استمرار ارتفاع اسعار الأدوية في مصر ارتفاعا جنوني وخاصة الفترة الأخيرة و الحالية مما أثار قلق العديد من المرضى والأطباء على حد سواء. هذا الارتفاع لم يقتصر فقط على الأدوية الشائعة، بل شمل بشكل خاص الأدوية الحيوية التي تعالج أمراض القلب والكبد والكلى والجهاز الهضمي، مما يهدد حياة العديد من المرضى الذين يعتمدون على هذه الأدوية بشكل يومي.
يقول الدكتور أحمد سامي، أخصائي القلب: “الزيادة في أسعار أدوية القلب أصبحت غير معقولة. بعض المرضى يصرخون لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج بعد الآن، مما يزيد من خطر تعرضهم لمضاعفات صحية خطيرة.” وأكد أن هذه الأدوية تعتبر ضرورية للحفاظ على استقرار حالة المرضى، وأن أي تأخير أو انقطاع في تناولها قد يؤدي إلى نتائج كارثية.
من جهة أخرى، يضيف الدكتور محمد النجار، أخصائي الكبد والجهاز الهضمي: “الأدوية التي نعتمد عليها لعلاج أمراض الكبد والجهاز الهضمي أصبحت بأسعار لا يستطيع الكثيرون تحملها. هذا الأمر يؤدي إلى تدهور حالة المرضى الصحية بسبب عدم قدرتهم على شراء الأدوية اللازمة.” وأشار إلى أن بعض المرضى بدأوا يلجؤون إلى بدائل غير فعالة أو أقل جودة بسبب التكلفة العالية.
أما الدكتورة مريم صلاح، أخصائية الكلى، فأكدت أن “المرضى الذين يعانون من مشاكل في الكلى هم الأكثر تضررا من هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار. إن عدم القدرة على شراء الأدوية اللازمة يؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية بسرعة، وهذا يمكن أن يتطلب تدخلات طبية مكلفة مثل غسيل الكلى.
تعود أسباب هذه الزيادة الجنونية في أسعار الأدوية إلى عوامل متعددة، منها ارتفاع تكلفة المواد الخام، وزيادة تكاليف الإنتاج، بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية العامة التي تمر بها البلاد. كما يشير بعض الخبراء إلى أن جزءًا من المشكلة يعود إلى غياب الرقابة الصارمة على أسعار الأدوية من قبل الجهات المعنية.
وفي محاولة لمواجهة هذه الأزمة، دعا العديد من الأطباء والجمعيات الصحية إلى ضرورة تدخل الحكومة بشكل عاجل لضبط أسعار الأدوية وتوفير دعم مالي للمرضى المحتاجين. كما طالبوا بتشديد الرقابة على شركات الأدوية لضمان عدم استغلال الوضع لتحقيق أرباح غير مبررة على حساب صحة المواطنين