شؤون سياسية

جهود عربية ودولية لإحياء السلام في السودان

في خطوة جديدة نحو احتواء الأزمة السودانية، أعلنت الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر عن مبادرة تهدف إلى إقرار هدنة إنسانية تمتد لثلاثة أشهر، لتأمين وصول المساعدات للمدنيين المحاصرين وسط الحرب، على أن يعقبها وقف دائم لإطلاق النار، وفتح الطريق أمام مرحلة انتقالية يقودها المدنيون خلال تسعة أشهر. البيان المشترك شدد على أنه لا يوجد حل عسكري للنزاع، مؤكداً دعم وحدة السودان، ورفض أي دور للجماعات الإسلامية المرتبطة بالنظام السابق.

تأتي المبادرة في وقت تتفاقم فيه الأزمة، حيث تحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر في دارفور، بينما يواصل الجيش السوداني اعتماده على دعم بعض القوى الإسلامية. وقد فرضت واشنطن عقوبات على وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم وكتيبة “البراء بن مالك، في محاولة لكبح نفوذ الإسلاميين ومنع أي دور لطهران داخل الساحة السودانية.

اللواء أشرف فوزي، الخبير الأمني، يؤكد أن هذه الخطوة تمثل محاولة جادة لإعادة التوازن إلى المشهد، قائلاً: المجتمع الدولي بدأ يدرك أن استمرار الحرب يعني انهيار السودان كدولة، وهو ما سينعكس سلباً على أمن البحر الأحمر والقرن الأفريقي. العقوبات الأمريكية على رموز الإسلاميين إشارة واضحة إلى أن المجتمع الدولي لن يسمح بإعادة تدوير النظام القديم أو بفتح الباب أمام تمدد إيران في الإقليم. ما نراه الآن هو بداية ضغط منسق، يعتمد على تلاقي الدور العربي مع الإرادة الدولية، وقد يشكل فرصة لوقف نزيف الدم، لكن النجاح يتوقف في النهاية على استعداد الطرفين السودانيين للجلوس إلى طاولة الحوار.

مصداقية التحرك

أما المحلل السياسي عدلي الهواري فيرى أن المبادرة تحمل ثقلاً نوعياً بسبب مشاركة أربع دول لها تأثير مباشر على أطراف النزاع. ويقول وجود مصر يمنح التحرك مصداقية أكبر لدى الجيش السوداني، فيما تضيف السعودية والإمارات بعداً إقليمياً يجعل قوات الدعم السريع أكثر حذراً من رفض المقترحات. الدور الأمريكي يظل الضامن الأساسي لأي تسوية، لأنه يملك أدوات ضغط اقتصادية وسياسية لا يمكن تجاهلها. ورغم ذلك، فإن العقبة الأكبر هي حسابات الميدان: الجيش يعتمد على شبكة الإسلاميين والدعم التقليدي، بينما تراهن قوات الدعم السريع على سيطرتها في دارفور وصلاتها الإقليمية. إذا لم تترجم هذه الضغوط إلى تفاهمات واقعية، فقد تتحول المبادرة إلى مجرد وثيقة سياسية بلا أثر

وبين ضغوط الخارج وتشابك الداخل، يظل المشهد السوداني معقداً: مدن محاصرة، ملايين على حافة المجاعة، وصراع مفتوح لا يبدو أن له نهاية قريبة. ومع ذلك، فإن البيان المشترك أعاد وضع الأزمة في إطار عربي  دولي يبعث الأمل بأن السودان قد يجد طريقه أخيراً نحو تسوية توقف الحرب وتحفظ وحدته

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=5067

موضوعات ذات صلة

حزب الله في مواجهة العقوبات الداخلية

المحرر

ايران تخرب والعرب يعمرون

المحرر

عودة طلاس تشعل التكهنات حول مستقبل سوريا

المحرر

شبكة تجسس دولية فى قبضة المخابرات المصرية

المحرر

إيران تناور والوقت يوشك أن ينفد

المحرر

سوريا على نار هادئة وايران خارج خارطة الطريق

المحرر