال تختلف من يوم لآخر، مؤكدًا أن هناك علاقة طردية بين أقبال الجمهور ومبيعات الكتب، موضحًا أن فئات الجمهور التي تترد على المعرض هي مسألة متغيرة من يوم لآخر، لكنه سجل ملاحظته بأن إقبال البنات في المرحلة الثانوية والجامعية على الكتب وشرائها هو أمر لافت للنظر هذا العام، فيما يميل الشباب الذكور في المرحلة الإعدادية والثانوية إلى روايات الرعب، وقد بعدوا بشدة عن الكلاسيكيات الرومانسية، وهي ظاهرة تستحق دراسة علماء النفس، على حد قوله.
وأفاد محمود سيد، مسؤول التوزيع والنشر بدار “آفاق للنشر والتوزيع”، بأن خصومات الدار على مجمل الكتب تصل إلى 40%، بالإضافة إلى إقامة قسم خاص بعروض مخفضة وأسعار تتراوح بين 50 جنيهًا، و 100 جنيهًا، و 150 جنيهًا، حيث أشاد بالإقبال الجيد من القراء، مؤكدًا أن المبيعات أفضل، مقارنةً بالسنوات الماضية.
محمود سيد
ولفت إلى أن تنوع تخصصات الدار في مجالات كثيرة للمعرفة من أدب كلاسيكي قديم وفلسفة وترجمات حديثة، على سبيل المثال لا الحصر، أفضى إلى إقبال فئات مختلفة من جميع الأعمار والفئات.
كتب إلكترونية
ويُقام معرض القاهرة للكتاب في دورته الـ56، تحت شعار: “اقرأ في البدء كان الكلمة” وتأتي فعالياته الثقافية في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المُقبل، ببرنامج ثقافي ثري ومتنوع يضم أكثر من 600 فعالية، بمشاركة 1345 دار نشر، و6150 عارضًا للإصدارات الأدبية والفكرية، وتشارك بالمعرض 80 دولة عربية وأجنبية، منها 10 دول تشارك للمرة الأولى. هذا فضلًا عن إطلاق منصة الكتب الإلكترونية لإصدارات الوزارة ومجموعة من التجارب الرقمية التكنولوجية الرائدة في المجال الثقافي.
وتحل عليها “سلطنة عمان” ضيف شرف هذه الدورة، وتم اختيار اسم الدكتور أحمد مستجير العالم والأديب المصري؛ شخصية المعرض، واسم الكاتبة فاطمة المعمول؛ شخصية معرض كتاب الطفل.