شؤون سياسية

تداعيات استشهاد يحيى السنوار على المقاومة الفلسطينية

 أعلنت إسرائيل مقتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في جنوب قطاع غزة، وذلك بعد إجراء فحص الحمض النووي للتأكد من هويته. وجاء الإعلان في وقت حرج من الصراع الدائر في غزة، حيث تراوحت الآراء حول تأثير مقتله على المقاومة ومسار الحرب. بينما اعتبر البعض أن اغتياله ضربة قاصمة لحماس، رأى آخرون أن العملية جرت بالصدفة لا بالتخطيط المسبق، ما يفتح نقاشا واسعاً حول تداعيات هذا الحدث.

تفاصيل العملية وأهدافها أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن وحدة خاصة من جهاز “الشاباك” أنشئت خصيصا لتعقب السنوار واغتياله. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت: سنطارد أعداءنا ونقضي عليهم”. العملية التي أسفرت عن مقتل ثلاثة مسلحين بمنطقة تل السلطان في رفح لم تظهر مؤشرات مسبقة على وجود السنوار، مما يعزز الرواية بأن مقتله حدث مصادفة.

وأشارت مصادر إعلامية إسرائيلية إلى أن السنوار لم يكن مستهدفا في موقعه بشكل محدد، وهو ما أكده تقرير نشرته صحيفة هآرتس: “ما حدث كان نتاج المصادفة، إذ لم يكن لدى إسرائيل معلومات دقيقة عن وجوده”.

تداعيات مقتل السنوار على المقاومة ووفقا للخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور يونس السبكي، المعروف بلقب الشهيد الحي فإن اغتيال قائد بحجم السنوار له تداعيات مزدوجة”. وأوضح السبكي أن “حماس قد تكون في حالة ارتباك مؤقتة بعد فقدان قائد كبير، لكنها معتادة على إعادة ترتيب صفوفها سريعًا”. ويضيف السبكي: “إسرائيل تأمل أن يؤدي اغتيال السنوار إلى تراجع تأثير حماس في إدارة الحرب، لكن من المرجح أن يستمر التصعيد، وقد تكون هناك موجة انتقامية كبيرة ضد الأهداف الإسرائيلية في الداخل والخارج”.

 مسار التسوية

من جهة أخرى، يرى الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات،  مقتل السنوار قد يكون “سلاحا ذا حدين وأوضح عوض: إسرائيل تعتقد أن اغتيال السنوار يفتح الباب أمام تهدئة محتملة، خصوصًا مع تصريحات بايدن التي ترى أن غيابه قد يسهم في تسهيل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين”. لكنه أضاف: “حماس قد تستغل الحدث لتعزيز مواقفها أمام المجتمع الفلسطيني وزيادة الالتفاف الشعبي حولها

ورحب الرئيس الأمريكي جو بايدن بالعملية، معتبرًا أنها “إزالة لعقبة أساسية في طريق وقف إطلاق النار”. وقال بايدن في بيان: “هذا يوم جيد لإسرائيل والعالم. الفرصة الآن مواتية للوصول إلى واقع جديد في غزة بدون حماس”. وأكد على ضرورة استغلال هذه اللحظة لدفع العملية السياسية نحو السلام.

كما صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن مقتل السنوار يشكل “محطة مهمة” في تراجع حماس، لكنه حذر من أن الحرب لم تنته بعد، وستتطلب وقتا وجهدًا”. أما وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، فقد اعتبر أن حماس تلقت ضربة قاسية” ودعا إلى “طي صفحة الصراع الحالي من أجل إحلال السلام”.

 يظل غياب اليقين حول تأثير اغتيال السنوار، يبقى الوضع في غزة مفتوحا على احتمالات متعددة، من بينها التصعيد العسكري أو التهدئة المشروطة. بينما تأمل إسرائيل أن يكون مقتله بداية لمرحلة جديدة، فإن الواقع على الأرض يشير إلى أن المقاومة قد ترد بعنف. من ناحية أخرى، يظل الشارع الفلسطيني مترقبًا لمعرفة ما إذا كانت هذه العملية ستؤدي إلى تغيير جوهري في طبيعة الصراع، أم أنها تؤجج مزيدا من الغضب والتوتر.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=5690

موضوعات ذات صلة

نتنياهو يقبل بوقف إطلاق النار في لبنان

المحرر

لحوم العيد رسالة سياسية من حفتر

المحرر

خطط مشبوهة تستغل محنة غزة ضمن أجندات خارجية

المحرر

حزب الله يستقبل فوز ترامب بمائة صاروخ على اسرائيل

المحرر

طهران تغازل واشنطن التفتيش مقابل التفاهم

المحرر

البرلمان يوافق على قانون الإجراءات الجنائية

المحرر